د. عبدالمجيد الجلاَّل : السعوديون وجودة الحياة !

  • 5/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قرأتُ بتمعنٍ وتبصر وثيقة برنامج جودة الحياة 2020 ، الواردة نصاً في الموقع الإلكتروني للرؤية ، والبرنامج ، بالمناسبة ، أحد أبرز برامج تحقيقها ، ويأتي ، – وفقاً لما ورد في الوثيقة التي احتوت نحو 234 صفحة إلكترونية – استكمالا للبرامج التنفيذية التي سبق إطلاقها لدعم تحقيق محاور هذه الرؤية ، وتعزيز ركائز القوة لدى المملكة. تضمنت الوثيقة جملة من الأهداف والطموحات ، وآليات تحقيقها ، وممَّا جاء فيها، ويتصل مباشرة بقضايا جودة الحياة ، تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، ودعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية ، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية ، وصولاً إلى جعل اقتصاد المملكة أكثر ازدهارا والمجتمع السعودي أكثر حيوية. وكذلك جعل نمط حياة المواطنين والمقيمين في كل أرجاء البلاد، أفضل ، بصورة عامة، من خلال تطوير مختلف أنماط الحياة، وتحسين البنية التحتية، وتطوير مختلف القطاعات التي تُعنى برفاهية المواطنين. وأُخذ في الاعتبار عدد السكان ومتوسط دخل الأسرة والجغرافيا والمناخ وتفضيلات السكان. ومن الأهداف الطموحة للبرنامج إدراج ثلاث مدن سعودية على الأقل ضمن قائمة أفضل 100 مدينة للعيش في العالم مع حلول عام 2030. إلى جانب خلق فرص استثمارية جاذبة لتحقيق حالة من النمو والتنمية المستدامين. وقد ركزت الوثيقة على قيمة الصناعات الإبداعية ، وأنَّها من المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي في العالم. وثمة فرص عديدة لازدهار هذه القطاعات في المملكة، ما يشي بالحاجة إلى تطوير عدد من نماذج التمويل بهدف تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار، سواء في النفقات الرأسمالية أو النفقات التشغيلية. ومن أجل خلق هذه الفرص الاستثمارية يعمل البرنامج على تشجيع القطاع الخاص والمستثمر الأجنبي على ضخ استثماراتهم في العديد من القطاعات الحيوية المرتبطة بتحسين جودة الحياة ، والعمل في الوقت نفسه ، على إزالة كافة الحواجز التي تحول دون تعزيز هذه المشاركة ، مثل المخاطر التنظيمية، والأطر القانونية، وما إلى ذلك. من خلال تحديث إطار التنظيم والحوكمة، وتحديث النصوص القانونية. إضافة إلى ذلك، يوفر البرنامج جميع العوامل الضرورية (غير المالية) للحد من مخاطر الاستثمار، عبر التأكد من إزالة جميع الحواجز غير المالية التي تحد من مشاركة القطاع الخاص في القطاعات المرتبطة بجودة الحياة. وتتعدد المؤشرات الخاصة بالبرنامج، التي تتضمن ممارسة الرياضة، والتميز الرياضي، وإيرادات الرياضة، إضافة إلى الطاقة الاستيعابية للأحداث الترفيهية، وإسهام المملكة في الفنون والثقافة، وإيرادات الترفيه والثقافة، علاوة على خلق قطاعات اقتصادية مرتبطة بالترفيه والثقافة والرياضة، ومؤشر مستوى جاهزية البنية التحتية لهذه القطاعات. أما المؤشرات الخاصة برؤية المملكة 2030، وتساهم في تحقيقها مستهدفات البرنامج، فهي المؤشرات المرتبطة بالتوظيف في القطاع الخاص، وزيادة الناتج المحلي، والإسهام في المحتوى المحلي، وزيادة الاستثمار غير الحكومي. ربما ما ورد في الوثيقة ، قد يصعب ، وفقاً لرؤية بعض المهتمين ، نقله إلى واقعٍ مادي محسوس ، لكن مما يُعزّز الأمل بإمكانية النجاح في هذا المسار التنموي المُهم ، حرص مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على مراقبة تنفيذ خطط البرنامج حتى عام 2020م، عبر اتباع الحوكمة المقرة التي تتضمن آليات واضحة لمتابعة تحقيق أهداف وطموحات البرنامج. ويخضع أداء القائمين على تنفيذه لمراقبة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتجري مساءلتهم وفق آليات الرقابة والتقويم المستمر، والتصعيد إلى الجهات المختصة متى ما تطلب الأمر ذلك. علماً، بأنَّ العديد من الأجهزة المُتخصصة سوف يراقب تنفيذ البرنامج ، وهي تحديداً: المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة، ومكتب الإدارة الاستراتيجية، ومكتب ترشيد الإنفاق التشغيلي والرأسمالي، ووحدة تنمية الإيرادات غير النفطية. ووحدة المحتوى المحلي ، وتنمية القطاع الخاص. يستهدف برنامج جودة الحياة 2020 العديد من مؤشرات الإنجاز ، في مقدمتها: – تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 20% سنويا حتى عام 2020. – الإسهام في رفع المحتوى المحلي في القطاعات ذات الصلة بالبرنامج بنسبة 67% . – تحقيق إيرادات غير نفطية تصل لـ 1.9 مليار ريال (0.5 مليار دولار). – والأهم والأبرز خلق ما يزيد عن 346 ألف وظيفة. وبما يتصل بالخيارات الترفيهية الفنية والثقافية، فقد أوردت الوثيقة أهدافاً محددة سوف يجري العمل على تحقيقها خلال فترة البرنامج ، ومنها إنشاء مدينة مائية، و3 مدن للملاهي ، و16 مركزا للترفيه العائلي, وإنشاء جزيرة للفنون والثقافة في جدة. و45 دارا للسينما ، و16 مسرحا ، و42 مكتبة، ومجمع الفنون الملكي في الرياض . خلاصة القول ، السعوديون والمقيمون موعودون بحياة أجمل ، وخيارات واسعة من البهجة والفرح ، ونأمل أن تتحقق هذه الوعود الواردة في برنامج جودة الحياة، وهي بالتأكيد سوف تتحقق ، متى ما توفرت الإرادة والعزيمة لدى متخذي القرار. ———————————————————————————- د. عبدالمجيد الجلاَّل كل الوطن

مشاركة :