كثفت سلطنة عمان استعداداتها لمواجهة الإعصار المداري «مكونو» فقامت بإخلاء جزر وإغلاق مطار صلالة، وتجهيز أماكن إيواء في حال تقرر القيام بعمليات إجلاء واسعة، وفيما أعلنت السلطنة حالة الطوارئ في العديد من الولايات التي يتوقع أن يضربها الإعصار بدءا من اليوم الجمعة، حذرت السلطات من تعمق الإعصار وتحوله إلى الدرجة الثانية خلال ال12 ساعة المقبلة، ليصبح أكثر قسوة وشدة، بعد أن بدأ بالفعل في اجتياح ولاية سدح بمحافظة ظفار.وقال المركز العماني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، إن آخر صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الطقس توضح تمركز الإعصار المداري «مكونو» حالياً على دائرة عرض 14.2 درجة شمالاً وخط طول 55.4 درجة شرقا، مستمراً في حركته نحو سواحل السلطنة، ويبعد مركز الإعصار حوالي 330 كيلومتراً عن مدينة صلالة وتقدر سرعة الرياح حول المركز ب 70 إلى 80 عقدة «126 144 كم/ ساعة.أكد المركز العماني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة أن آخر خرائط الطقس ونماذج التنبؤات العددية، تشير إلى احتمال تعمق الإعصار المداري إلى الدرجة الثانية خلال ال 12 ساعة المقبلة، واستمرار تدفق السحب وهطول أمطار متفاوتة الغزارة في حين يقترب مركزه من سواحل محافظة ظفار مساء اليوم الجمعة مصحوبا برياح شديدة السرعة وأمطار رعدية غزيرة جدا تتراوح كميتها بين 200 إلى 300 ملم تؤدي إلى فيضان الأودية، ويكون البحر هائج الموج على سواحل محافظتي ظفار والوسطى ويتراوح أقصى ارتفاع له من 8 12 متراً، كما يكون البحر هائج الموج أيضا على سواحل محافظة جنوب الشرقية ويتراوح ارتفاعه من 3 5 أمتار.وأهابت الهيئة العامة للطيران المدني بالجميع ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والابتعاد عن الأماكن المنخفضة كما أهابت بعدم ارتياد البحر خلال هذه الفترة، ودعت الجميع بضرورة متابعة التحذيرات والنشرات الجوية الصادرة عنها.وأكد الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة أن الوزارة أخذت الاحتياطات اللازمة للتعامل مع هذه الأنواء في محافظتي ظفار والوسطى وقامت احترازيا بنقل المرضى المنومين في مستشفى السلطان قابوس وبعض المؤسسات الصحية بالمحافظة للمستشفيات المرجعية في المحافظات حسب حالاتهم المرضية بالتعاون مع سلاح الجو السلطاني العماني.وأشار إلى أن المختصين في وزارة الصحة يعملون على مدار الساعة لإدارة الموقف في القطاع الصحي بالتعاون مع جهات الاختصاص، وهي في أتم الاستعداد للتعامل معه، حسب مقتضياته وحسب الإجراءات المتبعة في مركز إدارة الأزمات والطوارئ والخطة المعدة لهذا الغرض.وشهدت ولاية سدح بمحافظة ظفار أمس هطول أمطار متفرقة تراوحت بين المتوسطة والغزيرة على مناطق صوب وجوفاء وحدبين ونيابة حاسك، أدت إلى جريان بعض الأودية والشعاب، وأكد المنذر بن أحمد المرهون والي سدح جاهزية واستعداد اللجان الفرعية المكونة من الوحدات الحكومية في الولاية، والتي تعمل تحت إشراف اللجنة الرئيسية لمتابعة تطورات الأنواء المناخية بالولاية لتقديم الدعم والمساندة للمواطنين والمقيمين.وأشار إلى تحديد 5 مدارس مجهزة بكافة المستلزمات والمؤن الغذائية كمراكز للإيواء متوزعة بين منطقة صوب وجوفاء ومركز الولاية وحدبين ونيابة حاسك.