قُتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها أمس في هجوم مباغت لتنظيم «داعش» في البادية السورية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن لـ»فرانس برس» إن «عناصر التنظيم شنوا هجوماً فجراً بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف تجمعاً لقوات النظام، قبل أن تندلع اشتباكات»، موضحاً أن الجهاديين تسللوا من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر في وسط سورية. ويتم نقل القتلى ومن بينهم مقاتلون ايرانيون والجرحى إلى مدينة تدمر الأثرية، وفق «المرصد» الذي أشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مقاتلين من التنظيم الارهابي. ويأتي ذلك غداة خروج آخر عناصر «داعش» من أحياء في جنوب دمشق وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى هذا الجيب الصغير الذي يسيطر عليه الارهابيون في البادية. وأعلن الجيش السوري اثر ذلك السيطرة على كل العاصمة ومحيطها للمرة الأولى منذ العام 2012. إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن حجم الدمار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق يجعل عودة سكانه أمراً صعباً للغاية. وقال الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غانيس لـ»فرانس برس»: «اليرموك اليوم غارق في الدمار، ويكاد لم يسلم أي منزل من الدمار»، مضيفاً «منظومة الصحة العامة، المياه، الكهرباء والخدمات الأساسية كلها تضررت بشكل كبير». وتابع: «ركام هذا النزاع العديم الرحمة منتشر في كل مكان. وفي أجواء مماثلة، من الصعب تخيل كيف يمكن للناس العودة». وقال مدير المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي لـ»فرانس برس» إن «الخطوة التي تلي تحرير المخيم هي التمشيط الامني وازالة الركام واحصاء الاضرار من اجل اعادة الاعمار واعادة البنية التحتية تمهيداً لعودة السكان». وأكدت مديرة موقع «بوابة اللاجئين» عتاب الدقة في اتصال مع «الحياة» ان «معظم مناطق المخيم لم تسلم من الضرر»، مشيرة إلى أن « القصف والمعارك دمرت أحياء كاملة مثل المغاربة والتقدم والعروبة وامتداد شارع الثلاثين وشارع القدس ومحيط جامع فلسطين في جنوب المخيم». ولفتت الدقة إلى « البيوت الباقية بات معظمها غير قابل للسكن». وفي حين دمر معظم بيوت جنوب المخيم فإن احياء أخرى في شارع صفد ولوبية تعرضت لأذى أقل، لكن البنية التحتية من ماء وكهرباء وشبكات الهاتف تحتاج إلى اصلاحات كبيرة. وحسب مصادر فلسطينية تحدثت إلى «الحياة» فإن «الدخول إلى المخيم يحتاج إلى تصريحات خاصة من السلطات السورية، ومعظم من دخلوا هم من الميلشيات التي كانت تساند الجيش مثل لواء القدس افلسطيني وعناصر الدبهة الشعبية القيادة العامة»، واشارت المصادر إلى أن «سكان مخيم السبينة جنوب العاصمة سمح لهم بالعودة إليه بعد أكثر من سنة من سيطرة النظام عليه». وحسب تقديرات محتلفة فإن 60 في المئة من المخيم نزحوا داخليا في محيط دمشق أو مدن أخرى، فيما غادر 40 في المئة سورية معظمهم قصد أوروبا نظرا لأن أبواب الأردن ولبنان كانت موصدة في وجه اللادئين الفلسطينيين. واستبعدت الدقة «إعادة إعمار المخيم وعودة السكان قبل سنوات» ولفتت إلى أن «إعادة أعمار مخيم نهر البارد في لبنان لم تنجز إلا بنحو 50 في المئة رغم مرور 11 عاما على تدميره»، مشددة على أن «قانون الملكية الجديد قد يحرم كثيرا من أبناء المخيم من العودة وخاصة أولئك الذين سافروا إلى أوروبا أو ممن لا ينلكون سندات اقامة طابو».
مشاركة :