مغادرة ميليشيات إيران لدرعا: إعادة تموضع أم تمهيد لانسحاب من سوريا

  • 5/23/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق- قالت مصادر مطلعة إن قوات مرتبطة بإيران انسحبت من بعض مناطق محافظة درعا جنوبي سوريا، باتجاه القطع العسكرية التابعة للنظام بأقصى شمال المحافظة وإلى العاصمة دمشق. يأتي ذلك وسط تزايد الضغوط المطالبة إيران ومليشياتها بالخروج من سوريا، وقد انضمت روسيا مؤخرا للأصوات الداعية لذلك، حين قال الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائه بنظيره السوري بشار الأسد بأن على جميع القوات الأجنبية مغادرة البلاد مع بدء العملية السياسية. وأكّدت المصادر المطلعة انسحاب جزء من عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني، من أحياء مدينة درعا وبلدتي عتمان وخربة غزالة المجاورتين للأوتوستراد الدولي الرابط بين العاصمتين السورية دمشق والأردنية عمّان. وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، خرجت 3 أرتال عسكرية تابعة للميليشيات المرتبطة بإيران من المناطق المذكورة، ضمّ آخرها الذي خرج فجر الأربعاء، حافلات وسيارات دفع رباعي، بعضها مزود برشاشات وقواعد إطلاق صواريخ، تزامنا مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع فوق المنطقة. ووفق مراسل وكالة “الأناضول”، فإنّ القوات المنسحبة من مدينة درعا وبعض البلدات المحيطة، تسلك الأوتوستراد الدولي باتجاه مدينة الصنمين شمال درعا، حيث يتم تجميعها في الفرقة التاسعة وبعض الثكنات العسكرية المحيطة بالمدينة، لتوزيعها على مواقع بأقصى شمالي المحافظة وإلى منطقة جنوب غرب دمشق. ويحل الجيش السوري بديلا عن عناصر الميليشيات في المناطق التي تنسحب منها الأخيرة، وخصوصا في نقاط التماس مع المعارضة المسلحة في أحياء “سجنة” و”المنشية” بمدينة درعا. وتنتشر في عدد كبير من المواقع في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، عدد من الميليشيات الأجنبية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، أبرزها “حزب الله” و”الفاطميون” و”فيلق القدس”. وفي الآونة الأخيرة، استهدف الطيران والمدفعية الإسرائيلية، بشكل متكرر، العديد من المواقع والقواعد الإيرانية في سوريا، خصوصا في الجزء الجنوبي من البلاد. ربما يكون الانسحاب الإيراني من جنوب سوريا محاولة روسية لطمأنة الجانب الإسرائيلي، بأنها لن تسمح بأن تشكل سوريا مركزا لمهاجمتها في المستقبل ويرجح البعض في أن تكون الهجمات الإسرائيلية خلف إعادة تموضع العناصر الموالية لإيران، بيد أن مراقبين يرون أنه ربما يكون ذلك مؤشرا عن اتفاقات خلف الكواليس ترعاها روسيا، لإيجاد تسوية للمعضلة الإيرانية في سوريا تقوم على انسحابها التدريجي من هذا البلد الذي يشهد حربا دامية منذ 8 سنوات. ومعلوم أن الوجود الإيراني من الأسباب الرئيسية التي تحول دون تحقيق السلام في سوريا، وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص طهران بالسعي لجعل سوريا جبهة متقدمة لاستهدافها على المدى الطويل. وربما يكون الانسحاب الإيراني من جنوب سوريا محاولة روسية لطمأنة الجانب الإسرائيلي، بأنها لن تسمح بأن تشكل سوريا مركزا لمهاجمتها في المستقبل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى في 9 مايو زيارة إلى روسيا حيث التقى بالرئيس فلاديمير بوتين، في خضم تصعيد لافت مع إيران في سوريا. واعتبر نتنياهو أن لا مشكلة لحكومته مع نظام بشار الأسد، وأن إسرائيل لا تريد التدخل في الوضع الداخلي في هذا البلد بيد أنها لن تسمح لإيران ببناء قدرات عسكرية على الأراضي السورية تشكل تهديدا لأمنها القومي. ويقول خبراء إنه في ظل الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها إيران وتلويح الولايات المتحدة بعقوبات غير مسبوقة عليها، فإن ذلك قد يشكل فرصة بالنسبة لموسكو لإقناع طهران بضرورة الانحناء أمام العاصفة، وتقليص وجودها في سوريا لإقناع الغرب بتحقيق سلام في هذا البلد يقضي بإبقاء النظام الحالي مع بعض التعديلات على مستوى إشراك المعارضة المعتدلة. ويشير هؤلاء إلى أن إعلان إيران مؤخرا أنّ لا أحد يستطيع إجبارها على الخروج من سوريا قد يكون الغاية منه هو عدم الظهور في ثوب الخاضع أمام الرأي العام المحلي على وجه الخصوص. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال خلال اجتماع عقده مع نظيره السوري بشار الأسد، في سوتشي الخميس الماضي، إنه بعد بدء العملية السياسية في البلاد “لا بد من إخراج القوات الأجنبية من سوريا”. وفي تفسير لكلام بوتين حول الأطراف المعنية بالمغادرة أوضح مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أن “الحديث يجري عن جميع الوحدات العسكرية الأجنبية المتواجدة في سوريا بما في ذلك الأميركيون والأتراك وحزب الله، وبالطبع الإيرانيون”.

مشاركة :