تحولت عاصفة مدارية تشكلت في بحر العرب، وتدعى «مكونو»، إلى إعصار قوي يتجه نحو سواحل سلطنة عُمان؛ حيث يتوقع خبراء الأرصاد أن يصل إلى اليابسة يوم السبت، فيما قالت السلطات العُمانية، إن آخر خرائط الطقس توضح تطور العاصفة إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى على دائرة عرض 11.4 درجة شمالاً وخط طول 55.9 درجة شرقاً، ويبعد مركزه حوالي 570 كيلومتراً عن مدينة صلالة في حين تبعد أقرب كتلة سحب مصاحبة للإعصار حوالي 80 كيلومتراً عن ولاية سدح، وتقدر سرعة الرياح حول المركز ب 65 إلى 75 عقدة/‏ 117 - 135 كم/‏ ساعة.وأشار المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بسلطنة عُمان احتمال تعمق الإعصار إلى الدرجة الثانية خلال ال 36 الساعة القادمة، مضيفاً «من المحتمل تدفق السحب وهطول أمطار متفرقة ابتداء من مساء أمس الأربعاء، واقتراب مركز الحالة المدارية من سواحل محافظتي ظفار والوسطى خلال يومي الجمعة والسبت، لتؤدي إلى هطول أمطار رعدية غزيرة جداً مصحوبة برياح شديدة السرعة، ويكون البحر هائج الموج على سواحل محافظتي ظفار والوسطى يتراوح أقصى ارتفاع له من خمسة إلى ثمانية أمتار، كما يكون البحر هائج الموج على سواحل محافظة جنوب الشرقية ويتراوح ارتفاعه ما بين 3 إلى 4 أمتار».وأهابت الهيئة العامة للطيران المدني العُماني بالجميع ضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والابتعاد عن الأماكن المنخفضة، وقالت في البيان التنبيهي الذي حمل الرقم (ا)، «تهيب الهيئة بعدم ارتياد البحر خلال هذه الفترة»، مشددة على ضرورة متابعة النشرات الجوية والتنبيهات الصادرة عنها.وعقدت اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطنة المسلحة أمس، اجتماعها بمقر رئاسة أركان القوات بمعسكر المرتفعة؛ للوقوف على كافة الأمور المتعلقة بالاستعدادات والجاهزية للتعامل مع العاصفة المدارية (مكونو).وترأس الاجتماع العميد الركن حمد بن راشد البلوشي مساعد رئيس أركان قوات السلطان المسلحة للعمليات والتخطيط ممثل قوات السلطان المسلحة في اللجنة الوطنية للدفاع المدني رئيس اللجنة العسكرية لإدارة الحالات الطارئة.وقالت وكالة الأنباء العُمانية، إن اللجنة «اطلعت على كافة الاستعدادات والإجراءات التي اتخذت منذ الإعلان الأول عن الحالة الجوية المتمثلة في العاصفة المدارية (مكونو) وتفعيل اللجان الفرعية في المحافظات التي من المتوقع أن تتأثر بهذه العاصفة المدارية ؛ لتكون على أهبة الاستعداد والجاهزية، كما تم خلال الاجتماع الوقوف على جاهزية كافة التشكيلات والقواعد والوحدات في وزارة الدفاع والقوات المسلحة في تقديم الدعم والإسناد للمواطنين والمقيمين وفقاً لمتطلبات الموقف.وقالت الوكالة، إن قوات الفرق بالجيش السلطاني العُماني ستسهم من جانبها في عمليات الإرشاد والتوجيه للمواطنين والمقيمين إلى جانب الجهات الأخرى إلى مناطق الإيواء والطرق والممرات الآمنة.وأضافت: قام سلاح إشارة قوات السلطان المسلحة بنقل معدات الاتصالات إلى محافظة ظفار؛ لدعم وتأمين الاتصالات بالأقمار الاصطناعية، كما يقدم سلاح الجو السلطاني العُماني خدمات البحث والإنقاذ والإخلاء وخدمة الطبيب الطائر، وتوفر البحرية السلطانية العُمانية فرق الغوص للبحث والإنقاذ في البحر، وأعمال المسح الهيدروغرافي للمناطق المتأثرة، ويقوم الحرس السلطاني العماني وقوة السلطان الخاصة بتقديم الإسناد اللازم لقوات السلطان المسلحة والجهات الأخرى.وقال العميد الركن حمد بن راشد بن سعيد البلوشي، إن أسلحة قوات السلطان المسلحة والخدمات الهندسية بوزارة الدفاع على جاهزية تامة للتعامل مع العاصفة المدارية (مكونو)؛ وذلك وفقاً للمعطيات ومتطلبات الموقف، مؤكداً أن كافة أسلحة قوات السلطان المسلحة لن تألو جهداً في سبيل القيام بواجبها الوطني في خدمة كافة المواطنين وجميع قاطني المحافظات والولايات التي يمكن أن تتأثر جرّاء هذه الحالة.وأضاف رئيس اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة: «إننا في قوات السلطان المسلحة ومن خلال اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة واللجان الفرعية المنبثقة منها نتابع وعن كثب تطورات هذه العاصفة المدارية؛ حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات والمتطلبات التي من شأنها خدمة المواطنين والمقيمين على ثرى هذا الوطن العزيز، وتقديم خدمات الإسناد لجميع الجهات الحكومية الأخرى؛ وذلك وفقاً للخطة العامة للجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة.ومن جهتها، ناشدت اللجنة الوطنية العُمانية للدفاع المدني المواطنين والمقيمين بضرورة إخلاء المناطق المنخفضة والمحاذية للسواحل وبطون الأودية وغيرها من الأماكن التي قد تكون عرضة للمياه الجارفة.‏ووفقاً لحساب«عمان مستعدة» في تويتر، فإن هذا يأتي نظراً لغزارة الأمطار وشدة الرياح وتعاظم الأمواج المصاحب للإعصار المداري، والتي ستتسبب في جريان الأودية وارتفاع مناسيب المياه وتطاير المواد غير الثابتة.‏كما أفاد الحساب بأن اللجنة الفرعية للدفاع المدني في محافظة ظفار توفر مراكز إيواء آمنة ومجهزة بالمستلزمات الضرورية.وأكدت وزارة التجارة والصناعة بأنها تتابع مع كافة الجهات الحكومية الأمور المتعلقة بالاستعدادات والجاهزية للتعامل مع الإعصار المداري.وأوضحت الوزارة أنها على اتصال مباشر مع كافة المراكز التجارية؛ لتوفير كافة السلع خلال الحالة المدارية.. داعية المواطنين والمقيمين في محافظتي ظفار والوسطى للتزود بالمواد الأساسية وعدم المبالغة في الشراء؛ حيث إن جميع المواد ستكون متوفرة.وأكدت الوزارة بأن جميع شركات توزيع الوقود ستعمل باستمرار على توفير الوقود في جميع المحطات بمحافظة ظفار والوسطى. (وكالات)