من جانب آخر قامت دائرة الخدمات الصحية بولاية سدح بعملية إخلاء تام لمستشفى سدح ونقل جميع الأجهزة والأدوية إلى أماكن آمنة نظرا لموقع المستشفى المنخفض، وقال سالم بن علي المهري مشرف الخدمات الصحية بولاية سدح إنه تم توزيع الطاقم الطبي للمستشفى على ثلاث وحدات طبية مجهزة للتعامل مع الحالات الطارئة خلال فترة مرور الحالة المدارية المتوقعة، اثنتين في مركز الولاية وأخرى في منطقة جوفاء موضحا بأن جميع المراكز الصحية بالولاية جاهزة للتعامل مع أي حالة طارئة على مدار الساعة.ومن جهتها، اتخذت وزارة الصحة كافة الإجراءات والتدابير للتأكد من جاهزية الأطقم والمؤسسات الصحية للتعامل مع الأنواء المناخية التي تشهدها السلطنة هذه الأيام.كما واصلت اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة اجتماعاتها بمقر رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة بمعسكر المرتفعة، وذلك بهدف الوقوف على كافة الأمور المتعلقة بالاستعدادات والجاهزية للتعامل مع الإعصار المداري (مكونو).وذكرت اللجنة في بيان أنها تتابع سير أعمال اللجان الفرعية وكافة التشكيلات والوحدات المنتشرة ميدانيا، بما يتطلب وتطورات الموقف وفقاً للخطة العامة للجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة وبإشراف ومتابعة مباشرة من الفريق الركن أحمد بن حارث بن ناصر النبهاني، رئيس أركان قوات السلطان المسلحة.واستمع رئيس الأركان إلى إيجاز قدمه العميد الركن حمد بن راشد البلوشي عن كافة الأمور المتعلقة بخطط اللجنة للتعامل مع الإعصار المداري (مكونو) والأدوار التي تضطلع بها، والجهود والخدمات التي تقدمها وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة لدعم القطاعات الأخرى بالدولة.كما قام أحمد بن عبدالله الشحي، وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه، ومحمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، وعدد من المسؤولين بزيارة تفقدية لعدد من السدود بمحافظة ظفار من بينها سد الحماية من مخاطر الفيضانات بمدينة صلالة وسد التغذية الجوفية على وادي صحلنوت، ضمن الجهود المبذولة للتعامل مع الحالة المدارية.وفي السياق ذاته، قامت شرطة عمان السلطانية بإرسال دفعة من الكوادر البشرية إلى محافظة ظفار لمؤازرة زملائهم وتقديم العون والمساعدة خلال الأنواء المناخية الحالية، وتحسباً لأي خطر عرضي على سلامة المرضى شاركت وحدة الإسعاف مع القطاعات الأخرى ذات الاختصاص في ‏عمليات إجلاء المرضى من مستشفى السلطان قابوس بصلالة، ‏كما قام طيران شرطة عمان بنقل أطقم ومعدات طبية إلى محافظة ظفار.من جانب آخر قامت الإدارة العامة لطيران الشرطة بإسناد قيادة شرطة محافظة الوسطى بطائرة عمودية تتمركز في منطقة جعلوني تتولى تقديم الدعم والإسناد خلال الأنواء المناخية في محافظة الوسطى.كما قام معضد بن محمد اليعقوبي محافظ محافظة الوسطى أمس، بزيارة تفقدية لولاية الجازر بحضور العميد محمد بن سالم رعفيت قائد شرطة محافظة الوسطى، رئيس اللجنة الفرعية للدفاع المدني بالمحافظة، وعدد من أعضاء اللجنة والشيخ حميد بن سالم التبعي نائب والي الجازر وأعضاء المجلس البلدي ممثلي ولاية الجازر وعدد من المسؤولين.كما عقدت لجنة متابعة الحالة المدارية بولاية ثمريت بظفار اجتماعا لها أمس برئاسة مسلم بن أحمد الحضري والي ثمريت تم خلاله مناقشة الاستعدادات والإجراءات الاحترازية اللازمة للجهات المختصة بولاية ثمريت للتعامل مع الحالة المدارية والوقوف على جاهزية فرق الطوارئ وأماكن الإيواء في النيابات التابعة للولاية.(وكالات)