علماء: صاحب السمو تمسّك بالقيم الإسلامية في التعامل مع أزمة الحصار

  • 5/25/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء الأربعاء، أولى الجلسات النقاشية الحوارية لمنتدى «وآمنهم من خوف»، الذي تقيمه الوزارة في نسخته الرابعة، خلال الفترة من 23 - 26 مايو 2018، بمقر وزارة الأوقاف، وبالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر. و«آمنهم من خوف» برنامج حواري تعده وزارة الأوقاف، وتستضيف لتقديمه ثلة من علماء الأمة ومفكريها من داخل قطر وخارجها، لتجديد عهد الأمة بأصواتها الحية المسموعة، وتناقش من خلاله مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وطرح رؤى تأصيلية ومراجعات فكرية وأطروحات تجديدية لمشروع ثقافي حضاري يليق بأمة القرآن.قدم الجلسة الأولى من البرنامج الحواري، التي حملت عنوان «مسؤولية العلماء في تثبيت شباب الأمة على القيم»، الشيخ عبد الله النعمة الذي أكد في مقدمته على أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبيرة، فعلاوة على تراجعها عن مكانتها كأمة رائدة في مجال الابتكار العلمي الدقيق؛ استطاعت أن تنتج للبشرية عقولاً اقترنت بعلوم عديدة بأسمائهم إلى زماننا هذا، وفقدانها لموقعها كأمة رائدة صانت التنوع الثقافي، وحضنت أتباع أديان وأبناء أعراق وشعوب وقبائل شتى، تعيش الآن وضعاً غير مسبوق من التراجع بعد أن تداعت عليها الأمم، واشتعلت نار النزاع في أرجاء بعض بلدانها، بينما سرت موجة التغريب والخضوع بين شبيبتها؛ لتعصف بقيمها، وتخلخل التوازن الدقيق الذي كاد أن يكون سمة خاصة بها. وأضاف النعمة: «هذا الوضع الشاذ الذي تعيشه الأمة، لا ينسجم مع حقيقة ما ينبغي أن تكون عليه من قوة ومناعة، وهي التي توفرت لها كافة مقومات النهوض وأسس إعادة بناء الحضارة وتحقيق التنمية الحقيقية والعدالة. ولما كان العلماء ورثة الأنبياء، فإن مسؤوليتهم في رم ما انصدع من الصفوف، ودورهم في تثبيت شباب الأمة على قيم الدين القويم ضرورية ومطلوبة، إذ بترسيخ القيم المبنية على الاعتدال البعيد عن الغلو، تتهيأ العقول لتقبل الحي من الأفكار، ويضيق الخناق على انتشار الأفكار القاتلة المميتة التي تحمل أبناء الأمة على الركون لغيرها المعلوم والمجهول، فتعطل طاقتهم الفاعلة التي يتطلبها الابتكار وتستوجبها النهضة». وشارك في الجلسة ثلة من العلماء من الهند وفلسطين وسلوفينيا وموريتانيا والمملكة المغربية وقطر، في مقدمتهم: - الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير الشمري نائب رئيس محكمة التمييز ورئيس اللجنة الشرعية للإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر - الشيخ الدكتور يوسف الحسيني الندوي مدير جامعة الإمام أحمد الشهيد بالهند - الشيخ الدكتور عادل رفوش المشرف العام والمدير العلمي لمؤسسة بن تاشفين للدراسات المعاصرة والأبحاث والإبداع الفكري بالمملكة المغربية - الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين بالجمهورية الإسلامية الموريتانية - الشيخ الدكتور نواف هايل التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج - والشيخ الدكتور المفتي نجاد غرابوس رئيس المشيخة الإسلامية بجمهورية سلوفينيا - والشيخ الدكتور محمد الوراضي الداعية والمفكر الإسلامي من المملكة المغربية وأشاد علماء بتمسك صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بالقيم الإسلامية السمحة في تعامله مع أزمة حصار قطر، وهو الأمر الذي دفع كل من يعيش على أرض قطر إلى التمسك بهذه القيم. وأكدوا على أن الشباب الذين يعانون من هذه الأزمات، إما يكونوا متأثرين بطرح غربي، أو أن هناك قمعاً من الأنظمة الحاكمة، الأمر الذي يتسبب في ردة في هذه القيم. د. التكروري: الاعتقالات والظلم وراء تطرف الشباب قال الدكتور نواف هايل التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين بالخارج، إن أزمة الشباب واقعة في الأمة، ولا بد من الاعتراف بها، ويظهر ذلك جليا في فلسطين. وأضاف: «لا بد في هذه الأثناء من تشخيص صحيح للأزمة، حتى يتم الوصول إلى الحلول السليمة، لأن داءنا فينا وليس في عدونا الذي لا ننتظر منه أن يرحمنا. وشدد التكروري على أن مسؤولية العلماء كبيرة، ووصف العلماء بأنهم جزء من المشكلة، وليسوا جزءاً من الحل لأن الكثير من العلماء يرتمون في أحضان الحكام ويزينون لهم مواقفهم التي يرفضها الجميع، داعياً العلماء إلى التركيز على ما يرضي الله، وليس على ما يرضي الحكام.. ولفت إلى انتكاسات الشباب خلال الربيع العربي. وقال الدكتور نواف إن ظواهر التطرف التي حدثت بين الشباب سببها الظلم الذي لحقهم من اعتقالات وبطالة، ويظهر ذلك في الأراضي الفلسطينية وفي عدد من البلاد التي قامت فيها ثورات الربيع العربي. د. الندوي: شباب قطر اقتدوا بأميرهم في التعامل الراقي مع الأزمة الخليجية امتدح الدكتور يوسف الندوي، مدير