جاء في الحديث الشريف ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) ويبدو أن السيد خامنئي مرشد الثورة الايرانية بلغ فيه الصلف والغرور أنه يفرض شروطا على الدول الأوروبية في تحدٍ واضح للولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت شروطا على النظام الايراني بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات مادية على الحرس الثوري الايراني وكذلك حزب الله اللبناني وهو بذلك يصب الزيت على النار . أول الشروط السبعة التي فرضها السيد خامنئي على الدول الموقعة على الاتفاق النووي للبقاء في الاتفاق وعدم انسحاب إيران منه هو عدم الدخول في مفاوضات بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية وكذلك أنشطة النظام الايراني في الدول العربية والوجود الإقليمي لهذا النظام القمعي في الشرق الأوسط وأن على أوروبا التزام الحياد في ملف الاتفاق النووي وهو شرط من الصعب تنفيذه لأن الدول الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا تطالب النظام الايراني بوقف تطوير الصواريخ الباليستية ووقف التدخل في شؤون الدول الأخري وإطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية فهو شرط مرفوض جملة وتفصيلا وغير قابل للتطبيق. أيضا من ضمن الشروط السبعة أن تستمر الدول الأوربية في شراء النفط الايراني وأيضا على البنوك الأوروبية القيام بإجراءات لحماية التجارة مع النظام الايراني وهي أيضا شروط صعب تنفيذها لأنها تعني الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية التي قررت فرض عقوبات على الدول والشركات التي تتعامل مع النظام الايراني ومنها الشركات الأوروبية الكبيرة مثل توتال الفرنسية وبريتش بتروليوم التي لها استثمارات نفطية في إيران وهذه المطالب تتعارض مع العقوبات الأمريكية على النظام الايراني مما يجعلها غير قابلة للتطبيق ولاشك أن المصالح التي تربط الدول الأوروبية في الولايات المتحدة أكبر بكثير من التي تربطها بالنظام الايراني لذلك هي سوف ترفض الشروط الإيرانية التعجيزية مما يفتح الباب واسعا لانسحاب الدول الأولية من الاتفاق النووي الإيراني الذي لفظ أنفاسه الاخيرة. السيد خامنئي في خطابه الذي وجهه المسؤولين الإيرانيين بمناسبة حلول شهر رمضان طلب من الدول الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا الالتزام بالشروط الإيرانية أو البدء بتخصيب اليورانيوم للوصول إلى امتلاك القنبلة النووية وهذا يعني العودة إلى الوضع الذي يسبق التوقيع على الاتفاق النووي مما ينذر بوقوع مواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الايراني لأن حصول إيران على القنبلة النووية هو خط أحمر لاتسمح به المجتمع الدولي وليس الولايات المتحدة الأمريكية فقط فهو خطر عالمي. من جانب آخر وحتي قبل أن ترد الدول الأوروبية على الشروط الإيرانية أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية أكبر صالحي أن بلاده بدأت بتخصيب النظائر المشعة المستقرة بدعم من روسيا وهو مايؤكد النوايا الإيرانية في إشعال حرب في المنطقة والعمل على زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة فهي لا تفكر في مصلحة الشعب الايراني ولكنها تفكر في السعي لإحياء مشروع الامبراطورية الفارسية حتي لو تم تدمير إيران وشعبها تماما كما دمر الطاغية المقبور صدام العراق وشعبها بسبب أحلامه المريضة وعناده وتحديه للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي الذي طلب منه الانسحاب من دولة الكويت ولكنه رفض وركب رأسه وهو مايفعله السيد خامنئي في رفضه للشروط الأمريكية بل إنه وضع شروطا إيرانية في تحدي سافر للولايات المتحدة الأمريكية. صاحب السمو الملكي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان شبه مرشد الثورة السيد خامنئي بأنه هتلر الشرق الأوسط في إحدى المقابلات التي أجرتها معه قناة إلـ mpc وقد كان التشبيه في محله فقد ظهر المرشد على حقيقته انه يرفض التفاوض حول تطوير الصواريخ الباليستية وكذلك يرفض التفاوض حول تدخل النظام الايراني في شؤون الدول الأخرى وأن يستمر الوجود الايراني الإقليمي في سوريا والعراق ولبنان واليمن وهو بذلك يؤكد على السياسة العدائية للنظام الايراني واستعداده لإشعال المنطقة فهو نظام يبحث عن الازمات والحروب حتى يصدر مشاكله الداخلية الخارج ولذلك من الصعب التفاهم مع هذه العقلية المتشددة المتطرفة فهي تريد فرض شروطها على الآخرين مهما كانت النتائج. نعتقد أن المنطقة مقبلة على حرب لا تبقي ولاتذر فالنظام الايراني القمعي يدفع الأمور بهذا الاتجاه على إصراره على تطوير الصواريخ الباليستية والتدخل في شؤون الدول الآخري الخير البدء في تخصيب النظائر المشعة وصولا إلى امتلاك القنبلة النووية ولاشك أن مصير النظام الايراني سيكون مصير النظام النازي بقيادة هتلر والنظام البعثي بقيادة المقبور صدام وهذه أحداث تاريخية وتجارب ينبغي على النظام الايراني الاستفادة منها لأن العاقل من اتعظ بغيره وإلا مواجهة نفس المصير والنهاية وهي الخراب والدمار والانهيار والسقوط في مزبلة التاريخ.بودستور