صناعة الخيزران والشون حرفة عريقة تصارع الاندثار

  • 5/24/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ستة عقود مرت على إنشاء محال بيع الخيزران في سوق باب مكة بجدة التاريخية والتي كانت دائما مكانا ملائما للحرفيين المتخصصين في صناعة الخيزران، وعصي «الشون». ورغم أن هذه المهنة شاقة وتحتاج إلى المهارة والصبر، فإن أصحابها يمارسونها بمتعة، ويقضون الكثير من الوقت في شهر رمضان في صناعة الأعواد، خاصة المشهور منها والأكثر طلبا كعصا «الشون، والباكورة، والخيزران» الذي يستخدم في صناعة كراسي الحدائق والمنتزهات. باب مكة ويقول عبدالرحمن الصبياني «أبوأحمد»، القادم من جازان: «بدأت العمل في صناعة الخيزران بكافة أنواعه منذ أكثر من 40 عاما، خاصة الشون في مدينة الطائف، حيث تعلمت فنون هذه الصناعة على يد عمي الذي كان يحضر هذه الأعواد من جنوب المملكة، ومن الدول العربية عن طريق بعض التجار، لأنتقل بعد ذلك مع أمي إلى مدينة جدة، والتي قررت أن استقر بها، وأمارس فيها هذه المهنة، واستقر بي الحال في سوق باب مكة، واشتريت دكانا بجانب عشرات المحال لبيع الخيزران في تلك الحقبة». مواصفات خاصة وأوضح «أبوأحمد» أن العصي تختلف حسب أطوالها، فالمخصصة للمشي لابد أن يبلغ طولها من 120 لـ180 سم، وهي الأكثر طلبا من كبار السن، ويبلغ سعرها من 120 إلى 150 ريالا، أما عصي الشون، المستخدمة في الأعراس والاحتفالات، فتصل أسعارها إلى 500 ريال، حسب المواصفات التي يطلبها الزبون، فهناك من يشترط أن ندخل عليها تطعيمات ونحتا معينا، والبعض يشترط لفها بجلد فاخر، وهذه طلبات مكلفة، وهذا النوع من العصي يصنع من شجرة محددة يتم طلب أخشابها من خارج المملكة«. وأوضح أن»له تجاراً يتعامل معهم منذ أكثر من 20 عاماً يوردون له أخشاب شجر«نارنج» و«الشون»، وأغلبهم من مصر وإندونيسيا، مشيرا إلى أن هذين النوعين من الأعواد يستغرقان وقتا في نحتهما وتجهيزهما، لكنه يجني من ورائها الكثير من المال. التركيز والدقة وأضاف «أبوأحمد»: «إن صناعة الخيزران صناعة يدوية شاقة تحتاج إلى كثير من التركيز، وتصميم أعواد الشون حسب طلب الزبون وتستلزم المهارة والدقة». وعن مواعيد عمله في شهر رمضان يقول: «أبدأ العمل في الساعة الثانية ظهرا، وتأتي إلىّ طلبات من أصحاب محال صناعة كراسي الخيزران، خاصة كراسي الحدائق والفلل والمنتزهات، والدخل الذي أجنيه لا يتجاوز الـ1000 ريال شهريا»، مشيرا إلى أن الحرفيين المتخصصين بصناعة الخيزران في هذه السوق صامدون في مواجهة اندثار هذه الحرفة. واستطرد: «صناعة الخيزران لا تزال باقية وصامدة في كثير من الدول العربية، ولها طابع تراثي زاخر بتقاليد وأدوات الماضي، ولكن عدم دعم ومساندة حرفة صناعة الخيزران واستقطاب الحرفيين سيؤدي إلى نهاية هذه المهنة قريبا»، مشيرا إلى أن دخول الشركات المتخصصة في صناعة أثاث الخيزران السوق يهدد هذه الحرفة التراثية. أشهر الأنواع وعن أنواع عصي الخيزران يقول «أبوأحمد» هناك عصا الباكور، وتحمل رأسا معكوفا، ويستخدمها كبار السن في المشي، وهذه الأكثر مبيعا لدينا، إضافة إلى الأنواع التي تُطلب في المناسبات، وتُصنع حسب الطلب، ومنها «الشون» وكذلك أنواع العود والمطرق والعرق التي نقوم بصناعتها من خشب غير الخيزران ونحضرها خصيصا لهذا الغرض، والتي تتميز بالقوة، وتستخدم في المناسبات والأعراس، خاصة في الرقصة الفلكلورية الشعبية الحجازية «المزمار» وتعرف لدى أهالي المدينة ومكة وجدة وينبع والطائف.

مشاركة :