انتقدت موسكو موقف الدول الغربية إزاء ملف استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، محذرة من أن تمسك الغرب به قد يؤدي إلى انتشار "الإرهاب الكيميائي" خارج المنطقة. وفي تعليقها على بيان ختامي صدر عن لقاء لدول الأعضاء في "الشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية" في باريس، في 17-18 مايو، لفتت وزارة الخارجية الروسية إلى أن هذه الوثيقة تحمل طابعا معاديا لروسيا وسوريا الرسمية. وذكرت الوزارة الروسية أن الوظيفة الحقيقية للآلية التي تدعو دول "الشراكة" إلى إنشائها بذريعة ضرورة منع إفلات مرتكبي الجرائم الكيميائية من العقاب، هي التأكيد على الاتهامات الموجهة إلى من أعلن الغرب مسبقا "مسؤوليتهم" عن ارتكاب هذه الجرائم، وبالتالي، إضفاء صفة الشرعية على الضربة التي وجهتها "ثلاثية الدول الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) إلى سوريا، الدولة ذات السيادة وعضو في الأمم المتحدة، خرقا للقوانين الدولية. وشدد بيان الخارجية على بطلان تحميل روسيا المسؤولية عن "قتل" الآلية الدولية المشتركة بين منظمة حظر السلاح الكيميائي والأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الآلية كانت تنفذ، حتى نوفمبر الماضي، الطلب السياسي الغربي الهادف إلى تشهير حكومة بشار الأسد في سوريا، على أساس مزاعم عن ضلوعها في هجمات كيميائية كانت في حقيقة الأمر استفزازات مرتكبة على يد المعارضة السورية المسلحة. وتابع البيان أن الدول الغربية لا تسعى إلى التحقيق النزيه في حوادث استخدام "الكيميائي" في الشرق الأوسط، لأن هدفها الوحيد هو الإطاحة بالحكومة السورية الشرعية ورعاية مصالح الغرب الجيوسياسية عبر إنكار أهمية التقدم الذي تم تحقيقه في إطار عمليات أستانا وجنيف وسوتشي في طريق المصالحة الوطنية والتسوية السياسية في سوريا. وأشارت الوزارة إلى أن "الصواب سيكون سائدا عاجلا أم آجلا، وستنقلب الاتهامات الموجهة إلى روسيا وسوريا باستخدام الدعاية والتقارير الإعلامية الزائفة والملفقة على المتَّهِمين أنفسهم، إذ أن تشجيعهم الفعلي للمعارضة السورية المسلحة على هذا النوع من الاستفزازات قد يؤدي إلى انتشار ظاهرة الإرهاب الكيميائي التي نشأت في الشرق الأوسط بتسهيل منهم، خارج هذه المنطقة بكل ما سيترتب على ذلك من تبعات كارثية". المصدر: موقع وزارة الخارجية الروسية قدري يوسف
مشاركة :