قالت الممثلة ماغي بو غصن، إن الحلقات المقبلة من مسلسل «جوليا» ستشهد تطورات كبيرة ترفع من وتيرة أحداثه فيصبح أكثر تشويقاً. وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كنت في انتظار هذه المرحلة من العمل على أحرّ من الجمر. فقصص الحب ستمتزج مع شخصيات جديدة أجسّدها، إضافة إلى عناصر أخرى تختلط فيها مشاعر الفرح والحزن والضحك فتشكل مجتمعة خلطة درامية لا تشبه غيرها». ورأت بو غصن التي حصد عملها هذا نجاحاً لافتاً (بشهادة شركات إحصائية) فاق بذلك مسلسلات رمضانية أخرى كان متوقعاً لها هذه النتيجة، بأن «جوليا» سيفتح باب الإنتاجات على مصراعيه أمام الأعمال الكوميدية المتعطش لها المُشاهِد بشكل عام.وتتابع: «لقد مررنا في فترة سابقة ركّز فيها منتجو الدراما على المسلسلات التراجيدية مهملين الكوميدية منها إلى حد كبير كأنه غير مرغوب فيها، إلا أن (جوليا) جاء ليؤكد العكس خصوصاً أنه يُعرض في موسم رمضان الذي يشهد كثافة أعمال من النوع الأول، فقلب المعادلة ونافس مسلسلات ضخمة».ولكن هل رغبت من خلال بطولتها لهذا العمل أن تتحدى نفسها أو أن تبرهن للآخرين على قدراتها في التمثيل؟ ترد: «أردت الاثنين معاً فهو كان بمثابة تحدٍّ كبير لي وخيار موفق رغم صعوبة حيثياته. فلم يكن من السهل أن أجسد كل هذه الشخصيات من أميرة أندلسية إلى راقصة و(أخت رجال) وغيرها، ولو لم أشعر بأن لديّ من الكفاءة والقدرة للقيام بها لما أقدمت على هذا الأمر، ولذلك أعتبر أن (جوليا) تحدٍّ لي ومساحة تخوّل لي أن أُظهر قدراتي التمثيلية». وعما إذا كانت إجادتها لعب أدوار الكوميديا هو نتاج أبحاث تقوم بها أم مجرد موهبة لديها بالفطرة توضح: «الموهبة دون خلفية غنية لا تكفي صاحبها كي ينجح، والعكس بالعكس. فأنا بحثت وتمرنت مع أستاذة المسرح عايدة صبرا ولكن دون شك كان للفطرة التي أتمتع بها دورها في هذا الموضوع. فالشخصيات كانت مختلفة بعضها عن بعض وتستلزم جهداً كبيراً للفصل بينها ولتأديتها على المستوى المطلوب». وعن الشخصية التي تطلّبت منها جهداً أكثر من غيرها تقول: «شخصية السارقة (الحرامية) كانت الأصعب، فهي ترتكز على حركات معينة ولا سيما بالعينين. فكنت أحيانا أشعر بالدوار لإفراطي في تحريك عيني، وكان الأمر ينعكس عليَّ سلباً». وعن الشخصية التي تعاطفت معها بشكل تلقائي تقول: «تعاطفت مع البطلة الأساسية للقصة (جوليا) فهي تعاني من مرض نفسي واضح في تصرفاتها وفي طريقة كلامها السريعة ناتج عن كبت مزمن تعاني منه منذ طفولتها. وهي تشبه كثيرين منا عانوا الأمرّين من أوضاع بلادنا غير المستقرة والحرب وأسلوب تربية مجحف بحقها». وتشير بو غصن التي وُفِّقت في رسم الابتسامة على شفاه المشاهد في مسلسل رمضاني سابق أيضاً بعنوان «آخر خبر»، إلى أنها من النوع الذي يصغي إلى الآخر ويستمع إليه. «أقف دائماً على آراء المعجبين بي فيطالبونني بأعمال رومانسية فهم يحبون أدائي، كما أن هناك من يفضلني في الكوميديا، وهناك من يسألني عما إذا كان هناك جزء ثانٍ أو فيلم سينمائي لـ(جوليا). وأستمتع اليوم في اتجاهي نحو العمل الكوميدي لا سيما أنني شاركت في مسلسل (ثورة الفلاحين) ضمن 5 حلقات مؤثرة فأشبعت نهمي المهني للدراما التراجيدية».