إيران تناور لتخفيف الضغوط المسلطة عليها في سوريا

  • 5/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق – بدت الخطوات الإيرانية الأخيرة لجهة إعادة تموضع ميليشاتها في سوريا، وتأكيدات السفير الإيراني في الأردن مجتبى فردوسي، بعدم وجود قوات لبلاده في الجنوب، مناورة من طهران للالتفاف على الضغوط المسلطة عليها بشأن ضرورة انسحاب عناصرها من المسرح السوري. وكانت روسيا قد انضمت إلى قافلة المطالبين لإيران بالخروج من سوريا، حينما دعا الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعه مؤخرا مع نظيره السوري بشار الأسد في سوتشي بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد، مع انطلاقة العملية السياسية. وأعقب ذلك التصريح توضيح من المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال فيه إن الرئيس فلاديمير بوتين كان يقصد الأميركيين والأتراك وأيضا الإيرانيين، ما اغضب طهران التي سارعت للرد بأن لا أحد يستطيع أن يجبرها على الخروج من سوريا لأنها أتت بطلب من حكومة هذا البلد. وحاول نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نزع فتيل التوتر الأربعاء واعتبر أن انسحاب أو بقاء القوات المتواجدة على الأراضي السورية بدعوة من الحكومة وبينها إيران وحزب الله اللبناني هو شأن يخص دمشق و”غير مطروح للنقاش”. إلا أنه من المعروف أن الرئيس فلاديمير بوتين عادة ما يختار كلماته بعناية، ويقول المحللون إنه يبعث برسالة بأن النزاع السوري يجب أن لا يتحول إلى حرب أكثر دموية بين إيران وإسرائيل. وشهدت سوريا في الأشهر الأخيرة تصعيدا بين إيران وإسرائيل، وبدا أن هناك خشية روسية من تطور الأمر إلى مواجهة بين الجانبين، من شأنها أن تفضي إلى انهيار كل ما حققته منذ تدخلها المباشر في سوريا في العام 2015. وتبدو موسكو على قناعة بأن السبيل للحيلولة دون ذلك هو انسحاب تدريجي لحليفتها إيران وباقي القوى مع انطلاقة العملية السياسية التي أصبحت كل الظروف ناضجة لتحقيقها. مجتبى فردوسي: لن يكون لإيران أي دور في عملية عسكرية في الجنوب السوري مجتبى فردوسي: لن يكون لإيران أي دور في عملية عسكرية في الجنوب السوري ويرى جولين بارنز ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن “الروس يلعبون لعبة توازن دقيقة بين مختلف الفرقاء الإقليميين”. وقال إن تصريحات روسيا عن انسحاب القوات الأجنبية من سوريا هي رسالة إلى إيران بأن هناك حدودا لنفوذها في سوريا. واستدرك “لكنهم سيواجهون صعوبة كبيرة في تطبيق ذلك”. والتواجد الإيراني مترسخ في سوريا منذ العام 2013. وتخشى طهران من أن تحاول روسيا إخراجها وجني جل ثمار إعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب، بداعي أن استمرار وجودها سيؤدي إلى تواصل الصراع ويمكن أن يتطور إلى مواجهة شاملة في المنطقة. وبسحب قواتها في الأيام الأخيرة من الجنوب الذي يحد كل من الأردن وإسرائيل، تحاول طهران الإيهام بأن أهدافها في سوريا لا تشمل خلق جبهة متقدمة ضد إسرائيل. وقال السفير الإيراني لدى الأردن مجتبى فردوسي في تصريحات نشرت الأربعاء، إنه لا وجود لعناصر إيرانية في الجنوب السوري أو على حدود الأردن. ورفض اتهام إيران بمحاولة التدخل، عبر ميليشيات محسوبة عليها، في مناطق خفض التصعيد بالجنوب السوري. وأشار السفير الإيراني إلى أن السوريين والروس “يجرون الآن اتصالات لإجراء مصالحات في منطقة الجنوب بما يضمن عودة السيادة السورية على كل الأراضي السورية وتوفير طريق خروج آمن للقوى المسلحة”. وأضاف مجتبى فردوسي أنه يتوقع إذا ما فشلت الاتصالات أن يلجأ الجيش السوري وبدعم روسي إلى عملية عسكرية لتطهير الجنوب. وأكد أنه “لن يكون لإيران أي دور أو مشاركة بمثل هذه العملية إن حصلت تماما”. وكانت مواقع سورية معارضة أفادت الثلاثاء بأن أرتالا تابعة لميليشيات إيرانية وحزب الله انسحبت من مدينة درعا جنوب سوريا وتوجهت إلى العاصمة دمشق. وقالت إن هذا الانسحاب هدفه إحلال الجيش السوري مكانها، لـ”إرضاء” إسرائيل والأردن الرافضين لوجود قواتها على حدودهما.

مشاركة :