هل بدأ الخلاف داخل التحالف الإيراني الروسي في سوريا؟

  • 5/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طهران – (ا ف ب): اعتبرت الدعوة التي اطلقتها روسيا مؤخرا بضرورة خروج القوات الاجنبية من سوريا بمثابة منعطف محتمل في تحالفها مع إيران رغم ان المحللين يقولون ان الشراكة بين البلدين لا يزال أمامها طريق طويل. الجمعة صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب اجتماع مع نظيره السوري بشار الاسد في سوتشي أنه «مع بداية المرحلة الاكثر نشاطا من العملية السياسية، ستنسحب القوات الاجنبية المسلحة من الاراضي السورية». ولاحقا أكد مبعوث بوتين إلى سوريا الكسندر لافرينتييف أن هذا الانسحاب يشمل إيران. وحتى الان نسق البلدان أنشطتهما في سوريا حيث وفرت روسيا القوة الجوية بينما أوكلت إلى القوات الإيرانية المهمة الصعبة على الارض. وقال هنري روم الباحث في الشؤون الإيرانية في مجموعة يوراسيا في واشنطن ان تصريحات بوتين «لا تعني ان التحالف بين روسيا وإيران في سوريا قد انتهى، ولكنها لا شك عائق خطير في طريق التحالف». وجاء رد المسؤولين الإيرانيين قويا، حيث صرح المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي للصحفيين «لا احد يمكنه ان يجبر إيران على فعل شيء ضد إرادتها». وحاول نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نزع فتيل التوتر الاربعاء وقال ان انسحاب أو بقاء القوات الموجودة على الاراضي السورية بدعوة من الحكومة وبينها إيران وحزب الله اللبناني هو شأن يخص دمشق و«غير مطروح للنقاش». الا ان بوتين عادة ما يختار كلماته بعناية، ويقول المحللون انه يبعث برسالة بأن النزاع السوري يجب أن لا يتحول إلى حرب أكثر دموية بين إيران وإسرائيل. شنت إسرائيل التي أقلقها تواجد عدد كبير من القوات الإيرانية في سوريا، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع إيرانية لدى جارتها في الاسابيع الأخيرة. وروسيا هي القوة الوحيدة التي ترتبط بعلاقات مع الجانبين، وتعتبر لاعبا رئيسيا في منع تفجر الوضع. يقول جولين بارنز-ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ان «الروس يلعبون لعبة توازن دقيقة بين مختلف الفرقاء الإقليميين». وقال ان تصريحات روسيا عن انسحاب القوات الاجنبية من سوريا هي رسالة إلى إيران بأن هناك حدودا لنفوذها في سوريا. وأضاف «ولكنهم سيواجهون صعوبة كبيرة في تطبيق ذلك». وتابع «لقد شهدنا سلسلة كاملة من التصريحات من روسيا خلال العامين الماضيين حول انسحاب وشيك للقوات، ولم يحدث ذلك». والتواجد الإيراني مترسخ في سوريا. وتخشى طهران من ان تحاول روسيا اخراجها وجني جل ثمار إعادة اعمار البلد الذي دمرته الحرب. وقال ان إيران قلقة من فوز الشركات الروسية والتركية بعقود كبيرة في سوريا بدلا من الشركات الإيرانية، كما انها قلقة بسبب ما يبدو انه سماح من روسيا لإسرائيل بشن غاراتها الجوية الأخيرة على المواقع الإيرانية. ولكن ورغم ذلك فإن روسيا وإيران تواصلان العمل معا. فإيران تعتمد على الدعم الجوي الروسي ومعدات التصدي للطائرات، بينما تعتبر القوات الإيرانية وتلك الحليفة لها مهمة في الحرب الميدانية التي لم تنته بعد. يقول روم «سيستغل كل طرف الآخر بأكبر قدر ممكن ولأطول فترة ممكنة». اما المحللون في إيران فيرون ان المزاعم بوجود انقسامات مبالغ فيها، ويؤكدون ان إيران ليست مهتمة بوجود طويل الأمد في سوريا. وقال محمد مراندي المحلل السياسي في جامعة طهران «الإيرانيون ليس لديهم مشكلة في مغادرة سوريا.. فهم لم يكونوا هناك في البداية، ولو لم يخلق الأمريكيون وحلفاؤهم هذه الفوضى في سوريا، لما كانوا ليتواجدوا هناك الان». اما المحلل الروسي فلاديمير سوتنيكوف فقال ان بوتين لا يريد الاضرار بـ”الشراكة الاستراتيجية» مع إيران. وصرح لوكالة فرانس برس انه «رغم ان إيران ليست شريكا سهلا لروسيا، فإن البلدين لن يكسرا الروابط بينهما». وأضاف أن تصريحات بوتين حول القوات الاجنبية تشير إلى الدول التي ليس لديها إذن واضح من الاسد، بينما إيران حاصلة على هذا الاذن. غير ان جميع المحللين يوافقون على أن الاطراف الكبيرة تناور من اجل الحصول على حصة في مرحلة ما بعد الحرب. وقال بارنز-ديسي «اشعر أن الاسد لا يريد نظاما عسكريا فرعيا شبه مستقل يأتمر بأوامر إيران من داخل بلاده». وأضاف «والخلاصة هي ان الإيرانيين موجودون في سوريا وسيبقون فيها وسيكون لهم نوع من أنواع التواجد العسكري».

مشاركة :