حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن دحر تنظيم «داعش» الإرهابي قد يعزز شعبية نظيره «القاعدة»، نظراً لمعطيات جديدة تشير إلى تفوقه على «داعش» من حيث التمويل. وقال نائب مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة بوزارة الخارجية الروسية دميتري فيوكتيستوف، في تصريح أدلى به للصحافيين في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك: «نرى أن ثمة احتمال لتعزيز وتشديد مواقف تنظيم القاعدة في ظل إضعاف داعش وتحوله للامركزية». وأكد أن «شعبية (القاعدة) بين مؤيدي الإسلام المتطرف التي تراجعت على خلفية نجاحات داعش في سورية والعراق، باتت ترتفع من جديد، والآن يتجاوز تمويله، وفق المعطيات الاستخباراتية، تمويل (داعش)». وأشار إلى أن التمويل من أنشطة إجرامية تشمل تهريب الأسلحة والمخدرات والطاقة وتجارة الرقيق وصنع البضائع غير الشرعي، وعمليات سلب ونهب المساعدات الإنسانية، تشكل أساساً لتمويل تنظيم «القاعدة» الإرهابي وفروعه، لافتاً أنه انتهج نهج «داعش» في تجنيد وإعداد إرهابيين قادرين على التصرف بصورة مستقلة. وذكر أن تمويل «داعش» انخفض منذ العام 2016 عشرة أضعاف تقريباً، مشيراً إلى أن ذلك منوط بنجاحات «الجيش السوري» في محاربة الإرهابيين. وأشار إلى أن «العملية المضادة للإرهاب التي يشنها الجيش السوري بدعم جوي روسي أسهمت في قطع مصادر تمويل «داعش» الرئيسة، بما فيها الاتجار بالمواد الهيدروكربونية». وحذر من أن «داعش»، بغض النظر عن خساراته العسكرية الكبيرة وفقدانه السيطرة على أراض، لا يزال يحتفظ بقدرته على شن عمليات إرهابية وتجنيد عناصر جدد وترويج أيديولوجيته.
مشاركة :