استبقت باريس القمة التي تعقد اليوم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون في سان بطرسبورغ، وحضت موسكو على «العمل على حل جماعي للأزمة السورية». ونبه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى أنه ليس من مصلحة روسيا «الإبقاء على الوضع الراهن في سورية». وكرر لودريان في تصريحات إلى إذاعة «فرانس انتر» مخاوفه من «انفجار إقليمي» بسبب ترابط الأزمتين السورية والإيرانية. ورد بـ «نعم»، على سؤال عما إذا كان هناك «خطر اندلاع حرب»، مشيراً إلى أن إطلاق الصواريخ «أسلحة إيرانية متمركزة في سورية»، في العاشر من أيار (مايو) الجاري، على منطقة في الجولان الذي تحتله إسرائيل، تلاه رد إسرائيلي واسع. وأضاف: «كل الشروط اجتمعت لاحتمال حدوث انفجار إذا وقع حدث ما ربما عمداً ربما عن غير عمد». ومن المقرر أن تعقد اليوم قمة بين بوتين وماكرون على هامش مشاركة الأخير في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وستكون الأزمة السورية محوراً رئيساً في المحادثات. في المقابل انتقدت وزارة الخارجية الروسية دعوة دول غربية، اللجنة الخاصة في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى عقد جلسة خاصة، معتبرة هذه الخطوة «مغامرة ضد روسيا وسورية وهجوماً على الرئيس السوري». وكانت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا، دعت إلى عقد جلسة خاصة لمؤتمر الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في حزيران (يونيو) المقبل للاتفاق على تحرك لدعم الاتفاقية والهيئة القائمة على تطبيقها، المنظمة». وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي، أمس: «هناك من يعمل على تقويض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، مضيفة: «نحن على علم بأن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وكذلك الدول المنضمة إليها، فرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا بدأت مغامرة أخرى ضد سورية وأيضاً ضد روسيا ما قد يلحق ضرراً بسلامة معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ومكانة المنظمة الدولية». وأشارت إلى أن مثل هذا الاجتماع، هو «خطوة خارقة للعادة»، نظراً إلى أن هذه الدول المصادقة على المعاهدة، دعت إلى عقد هذا الاجتماع فقط سنة 2002 لإزاحة مدير عام المنظمة، البرازيلي خوسيه بستاني، لأنه «لم يخدم مصالح واشنطن». وكانت وزارة الدفاع الروسية انتقدت تقريراً أصدرته المنظمة، الأسبوع الماضي، في شأن هجوم كيماوي مزعوم وقع في شباط (فبراير) الماضي، في مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوب الشرقي (شمال سورية).
مشاركة :