كشفت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، النقاب عمّا وصفته بالطوق العسكري والاقتصادي والاستخباراتي، الذي باتت إسرائيل تفرضه على دول الجوار الإيراني، لاسيما في ظلّ علاقة تل أبيب الوطيدة بأذربيجان، مشيرة إلى أنَّ العملية الاستخباراتية "عماد"، التي حصل من خلالها الموساد على "الأرشيف النووي الإيراني"، انطلقت من أراضي أذربيجان في ظلّ تنسيق غير مسبوق بين المؤسستين الاستخباراتيتين في البلدين. وفي معرض تناولها لتلك العلاقات، أشارت الصحيفة العبرية إلى زيارة سريَّة، قام بها وفد أذربيجاني رفيع المستوى إلى إسرائيل في 14 مايو الجاري، وهو اليوم ذاته الذي افتتحت فيه واشنطن سفارتها في القدس، وجرت الزيارة في إطار ما يُعرَف بالملتقي الحكومي الأول للجنة الاقتصادية، الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان؛ وترأس الوفد وزير الضرائب الأذري، بالإضافة إلى عدد من نواب الوزراء، واستغرقت الزيارة 3 أيام، بداية من يوم الأحد حتى الثلاثاء، كما جاءت الزيارة استجابة لمبادرة أطلقها نتنياهو خلال زيارته للعاصمة الأذرية باكو في ديسمبر 2016. وفي استعراضها لحرص إسرائيل على توطيد علاقتها بدول الجوار الإيراني، لاسيما أذربيجان، قالت "هاآرتس": إنّ إسرائيل تولي اهتمامًا بالغًا بعلاقتها مع أذربيجان منذ حصولها على الاستقلال بداية تسعينيات القرن الماضي؛ وتعدّ أذربيجان من أبرز مزوّدي إسرائيل بالطاقة، خاصة في ظل امتلاكها حقول نفط وغاز باحتياطيات هائلة؛ وخلال السنوات الماضية أتاح لها موقعها الجغرافي تصدير النفط والغاز لإسرائيل عبر تركيا؛ في المقابل تصدر إسرائيل لأذربيجان وسائل قتالية متعددة، لتحتل في إطار هذا التعاون صدارة الدول المستوردة للسلاح الإسرائيلي. وخلال زيارة نتنياهو لأذربيجان العام قبل الماضي، كشف رئيسها إلهام علييف النقاب عن أن بلاده استوردت من إسرائيل حتى تاريخه أسلحة بما يعادل 5 مليارات دولار، ونقلت الصحيفة العبرية عن دوائر وصفتها بالغربية قولها إن أذربيجان وافقت على شراء منظومات دفاعية مناظرة للدفاعات الجوية الإسرائيلية المعروفة عسكريًا بـ"القبة الحديدية"، بالإضافة إلى شرائها منظومات رادارية وطائرات بدون طيار، وأن جانبًا من تلك الأسلحة ظهر في "فيديو كليب"، أعدَّه الجيش الأري لاستعراض إمكانياته العسكرية. واستغلت إسرائيل علاقاتها العسكرية والاستخباراتية بأذربيجان، بحسب المصادر ذاتها، حينما أدارت من أراضيها وعلى بُعد مسافات قصيرة جدًا من إيران عمليات لجمع معلومات من عمق الأراضي الإيرانية؛ ونقلت مصادر صحفية غربية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: "إن عناصر الموساد نقلت ما يعرف إسرائيليًا بـ"الأرشيف النووي الإيراني" من خلال عمليات قامت بها من أذربيجان". وفي مارس 2012، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرًا موثقًا، يؤكّد اعتزام إسرائيل استخدام قواعد عسكرية أذرية، حال اتخاذها قرار بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية. وفي عام 2014، زار وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه موشي يعالون أذربيجان، وحضر فعاليات معرض عسكري، استعرضت فيه عددًا من شركات إنتاج السلاح الإسرائيلية منتوجاتها، لاسيما الطائرات الانتحارية بدون طيار. وتبيع إسرائيل منظوماتها العسكرية المتطورة لأذربيجان رغم الموقف الدولي، الرامي إلى ضرورة تقزيم تلك الصفقات لتخفيف حدة التوتر والصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه بين الجانبين. وإلى جانب المنظومات العسكرية، تصدّر إسرائيل إلى أذربيجان تكنولوجيا في مجالات الـ"هاي تك" والطب والزراعة.
مشاركة :