بيروت - أبدى رئيس الوزراء سعد الحريري تفاؤلا بإمكان تشكيل حكومة لبنانية سريعا في ضوء تفهّم حزب الله لأبعاد العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب الموالي لإيران. وعزت مصادر سياسية في بيروت تفاؤل الحريري إلى رهان لديه على أنّ حزب الله في حاجة إلى التعقل وسيجنح إليه خدمة لمصلحة ذاتية أوّلا. وأوضحت المصادر أن هذا التعقّل يعني قبول الحزب بخفض سقف مطالبه في الحكومة الجديدة فيبتعد عن وزارات معيّنة كي لا يتعرّض لبنان نفسه لعقوبات أميركية على غرار تلك التي استهدفته أخيرا وشملت كبار القياديين فيه على رأسهم حسن نصرالله. وذكرت المصادر ذاتها أنّ حزب الله قد يكتفي بوزارة خدماتية يرضي عبرها جمهوره الذي يعاني من نقص في التنمية والخدمات في مناطق سيطرة الحزب، خصوصا في بعلبك والهرمل. هل حزب الله يكترث بما يمكن أن يلحق بلبنان من أضرار في حال إصراره على أن يكون شريكا فاعلا في أي حكومة جديدة. وكشفت أن جهات دولية وأميركية أبلغت الحريري أنّ تولي حزب الله أي حقيبة وزارية مرتبطة بالمساعدات التي خصصت للبنان في مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في أبريل الماضي سيؤدي إلى تجميد هذه المساعدات، التي تبلغ قيمتها، ومعظمها في شكل قروض ميسّرة، نحو 12 مليار دولار. وأوضحت أن أبرز الوزارات التي يفترض بحزب الله أن يكون بعيدا عنها، إضافة إلى الوزارات السيادية الأربع (الدفاع والداخلية والمال والخارجية)، هي وزارة الطاقة التي تتولى ملف الكهرباء والمياه والنفايات وإقامة السدود. كذلك، هناك وزارة الأشغال العامة التي ستكون مهمتها إعادة تأهيل البنية التحتية اللبنانية. لكن المصادر ذاتها تساءلت هل يعي حزب الله أبعاد ما تحدّث عنه الحريري الساعي إلى تشكيل حكومة جديدة سريعا بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أم أنّ الحزب غير مكترث بما يمكن أن يلحق بلبنان من أضرار في حال إصراره على أن يكون شريكا فاعلا في أي حكومة جديدة وأن يشغل حقيبة مهمة فيها.
مشاركة :