قال النظام السوري إن طيران التحالف استهدف مواقع عسكرية تقع بين البوكمال وحميمية في دير الزور شرق سوريا. ونقلت وكالة «سانا» السورية الرسمية، عن مصدر عسكري لم تسمه، أن طيران التحالف الدولي استهدف مواقع عسكرية فجر اليوم (أمس)، لكن الأضرار اقتصرت على المادية فقط. وقال «الإعلام الحربي المركزي» التابع لـ«حزب الله»، إن طيران التحالف استهدف موقعين بالقرب من المحطة الثانية T2. غير أن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، بيل أوربان، نفى أي علم له بالضربات الأميركية، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وأضاف «ليست لدينا أنباء عن ضربة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف أو قوات موالية للنظام السوري». ونقلت «رويترز» عن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، لم تسمه، قوله «ليست لدينا معلومات تدعم هذه التقارير». وبحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية، عن مصدر عسكري روسي في موسكو، لم تسمه، فإن الأنباء عن قصف التحالف لمواقع الجيش السوري «منافية للواقع». أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فذكر أن الضربات أدت إلى مقتل 12 مقاتلاً من الميليشيات الرديفة، وقال المرصد إن «المنطقة المستهدفة جنوب مدينة البوكمال الحدودية للعراق، تعرضت مرات عدة لهجمات من قبل داعش، الذي يتواجد عناصره في جيب قريب في البادية السورية». وأوضح أن القتلى الـ12 ليسوا سوريين، مشيراً إلى أن ثلاثة آليات على الأقل تدمرت جراء الغارات. تعزيزات إلى البادية ويدير الجيش الأميركي قاعدة التنف بالقرب من الحدود السورية ــ العراقية ــ الأردنية. وشنّ التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية ضربات عدة ضد قوات النظام في المنطقة. وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بغطاء جوي من التحالف حالياً معارك ضد التنظيم المتطرف في جيب لا يزال يسيطر عليه شرق الفرات على الجهة المقابلة من مدينة البوكمال. في وقت كثّف تنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة هجماته ضد قوات النظام في البادية انطلاقاً من جيب يتواجد فيه بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) والمنطقة المستهدفة جنوب البوكمال. وقال المرصد إن «قوات النظام أرسلت أمس تعزيزات إلى المنطقة خشية من هجوم للتنظيم المتطرف على مدينة تدمر وللتصدي لهجماته المتتالية». سياسة التجويع في سياق منفصل، عمد النظام السوري إلى إحراق الحقول والمحاصيل الزراعية في ريفي إدلب وحماة، تمهيداً لاستخدام سياسة التجويع. وأفاد مراسل الأناضول أن قوات نظام الأسد قصفت الحقول والمحاصيل الزراعية في ريف إدلب الجنوبي وفي ريف حماة الشمالي، بهدف منع المزارعين من جني المحاصيل الزراعية من الحقول المحترقة، وترك آلاف المدنيين فريسة للجوع. الأسد والمطالب الروسية إلى ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن روسيا شريكة في «الانتصارات» الميدانية، التي تحققها قواته، وذلك خلال استقباله ألكسندر لافرنتييف، مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا. ودعا الأسد بعض الأطراف الدولية إلى التحلي بالحد الأدنى من الواقعية السياسية، ووقف دعم الإرهاب والانتقال إلى العمل السياسي». وتم خلال اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، وعدد من مستشاري الأسد، «التشديد على أهمية وضع آليات لتطبيق نتائج قمة سوتشي الأخيرة، إن كان لجهة مواصلة مكافحة الإرهاب أو زيادة المشاركة الروسية في إعادة الإعمار، أو كيفية العمل لتفعيل ودفع العملية السياسية» وفق «سانا». ونقل للأسد لافرنتييف تهنئة الرئيس بوتين والقيادة الروسية باستعادة السيطرة على كامل العاصمة دمشق وريفها. وتحاول روسيا الإسراع في تشكيل لجنة دستورية، وتغيير الدستور، عقب انتهاء العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها. وفي هذا الإطار، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن النظام السوري سيرسل قوائم ممثليه في اللجنة الدستورية إلى الأمم المتحدة قريباً. وقال بوغدانوف، بحسب «روسيا اليوم»، إن دمشق ستسلم اليوم إلى الأمم المتحدة قوائم ممثلي اللجنة الدستورية. وأضاف المسؤول الروسي أنه يجب إجراء انتخابات رئاسية في سوريا على أساس الإصلاح الدستوري، مشيراً إلى ضرورة إطلاق عمل هذه اللجنة بأسرع وقت ممكن. وعن الجدل الدائر حول طلب روسيا انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، قال بوغدانف: «أعتقد أن ملفي سوريا ونووي إيران سيكونان على جدول أعمال لقاءات بوتين والرئيس الفرنسي ايمانيويل ماكرون في سان بطرسبورغ، وأن هناك حكومة شرعية في سوريا، وهي تتخذ القرار بشأن من سيساعدها في محاربة الإرهاب». وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، اعتبر الأربعاء أن اللقاء بين بوتين والأسد في سوتشي قاعدة جيدة لإجراء مشاورات حول أهم الجوانب لبدء نقاش حول الدستور.
مشاركة :