بومبيو يتهم الحرس الثوري بتنفيذ عمليات اغتيال في أوروبا

  • 5/24/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لندن (وكالات) أثار تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حول تنفيذ الحرس الثوري الإيراني «عمليات اغتيال سرية في قلب أوروبا» تساؤلات بشأن حقيقة تلك الاغتيالات المزعومة. وأشارت صحيفة «جارديان» البريطانية، في تقرير نشرته أمس، إلى أن تصريحات بومبيو الذي كان رئيساً للـ«CIA» قبل توليه حقيبة الخارجية، أربكت الخبراء الأمنيين والمغتربين الإيرانيين الذين يتحدثون عن غياب أي أدلة تثبت تلك التكهنات. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت، رداً على سؤال من صحفيين: إنها لم تطلع على المعلومات التي يستند إليها الوزير، لكن بومبيو أقنعها بوجود أدلة موثوق بها لتلك الاتهامات. في الوقت نفسه، استغرب الدبلوماسيون الأميركيون المختصون في إيران، حسب التقرير، تصريحات بومبيو وخاصة على خلفية عدم رصد أي جريمة اغتيال نسبت إلى المخابرات الإيرانية في أوروبا مؤخراً. وذكّر التقرير بعمليات الاغتيال التي يعتقد أن طهران تتحمل المسؤولية عنها، بما في ذلك اغتيال آخر رئيس وزراء لإيران تحت حكم الشاه، شهبور بختيار، في فرنسا عام 1991، ومقتل أربعة مغتربين إيرانيين معارضين في مطعم بالعاصمة الألمانية برلين بعد عام من ذلك، وهذه هي القضية التي صدرت فيها مذكرة اعتقال دولية بحق وزير الاستخبارات الإيراني حينئذ علي فلاحيان، على الرغم من نفي طهران مسؤوليتها عن الهجومين. كما ذكّر التقرير بتفجير حافلة تقل سياحاً إسرائيليين في مدينة بورجاس البلغارية عام 2012، ووجهت أصابع الاتهام إلى «حزب الله» اللبناني، مضيفاً أنه، برغم كل هذه الاتهامات، فإن بومبيو يتحدث، على ما يبدو، عن أحداث حصلت مؤخراً، مع تحميل «فيلق القدس» الإيراني أكبر قدر من المسؤولية. وخلصت «غارديان» إلى أن الحديث ربما يدور عن مقتل المعارض الإيراني البارز أحمد مولى نيسي في لاهاي في نوفمبر الماضي، علماً بأن أنصاره، وهم انفصاليون من محافظة خوزستان، أعلنوا عن مسؤوليتهم عن سلسلة هجمات في إيران، بما في ذلك مقتل عنصرين في الحرس الثوري في يناير 2017. لكن القضاء الهولندي لم يتهم الحرس الثوري بالوقوف وراء اغتيال نيسي، ما يعني أن بومبيو، إذا كان يتحدث عن هذه الجريمة في الواقع، فقد كشف عن معلومات سرية. غير أن الكاتب والناشط السياسي الإيراني المقيم في السويد، إيراج مصداقي، شكك في صدقية تصريحات بومبيو، مشيراً إلى أن «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» لم يُتهما لأنشطهما في أوروبا منذ حادث برلين، وليست هناك مؤشرات تثبت وقوفهما وراء مقتل نيسي. وأوضح الخبير أن المخابرات الإيرانية كانت تشتبه فيهما بالتورط في عدد آخر من الاغتيالات، بما في ذلك مقتل نائب رئيس الوزراء الإيراني الأسبق رضا مظلومان في باريس عام 1996، لكن يبدو أن هذه العمليات انتهت بعد المحاكمة في قضية برلين، حيث «شددت أوروبا على أن اغتيالات كهذه هي خط أحمر بالنسبة لها»، حسب الخبير.

مشاركة :