وعما إذا كان هذا يعني أنها تنوي التفرغ للأعمال الكوميدية، قالت: «قد أتفرغ لها بشكل أكبر، ولكنّ ذلك لا يعني امتناعي عن المشاركة في التراجيدية منها. ففي العمل الكوميدي قد تجتمع التراجيديا والابتسامة والرومانسية، إلا أنه في الدراما العادية تغيب هذه المعادلة. كما أنني لم أرَ يوماً، ممثلاً كوميدياً لم ينجح في مشهد تراجيدي فهو يلامس شعور المشاهد بشكل مباشر وينجح في تفتيت قلبه. فكثيرون من عمالقة الفن الكوميدي أبكونا وأضحكونا في آن، وهنا تكمن الصعوبة فيه. وأستطيع القول بأننا اليوم بحاجة إلى الكوميديا النظيفة بعيداً عن استخدام الكلام البذيء والمبالغة في حركات التهريج ومساحيق المايك آب».يحيط بماغي بو غصن فريق متكامل من ممثلين وعاملين تَعدّهم عناصر نجاح للعمل وتوضح: «كل عمل لا يرتكز على عمل جماعي لا يكون متكاملاً، ومع مازن طه (الكاتب) وإيلي حبيب (المخرج) وقيس الشيخ نجيب (يشاركها بطولة المسلسل) إضافة إلى وسام صباغ وجيسي عبدو ونيكولا مزهر وتقلا شمعون وغيرهم من الممثلين، لا أشعر بالراحة. ومن الجميل أن تدخلي موقع التصوير وأنتِ على يقين أن هناك أشخاصاً في انتظارك تربطهم بك علاقة تفاهم فيهيئون بذلك لأرضية تمثيل مطلوبة». أثنى عدد من زملاء ماغي بو غصن على أدائها في «جوليا» وبينهم نادين نسيب نجيم وكارين رزق الله، وتعلق بو غصن على ذلك بالقول: «الثناء من الزملاء أمر يحفّز الممثل ويشعره بالفرح. لا يمكن وصفه بأنه أهم من التعليقات الإيجابية التي تَرِده من الناس ولكنه يحمل نكهة خاصة يلتذ بها صاحبها، ويجب أن يظلل أجواءنا التمثيلية بدل أن يتبادل أركانها القصف المتبادل».برعت ماغي بو غصن في تقديم أدوار تحمل رسائل إنسانية فجسّدت دور المرأة المعنفة، والمرأة التي يتم استغلالها من زوجها، وما إلى هنالك من أدوار سلطت فيها الضوء على مشكلات اجتماعية تعاني منها المرأة اللبنانية. فهل ستعود إلى تقمصها أو أنها اكتفت من تمثيلها؟ تقول: «على الفنان أن يستفيد من شهرته لإيصال رسائل إنسانية إنْ من خلال حملات توعوية أو أدوار تلقي الضوء على مشكلات الناس، وهو الأمر الذي لن أتخلى عنه حتى آخر رمق في حياتي».ورأت أن «الساحة الدرامية المحلية بحاجة إلى موضوعات تحاكي الواقع اللبناني بكل مكوناته (الشارع والمواطن والهموم الحياتية)، فبذلك نطوّر أعمالنا ونجعلها أقرب إلى المشاهد». كما تتابع ماغي بو غصن أعمال الدراما بشكل عام، وبعد أن انتهت مؤخراً من تصوير مشاهدها في «جوليا» تنوي متابعة عدد من المسلسلات المعروضة على الشاشات المحلية والعربية، وتقول: «أحب متابعة أعمال الغير بعين محبة شغوفة بمهنة التمثيل بشكل عام. وبرأيي جميع الأعمال تستحق المتابعة لنتعلم من أخطائنا وكذلك من نجاحاتنا، وأتمنى أن نرتقي بأعمالنا إلى المستوى المطلوب من أجل صناعة دراما حقيقية تضاهي بأهميتها أخرى عربية وحتى غربية».
مشاركة :