تسارع تدهور الليرة التركية مقابل الدولار الأربعاء، في أسوأ توقيت للرئيس رجب طيب أردوغان وسط الحملة لانتخابات يونيو/حزيران التي قد يشكل فيها تراجع الاقتصاد عاملا حاسما في خيار الناخبين. وتراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد، اليوم الأربعاء، فتم التداول بها بسعر 4,9 ليرات للدولار الواحد، بعدما خسرت أكثر من 3,5% من قيمتها خلال بضع ساعات. غير أنها عادت وارتفعت عصرا بنسبة 2,1% إلى 4,6 ليرات للدولار بعد تدخل عاجل من البنك المركزي، رغم أن نسبة تراجعها أمام الدولار وصلت إلى حوالى 30% خلال عام. وحاول أردوغان الحفاظ على صورته بتصريحات مساء اليوم، قال فيها إن تركيا ستتخذ “إجراءات مختلفة” للتغلب على تضخم في خانة العشرات وعجز في ميزان المعاملات الجارية بعد الانتخابات التي ستجري الشهر القادم. وناشد الأتراك، أثناء حديثه إلى برلمانيين سابقين في أنقرة، ألا يفضلوا العملات الأجنبية على الليرة التركية التي خسرت حوالي 20 في المئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام. وقال أن تقلبات العملة لا تتماشى مع الواقع الاقتصادي في البلاد. ودعا البنك المركزي التركي إلى اجتماع طارئ لإعادة تقييم معدلات الفائدة، فرفع معدل فائدة الاقراض لنافذة السيولة المتأخرة ليوم من 13,5% الى 16,5% . وكان خبراء الاقتصاد يدعون منذ أشهر إلى تصحيح معدلات الفائدة، بالرغم من معارضة أردوغان هذه الفكرة بشدة، وقد لمح الأسبوع الماضي إلى أنه يعتزم التدخل أكثر في السياسة النقدية في حال انتخابه لولاية جديدة.