برلين – كشف باحثون أن مرض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يمكن أن يصيب البالغين أيضا. وأوضح عالم النفس الألماني، يوهانس شترايف، أن نسبة 5 بالمئة من الأطفال والمراهقين في المرحلة العمرية بين 3 إلى 17 سنة يصابون بهذا المرض، مشيرا إلى أن الأعراض تظهر لدى بعضهم – حوالي 60 بالمئة على الأقل – بعد البلوغ أيضا. وبطبيعة الحال، تتمثل أعراض هذا المرض في قصور الانتباه وفرط النشاط؛ فإذا شعر المريض بعدم الراحة في الجلوس، فإنه يتحرك بشكل لا إرادي، بغض النظر عما إذا كانت حركته ستزعج الآخرين أو لا، على سبيل المثال في حفل أو في مسرح. ومن الأعراض الأخرى القلق والتوتر والاندفاع السلوكي واللفظي والاستغراق في أحلام اليقظة والحساسية تجاه النقد. كما كثيرا ما يواجه المريض مشاكل في العمل بسبب عدم القدرة على إنجاز المهام في الوقت المناسب. وتشير العديد من الدراسات إلى أن نحو 4 بالمئة من البالغين مصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، بحسب ما ذكرته إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي أوضحت أن أعراض هذا الاضطراب لدى البالغين هي أعراضه نفسها لدى الأطفال، إلا أنها تظهر لدى البالغين بشكل مختلف نوعا ما، فهي قد تتضمن الضعف في مهارات تنظيم الوقت وصعوبة القيام بمهام متعددة وتجنب النشاطات التي تتطلب التركيز المتواصل، فضلا عن الاضطراب والهياج في الأوقات الصعبة. ولا يزال سبب هذا المرض مجهولا إلى حد كبير. ومن جانبه قال البروفيسور كريستيان ميته إن العلماء يرجحون أن سبب هذا المرض يرجع إلى خلل تنظيمي في الدماغ الأمامي. وأضاف أخصائي علم النفس في عيادة الطب النفسي والعلاج النفسي بجامعة دويسبورغ/إيسن الألمانية أن هذا الاضطراب غير قابل للشفاء، لكن يمكن السيطرة على أعراضه. وتساعد الأدوية على تقليل الاضطراب الأساسي، في حين يمكن للعلاج النفسي المصاحب دعم الشعور بقيمة الذات. ويمكن للمريض مواجهة بعض الأعراض مثل القلق والتوتر عن طريق القراءة، في حين يمكن مواجهة فرط النشاط والحركة من خلال ممارسة رياضة الركض. أما نقص الانتباه فيمكن للمريض مواجهته من خلال تدوين المواعيد فورا وإنشاء قائمة مهام لكل يوم مع تحديد الأولويات. جدير بالذكر أن الطبيبة تيفاني فارتشيون من إدارة الغذاء والدواء الأميركية أشارت إلى أنه بالرغم من أن الناس قد أصبحوا أكثر علما وإحاطة بالاضطراب المذكور لدى الأطفال، إلا أن المرض لا يزال غير مدرك تماما لدى البالغين، حيث إن الكثيرين يعتقدون بأنه خاص بمرحلة الطفولة. وهذا ما يؤدي إلى تجاهله لدى فئة البالغين، ومن ثم عدم حصولهم على العلاجات اللازمة. وأضافت أن العديد من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يحملون أعراضه معهم إلى مرحلة البلوغ.
مشاركة :