حسم وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد بن راشد الزياني كل التكهنات وازاح كل التخوفات التي سيطرت على الشارع التجاري فيما يخص امتناع مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين الحالي عن مشاركتها وزارة الصناعة والتجارة والسياحة في تمويل تطوير سوق المنامة القديم، وجاء قرار ادارة الغرفة الحالي مناقضا لقرار مجلس إدارة الغرفة السابق بالمشاركة بنصف المبلغ أي 3 ملايين دينار بحريني وهو ما أثار زوبعة بهذا الخصوص. ولكن الوزير لم يتردد في حسم الموضوع حسبما نشر في الصحافة المحلية، حيث أكد انه وبحسب توجيهات صاحب السمو ولي العهد الأمين، ستقوم وزارة الصناعة والتجارة بتغطية كل تكاليف مشروع تطوير السوق القديم أي تقديم 6 ملايين دينار لدعم المشروع مع ترك الباب مفتوحا للغرفة ان ودت الانضمام إلى ركب مشروع التطوير وذلك من منطلق ان سوق المنامة هو صرح سياحي ومن المهم جدا تطوير بنيته التحتية كنقطة جاذبة لأبناء البلاد من المواطنين والمقيمين وقضاء وقت جميل بين ربوعه وأزقته بالإضافة إلى جذب سياح جدد إلى مملكة البحرين، وقد اثلج هذا القرار الحاسم صدور عدد كبير من التجار والمواطنين. وعليه، اتصلت «أخبار الخليج» بعدد من التجار في السوق للتعرف على آرائهم والإعراب عن فرحتهم بهذا القرار الذي طال انتظاره من جهة، والذي ينعش ذاكرة لجنة السوق بالغرفة واللجنة الاهلية للسوق القديم بتمنيات وطلبات هي بالأحرى حقوق لهم في ان تكون السوق على مستوى جيد وراق مثلما هو حال عدد من الأسواق في بعض العواصم الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط تجذب السياح وتنعش الحركة الشرائية في محلاتها التجارية. يقول (رياض المحروس)، تاجر في السوق: نتقدم كتجار في سوق المنامة بالشكر الجزيل لوزير الصناعة والتجارة والسياحة على اهتمامه بسوق المنامة القديم، مشيرًا إلى ان الوزير بهذا القرار الجريء قد انعش الروح في السوق بعد ان خذلهم مجلس إدارة الغرفة الحالي في تنفيذ اتفاقيات دعم السوق مع الإدارة السابقة للغرفة، مستغربا من جهة أخرى قول رئيس الغرفة التجارية أن «السوق لا تعنينا»، واختتم المحروس انها المرة الأولى التي يصدر من مسؤول كبير عن القطاع التجاري مثل هذا التصريح. وقال ثاني المتحدثين (محمود النامليتي) نائب رئيس اللجنة الأهلية بالسوق القديم ان الوزير زايد بن راشد الزياني لم يقصر حين أعلن دعم وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بالمبلغ الكامل (6 ملايين دينار) لتطوير مشروع سوق المنامة القديم وذلك إثر توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين. وأشار إلى ان هذه التوجيهات لم تأت من فراغ إلا برؤية مستفيضة من لدن سموه وتيقنه بأهمية تطوير سوق المنامة كسوق عريق وسياحي جاذب من جهة، ومن جهة ثانية كمحلات تجارية مفيدة، وان مشروع التطوير هو لمصلحة المواطنين والمقيمين، ونحن كتجار في السوق سعداء جدا بهذه الخطوة الطيبة، والأجمل من ذلك ان الوزير نفسه نوه إلى ان مشروع التطوير لن يكون حكرا على مقاول معين بل الابواب مشرعة للجميع للدخول في مناقصات، حتى انه لم يغلق الباب امام الغرفة ان أرادت اللحاق بقطار المشاركة في مشروع التطوير، مشيدا بتشديد الوزير على أهمية ان نرى توجيهات سمو ولي العهد تنفذ على ارض الواقع ومن دون تأخير. وفي تعليق آخر لجعفر الدرازي (رجل أعمال)، أكد ان مسألة تطوير سوق المنامة تقع على الجهات الرسمية وخاصة إدارة السياحة، كونها تأخذ رسوما على الفنادق من جهة، وكونها تهدف إلى جذب اكبر عدد من السياح إلى البحرين من جهة ثانية، وكونها تهدف إلى الحفاظ على الملامح القديمة لهذا السوق العريق، واختتم بالتنويه الى أن موقف الغرفة هو منطقي وجاء في أجواء الصراع الدائر في الغرفة. كما جاءت ردود عدد آخر من المواطنين مشابهة لهذين الرأيين، ارتأينا عدم تكرارها كونها تشيد بقرار وزير الصناعة والتجارة والسياحة متوقعين ان يكون لهذا القرار أثر كبير على تطوير السوق ومن ثم الخروج من قمقمه بعد ان مكثوا فيه طويلا، فيما اعرب آخرون ان القرار جاء نتيجة صبر ومثابرة وتصميم من قبل تجار السوق ودعم لمطالبهم من قبل عدة جهات مجتمعية ومدنية.