النقلة من المحاماة إلى الطبخ أصعب قرار في حياتي

  • 5/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

درست القانون والطبخ في لندن.. صاحبة أول مخبز لتعليم الطهي.. رائدة الأعمال الشيف سارة الكوهجي لـ«أخبار الخليج»: درست القانون ثم الطبخ في لندن، وبعد عودتها إلى وطنها وممارسة مهنة المحاماة لسنوات، اكتشفت نفسها في عالم الطهي، الذي استهواها منذ طفولتها، فقررت أن تحدث أهم نقلة في حياتها، وخاضت مشروعها الخاص فأنشأت مخبزا لصناعة الحلوى وتعليم الطهي، وهو مشروع يعتبر الأول من نوعه بالبحرين، فكانت انطلاقتها في عالم جديد مليء بالإبداع والمنافسة. رائدة الأعمال الشيف سارة الكوهجي، بدأت ممارسة هواية الطبخ منذ أن كان عمرها تسع سنوات، وظلت تراودها لسنوات طوال إلى أن قررت احترافها بتقديم فكرة جديدة ومختلفة، وذلك بدعم ومساندة والدتها التي تشاركها نفس الهواية فأطلقتا مشروعهما، ليقدم صورة جميلة ومتفردة من الكفاح والإصرار والنجاح. «أخبار الخليج» رسمت ملامح تلك الصورة، وسلطت الضوء عليها في الحوار التالي: متي بدأت هواية الطبخ؟ بدأت هواية الطبخ تداعبني في سن مبكرة للغاية حيث كان عمري لا يتعد ثماني سنوات، وقد اكتشفت ذلك صدفة حين أجبرني والداي ذات يوم على الذهاب معهما لأحد معارض الكتاب، وهناك وقعت عيناي الصغيرتان على كتاب للطبخ، ووجدت نفسي أختاره من بين جميع الكتب المعروضة آنذاك، وحين عدت إلى البيت قررت أن أجرب طهي جميع وصفات الأطعمة التي ضمها الكتاب. وكيف وجدتِ رد الفعل؟ لم يصدق والداي حينئذ أنني أحاول طهي كل الوصفات التي احتواها الكتاب وأشعراني بالدعم والتشجيع حتى في حال عدم النجاح أحيانا، وقد شعرت بسعادة بالغة بهذه التجربة، كما أن أقاربي وأصدقائي فوجئوا أيضا بأنني أهوى الطبخ وأحاول اتقانه، بعد ذلك وجدت نفسي ألجأ إلى مكتبة والدتي الضخمة التي تضم عددا كبيرا من كتب الطهي وبمختلف اللغات وأستلهم المعلومات منها وأقوم بتنفيذها على أرض الواقع ومع الوقت أصبحت مصابة بهوس الطبخ وبكل مستلزماته. ومتى قررتِ دراسته؟ حبي للطبخ ولد بداخلي رغبة شديدة في دراسته، ولكني في البداية ذهبت إلى لندن لدراسة القانون بتشجيع من والدتي، والتي لم تر مجال الطهي حينئذ من المجالات المرموقة للدراسة أو الاحتراف، فنصحتني بدراسته بعد ذلك وبالفعل مكثت في بريطانيا خمس سنوات درست خلالها القانون ثم الطبخ، وعدت بعدها لأخوض مشواري العملي. ماذا كانت أول محطة عملية؟ لقد عملت بالمحاماة أكثر من ثلاث سنوات، ولكني وجدت أنها مهنة جافة وجامدة، فقررت التوجه لاحتراف الطبخ وهو عالم مليء بالإبداع، فأطلقت مشروعي الخاص بالشراكة مع والدتي وكان ذلك أصعب قرار في حياتي، فقد كنت دوما أفكر في هذا المشروع، ولكني لم أكن أعرف متى وكيف، وأذكر أني بلغت مديرتي في عملي بالمحاماة قبل ترك المهنة بأربعة شهور تقريبا حاولت خلال هذه الفترة تهيئة نفسي لهذه النقلة المهمة والصعبة ولمحاولة تقديم فكرة جديدة ومختلفة. وما هي تلك الفكرة؟ فكرة مشروعي عبارة عن مخبز لإنتاج وتعليم الطهي في مجال الحلويات، وقد استفدت كثيرا من دراستي للقانون في إطلاق هذا المشروع ودراسته وعمل الإجراءات اللازمة لخروجه إلى النور، بمشاركة والدتي وبالفعل أسست شركة ذات مسؤولية محدودة. وكيف يتم تعليم الطهي؟ المشروع ينظم صفوفا لتعليم طهي الحلويات وهو المخبز الأول من نوعه الذي يقدم هذه الخدمة الجديدة والمختلفة حيث تقسم هذه الصفوف إلى مراحل سواء للمبتدئين أو الراغبين في تعلم أصناف معينة حيث يتم تنظيم ثلاثة صفوف أسبوعيا خلال المرحلة الحالية. وما هي درجة الإقبال؟ لقد فوجئت بدرجة شديدة من الإقبال، الأمر الذي يؤكد وجود رغبة فعلية في التعلم، ونقص في هذا المجال، ورغم أنني أعلن عن الصفوف على الانستجرام فقط، إلا أنني أجدها ممتلئة، كما أنها تضم أناسا من الجنسين على ألا يقل العمر عن ستة عشر عاما، فضلا عن رغبة بعض العائلات في تعليم الخدم بعض الأصناف فيقومون بإرسالهم إلينا، كما أن هناك بعض الجهات تبعث إلينا بمجموعة من موظفيها لنفس الغرض. وأين يتم التعليم؟ لقد حرصت على توفير مطبخ للمتعلمين بمقر المخبز يشبه تماما مطبخ البيت لتوفير نفس البيئة لهم لتسهيل المهمة عليهم، ويمتد وقت الصف لحوالي ثلاث ساعات، مع العلم أننا لا نمنح شهادات رسمية بل نقدم مجرد خدمة تعليمية. ممن يتكون فريق العمل؟ والدتي تساعدني في الإدارة فقط وهي في الأصل صاحبة الفكرة، وأنا أنفذ مشروعي بمفردي من الألف إلى الياء، وأنظم وقتي بين المخبز والصفوف التعليمية، ولأنني أحب ما أعمل فذلك يشعرني بمتعة شديدة، ويساعدني في التوفيق والتوازن بين مسؤولياتي، وقريبا سوف أضيف عالم الموالح إلى جانب الحلويات، إضافة إلى استحداث دورات تعليمية لحديثي الزواج. ما هي أكثر صعوبة واجهتك؟ أهم صعوبة واجهتني هي التعرف على رغبات واحتياجات المتعلمين وتحديد الوقت اللازم لكل صف، ويتوقف سعر الجلسة على نوع الوصفة والمواد المطلوبة للتنفيذ والطهي، ويقوم المخبز بتوفير كافة الأغراض اللازمة. كيف تتم الموازنة بين الصفوف والطلبات؟ حتى الآن لم أفتح باب الطلبات الخارجية، اللهم إلا لبعض المعارف والأصدقاء في أضيق الحدود حاليا، وقريبا سيتم التوسع في المشروع ولا أجد غضاضة في ذلك لأنني أستمتع بمشروعي وأمتع المتعلم كذلك بعملية التعليم والطهي بمهارة. هل هناك جهة قدمت لك أي دعم؟ لم أواجه مشكلة في توفير رأسمال المشروع، وخاصة أنني تلقيت دعما من مؤسسة تمكين ومن مركز ريادات، هذا فضلا عن دعم والدتي تشجيعا لي ولمحاولة خروج فكرتها إلى النور. ألم تخشي المنافسة مع هوجة المشاريع الغذائية؟ صحيح أن مشاريع الأطعمة كثرت إلى درجة تحولت معها إلى هوجة، ولكن يظل البقاء للفكرة الجديدة والمطورة باستمرار، وهذا ما أحرص عليه باستمرار، وهنا تبرز أهمية الكيف وليس الكم، وبالتالي المطلوب من أي صاحب مشروع أن يبتكر ويتخذ من التطوير سلاحا لمواجهة أي منافسة مهما كانت شراستها ونوعيتها. كيف يكون التطوير؟ التطوير يكون بالتحديث والابتكار وبالتعرف على احتياجات السوق ومتطلباته المستجدة وتلبية ذلك من خلال منتجات تلقى رواجا وإقبالا لدى المستهلكين، فعلى سبيل المثال نجد الشيف الذي صنع الكرونت قد حقق شهرة واسعة حين أضاف لعجينة موجودة بالفعل وطور من طريقة طهيها، وهنا تأتي أهمية الخيال والمرونة وتطويع الأشياء بحسب المتطلبات والمستجدات. هل تقف تلك المشاريع وراء تفاقم السمنة؟ ربط مختلف المناسبات لدينا بالطعام ليس شيئا جديدا أو طارئا علينا، وبالتالي لم يعد ذلك سببا رئيسيا في تفاقم السمنة في مجتمعاتنا، وأذكر أنني في المرحلة الثانوية قمت بتنفيذ مشروع دراسي عن الطعام في حياتنا، ومدى ارتباط الكثير من الأطعمة بأحداث وبمناسبات محددة، أي أن هذه الظاهرة ليست جديدة على مجتمعنا. إلى أي مدى يتوافر الوعي الغذائي اليوم؟ يجب التأكيد هنا على أن انتشار هوجة مشاريع الطعام صاحبها ارتفاع الوعي الغذائي بشكل عام وخاصة في الفترة الأخيرة وأصبح الغالبية من المستهلكين يبحثون اليوم عن الأغذية الصحية والعضوية. هل الزواج يعطل نجاح المرأة أحيانا؟ لا أعتقد أن الزواج يعطل نجاح المرأة ولكن هذا الأمر يعتمد على شخصية الزوج، وطبيعته، فهناك أزواج يدفعون إلى مزيد من النجاح والعطاء، وآخرون على العكس من ذلك، وهنا تأتي أهمية دور المرأة في أن تحرص على التوفيق بين مسؤولياتها العملية والأسرية، وفي أن تحول نجاحها إلى شيء إيجابي ينعكس على جميع أفراد الأسرة، وأنا شخصيا لم أسمح بأن يأخذني عملي من حياتي وعلاقاتي الاجتماعية. ما هو تفسيرك لتزايد حالات الطلاق؟ أعتقد أن ارتفاع حالات الطلاق في السنوات الأخيرة جاء بسبب سيطرة مبدأ «الأنا» على معظم أفراد الجيل الحالي، ومن قبل الجنسين، وهو مبدأ كفيل بهدم أي علاقة إنسانية وليس الزواج فقط. متي يفشل الزواج في رأيك؟ يفشل الزواج إدا غاب التفاهم وانعدمت المرونة، واختفى تطبيق مبدأ الأخذ والعطاء من الحياة الزوجية، كما أنه لا بد من المشاركة في اتخاذ كافة القرارات، فعقد الزواج هو شراكة بين طرفين، ولا بد من اتفاقهما على كل ما يتعلق بحياتهما، وعلى كل طرف أن يحرص ويلتزم بمنح الآخر حقه في كافة الأمور. ما هو سر قوة المرأة البحرينية؟ أرى أن سر قوة المرأة البحرينية اليوم هو التعليم والاستقلالية المادية معا، لأن أحدهما من دون الآخر لا يحقق الفائدة المرجوة من كل منهما، هذا إلى جانب الدعم الكبير واللا محدود الذي تقدمه الدولة وقياداتها ومؤسساتها للمرأة بشكل عام، وفي مختلف المجالات. بحكم خبرتك القانونية ما هو التشريع الذي ينقص المرأة البحرينية؟ المرأة البحرينية تتمتع بالقوة والوعي والثقافة العامة، وهي تعرف حقوقها جيدا، وهذا ما فوجئت بمعرفته من خلال عملي بالمحاماة، وبالتالي هي لا ينقصها تشريعات، بقدر تفعيل القوانين الموجودة بالفعل، حتى قوانين العمل لا أرى فيها أي ظلم للمرأة، ومن المؤمل أن تسهم عملية انفصال المحاكم الأسرية، وكذلك صدور قانون الأسرة الجديد في تطوير أوضاعها وحلحلة الكثير من المشاكل التي تواجهها. بماذا تبررين استمرار ظاهرة العنف ضد المرأة؟ العنف ضد المرأة فكر متخلف، وغير مبرر في أي حال من الأحوال، وهو ثقافة يجب محاربتها قانونيا وفكريا، ولا مانع من تشديد العقوبات الخاصة به والأهم تطبيقها بحزم. ماذا علمتك الحياة؟ علمتني تجارب الحياة أن أحب نفسي أولا، قبل أي أحد آخر، وأن أمنحها حقوقها، ثم بعد ذلك أفكر في الآخرين، فكثيرا ما سرت في الحياة بعكس هذا المبدأ واكتشفت خطأ ذلك فمن لا يحب نفسه يصبح غير قادر على حب الآخرين أو الاهتمام بهم.

مشاركة :