ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، القمة المزمعة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في خطاب نشره البيت الأبيض. وقال في الخطاب: «كنت أتطلع جداً لأن أكون معك هناك، مع الأسف نتيجة للغضب العارم والعداء الفاضح الذي انطوت عليه تصريحاتك الأخيرة، أشعر أنّ من غير المناسب في هذا الوقت أن نعقد هذا الاجتماع الذي خططنا له منذ فترة طويلة». وحذّر ترامب كوريا الشمالية من أية خطوة «طائشة» أو «متهورة»، مردفاً: «جيشنا هو الأقوى في العالم، وكوريا الجنوبية واليابان على استعداد للرد أيضاً على أية خطوة طائشة أو متهورة تتخذها كوريا الشمالية». وأضاف: «آمل أن تكون هناك أمور إيجابية فيما يتعلق بمستقبل كوريا الشمالية، لكن إذا لم يحدث ذلك فنحن مستعدون أكثر من أي وقت مضى، ستستمر عقوباتنا القوية، إنّها أقوى العقوبات المفروضة على الإطلاق، كما ستستمر حملة الضغوط القصوى». في السياق، أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن عن أسفه لقرار ترامب إلغاء القمة، وحضّ الرجلين على إجراء محادثات مباشرة. وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، قال مون إنه من المؤسف للغاية أن القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لن تعقد. بدوره، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن «قلقه الشديد» إثر إلغاء القمة. وقال غوتيريس، خلال عرض برنامجه لنزع الأسلحة في جنيف: «أنا قلق جداً، وأحض كل الأطراف على مواصلة حوارهم لإيجاد سبيل نحو نزع الأسلحة النووية بشكل سلمي، ويمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية». وقبيل الإعلان عن إلغاء القمة، أعلنت كوريا الشمالية أنها فككت بالكامل موقعها للتجارب النووية، أمس، في خطوة تعتبرها بيونغيانغ بادرة حسن نية قبل القمة المقررة بينها وواشنطن. وقال عدد من الصحافيين إنّهم سمعوا أصوات سلسلة من الانفجارات خلال النهار، ثلاثة منها عند مداخل أنفاق تؤدي إلى المنشأة، تلتها انفجارات لتدمير ثكنات وهياكل أخرى مجاورة. وكتب توم شيشير، الصحافي في «سكاي نيوز»، الذي حضّر عملية التفكيك، على موقع القناة البريطانية: «حدث انفجار هائل شعرنا به، وغطانا الغبار وشعرنا بالحرارة، كان الانفجار مدوياً جداً». وقال معهد الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، في بيان، إنّه «قام بعملية للتفكيك الكامل لموقع التجارب النووية الشمالي في 24 مايو لضمان شفافية وقف التجارب النووية، وفق ما نقلت وكالة كوريا الجنوبية الرسمية». وأضاف المعهد، في البيان، أنّ تفكيك موقع التجارب النووية تم بطريقة تجعل جميع أنفاق الموقع تنهار بسبب الانفجار وتغلق مداخل النفق بشكل تام، وفي الوقت ذاته تم تفجير بعض مرافق الحراسة ومواقع المراقبة في الموقع، مشيراً إلى أنّ اثنين من الأنفاق التي دمرت في الجبل كانت جاهزة للاستخدام لإجراء تجارب نووية قوية تحت الأرض في أي وقت. وأكّد البيان أنّه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي من الموقع أثناء التفجير. ولم تدعُ كوريا الشمالية أي مراقبين مستقلين من الخارج لمشاهدة عملية التدمير. بدورها، رحّبت كوريا الجنوبية بالخطوة الشمالية، إذ صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية نوه كيو-دوك للصحافيين: «نتوقع أن تكون هذه فرصة لإتمام عملية تفكيك الأسلحة النووية بالكامل». ووصفت بيونغيانغ، في وقت سابق، أمس، تصريحات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي هدّد من جديد بإلغاء القمة بـ«الغبية». ووصفت نائبة وزير الشؤون الخارجية تشوي سون هوي تصريحات بنس، خلال مقابلة تطرقت إلى مفاوضات نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، بأنّها «غبية وتنم عن جهل»، بعدما حذّر بنس خلال مقابلة مع قناة فوكس الزعيم الكوري الشمالي من المراوغة مع واشنطن والتلاعب بها قبل القمة، معتبراً أن ذلك سيكون «خطأ كبيراً»، وأنّ كوريا الشمالية قد ينتهي بها الأمر مثل ليبيا إذا لم يبرم كيم جونغ أون صفقة بشأن برنامجه النووي. رفع مؤقّت أعلن دبلوماسيون أنّ لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي سمحت برفع مؤقت للعقوبات الدولية عن مسؤولين كوريين شماليين. وكتب سفير سنغافورة في الأمم المتحدة برهان غفور في طلبه إلى لجنة العقوبات في الأمم المتحدة أنّ هذه القمة تشكّل فرصة لدفع هدف تسوية سلمية للملف النووي الكوري الشمالي، وإحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة قدماً.