استعدادات وطقوس مختلفة يشهدها مسجد السيد عبدالرحيم القنائى، تزامناً مع شهر رمضان المبارك، فالمآذن تتزين بأنوار وأضواء جديدة، وأبواب المسجد مفتوحة طوال اليوم لاستقبال المصلين والزائرين قاصدي ضريح القنائى، وسط حالة استنفار واستعداد من قبل مديرية الأوقاف لتقديم كل ما هو جديد خلال أيام الشهر الفضيل، بدءًا من تنظيم ملتقى فكرى للحديث عن القضايا المعاصرة وفتح أبواب المكتبة الجامعة لطلاب العلم، إضافة لتواجد مكثف من قبل أئمة وخطباء الأوقاف للرد على تساؤلات المصلين حول ما يتعلق بأمور دينهم."القنائى قبلة المصلين فى قنا خلال شهر رمضان المبارك" حقيقة تتجسد يوميًا، فمع اقتراب صلاة المغرب يتوافد الكثير من الصائمين والمحبين لأولياء الله الصالحين، إلى المسجد لتناول الإفطار وسط جموع المحبين العاشقين للقنائى، فى مشهد يمثل صورة مصغرة للإفطار فى الحرم المكى أو المدنى، بعدها يصطف المصلون لأداء صلاة المغرب، ليستقل بعدها كل مصلى ركنًا فى المسجد لقراءة ما تيسر له من آيات الذكر الحكيم سواء بشكل فردى أو فى جماعات اعتادت أن تتدارس وتختم كتاب الله فى رحاب مسجد القنائى خلال الشهر الكريم، وبعدها تبدأ منافسة فى الحصول على مكان وسط جموع المصلين الذين يملئون المسجد عن آخره.لمسجد القنائى عادة مختلفة فى أداء صلاة التراويح جعلته مقصدًا للكثير من المصلين، حيث تُؤدىَ فيه صلاة التراويح 20 ركعة بخلاف الشفع والوتر، يؤديها إمام وخطيب المسجد الذى يتم اختياره بعناية فائقة تليق بمكانة المسجد، يأتى على رأسها غزارة العلم وجمال الصوت.وقال الشيخ سعد محمد آدم- إمام وخطيب مسجد السيد عبدالرحيم القنائى، إن المسجد هو الأول بمحافظة قنا، لمكانته الدينية والتاريخية، إضافة إلى مساحته التى تتسع لآلاف المصلين سواء داخل المسجد أو المنطقة المحيطة به، وفى شهر رمضان يصبح المسجد مقصدًا للكثير من المصلين والزوار لما يتميز به من ملتقى فكري ينعقد يوميًا بعد صلاة التراويح يقوم عليه أئمة الأوقاف لتوعية الناس بأمور دينهم، وعدد ركعات تميز المسجد عن غيره من المساجد، حيث يتم أداء 20 ركعة بخلاف ركعتى الشفع والوتر، وفى الفاصل بين كل ركعتين يردد أذكار مختلفة منها "اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد" ، " الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله و خاتم المرسلين" والهدف منها معرفة عدد الركعات وعدم الخلط فى العدد.وأضاف آدم، أن مسجد القنائى يقصده الكثير من أبناء قنا الصائمين للإفطار فى المسجد وهو مشهد يشبه إلى حد ما الإفطار فى الحرم المكى والنبوى مع الفارق طبعًا، يتم خلاله الإفطار على فرش مختلف يتم إزالته عقب الإفطار وقبل صلاة العشاء للحفاظ على نظافة ومكانة المسجد، لافتًا إلى أنه مع قدوم شهر رمضان يكون هناك استعدادات خاصة من إدارة المسجد، للاحتفاء بالشهر الفضيل، فالإمام يتواجد لفترات طويلة لاستقبال أى ضيوف أو الرد على تساؤلات المترددين على المسجد والزائرين للمقام.فيما قال الشيخ أحمد أبو الوفا- مدير إدارة الدعوة بأوقاف قنا، إن مسجد القنائى من المساجد الجامعة وهو قبلة المصلين فى شهر رمضان المعظم، لما يتميز به المسجد فى الشهر الفضيل دونًا عن بقية الشهور، حيث يتم تنظيم ملتقى فكرى يوميًا عقب صلاة التراويح، يقوم خلاله أئمة الأوقاف المتميزين من أصحاب الفكر الوسطى والذين يتم اختيارهم بعناية فائقة بالحديث عن الكثير من القضايا المعاصرة.وأضاف أبو الوفا، أن المسجد يحوى مكتبة جامعة يقصدها طلاب جامعة جنوب الوادى وكليات الأزهر بقنا، وبعض الباحثين عن العلم، فيما يقصد الكثير من المواطنين زيارة مقام ولى من أولياء الله الصالحين، إضافة إلى أن المسجد يُعد مقصدًا للسائلين فى بعض الفتاوى والأحكام.وعن نسب وحياة السيد عبدالرحيم القنائى، أشار إلى أن سيدى عبدالرحيم القنائى الذى نُسب إلى قنا ونسبت قنا إليه جاء إلى المحافظة فى بداية الأمر، وذهب إلى مدينة قوص، فلما وجد كثرة من العلماء بمدينة قوص، عاد إلى قنا، وجلس فى بادىء الأمر بمجلس سيدى عبدالله القرشى رضوان الله عليه كتلميذ، فلما وجد القرشى ما يتمتع به القنائى من علم أصبح القرشى تلميذًا للسيد عبدالرحيم، وكان القنائى بجوار تدريسه للعلم تاجرًا ينفق على نفسه وعلى تلاميذه من طلاب العلم، وكان له دعاء أشهر كان يردد فيه" اللهم اكتب لى حياة العلم وعلم الحياة"، ويمتد نسبه ليصل إلى سيدنا الحسين رضوان الله عليه، وكان له تأثير كبير على قنا حتى أنه أصبح من أهم وأبرز معالم المحافظة.
مشاركة :