جامعة الإمام أحمد الشهيد بالهند، النهج الذي اتبعه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في التعامل مع الذين حاصروه وشددوا عليه وضيقوا الخناق على هذه الدولة العزيزة، واصفاً تعامله بأنه كان تعاملاً راقياً ليس فيه سباب ولا لعان. وأضاف: «إن سموه شاب اقتدى به الشباب من أبناء الشعب القطري الذين تعاملوا مع هذه الأزمة تعاملاً أخلاقياً استمدوه من أخلاق أميرهم، فهو ليس عالماً ولكنه حاكم ونموذج ينبغي أن يقتدي به جميع شباب هذه الأمة». وقال الندوي: «حتى يكون للعلماء دور في تثبيت شباب الأمة لا بد أن يكون المنطلق الأول هو كتاب الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)، ولقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة، لافتاً إلى أن العلماء هم ورثة الأنبياء. وشدد على ضرورة العناية بالطفل حتى يكون شاباً، لا بد من العناية بالبذور حتى نحصد الثمار، قائلاً: «ما نعانيه اليوم في العالم الإسلامي سببه الابتعاد عن القيم الفاضلة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، منوهاً بأن العلماء ابتعدوا عن المجتمعات، وأصبح الشعب لا يشاهد العلماء إلا على شاشات التلفاز، وهم يعيشون في برج عاجي يتحدثون من فوق ولا يختلطون مع الناس وهذه مصيبة كبيرة». الددو: الشباب مستقبل الأمة أكد فضيلة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، أن هذه الأمة لا تضيق ذرعاً بالمشكلات ولا بالغزو ولا بالمؤامرات، إنما تحتاج إلى مراجعة هذا المنهج القويم وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا تمسكت الأمة بهذا المنهج القويم فإن الله سينصرها، والعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم أمناء الله على وحيه، ومسؤوليتهم كبيرة في الحفاظ على بيضة هذا الدين وإرشاد الناس إليه والنصح به. وأضاف الددو أن الله عز وجل أحال للعلماء من جهل، فقال في كتابه «فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»، كما أحال إليهم ما يتجدد من المسائل، فقال «وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ». وعلى هذا يجب عليهم أن يبذلوا جهودهم في تبليغ رسالة الله، وقد أخذ الله عليهم العهد بأن يبينوا للناس هذا الكتاب ولا يكتموه. وأوضح الددو أن الشباب فئة التلقي لكنها مستقبل الأمة، والحفاظ عليها هو الحفاظ على بقاء الدين في الأمة. والحفاظ عليها واجب لأنهم يسمعون من كل ناعق ويتلقون من كل وسيلة، وهذا زمانهم وما يشاء فيهم من وسائل هو بين أيديهم، لذلك فالتثبيت مطلوب، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على الصراط السوي، وبقدر استقامة الإنسان على الصراط الدنيوي يكون الثبات على الصراط الأخروي. وتابع الددو أن العلماء ذكروا 5 مثبتات للإنسان على الصراط، وهي: الإيمان والقرآن، والعمل بما تعلمه الإنسان، والمثبت الرابع هو الصبحة الصالحة، والخامس هو سير الصالحين. وشدد الددو على حجم المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء في هذا الإطار، وقال إن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم على قدر التشريف يكون التقدير، وهناك الكثير من الفرص والوسائل المتاحة للعلماء لإيصال رسالتهم للناس، وتضييع أحد هذه الوسائل خسارة كبيرة، لأنه سلاح ذو حدين، إما أن يستخدم في محاربة الإسلام أو الدفاع عنه. ودعا فضيلة العلامة، المسلمين إلى التمسك بالوسطية التي هي بين الغلو والتشدد في الدين، والتفريط والتنازل. د. ثقيل الشمري: قمع بعض الأنظمة الحاكمة تسبب في ردة بالقيم لدى الشباب قال الشيخ ثقيل بن ساير الشمري، نائب رئيس محكمة التمييز ورئيس اللجنة الشرعية للإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن الأمة تملك كنوز القيم، بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن الله عز وجل مدح النبي صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم، ويقول صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وفيما رواه أبو داود، وأحمد، من حديث عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»، الأمر الذي يؤكد أن الأمة تملك الكثير من القيم العظيمة، والتي يتعين على الأمة وشبابها أن يتمسكوا بها. وأكد الشمري على أن الأمة تعاني أزمة في القيم الفطرية كالعدالة والحب وغيرها، وهي قيم يتعين أن تكون موجودة لدى كل الناس، وكذلك تعاني أزمة في القيم الإنسانية، كالحرية والمساواة وغيرها من القيم. وأضاف أن الشباب الذين يعانون من هذه الأزمات، إما يكونوا متأثرين بطرح غربي، أو أن هناك قمعاً من الأنظمة الحاكمة، الأمر الذي يتسبب في ردة في هذه القيم، فنجد انتشار الغش، في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول «من غشنا فليس منا»، وهذا متعلق بغش الشخص لأحد من الأمة، فكيف إن كان من يغش هم من يتعين عليهم نصح الأمة، كالحكام والعلماء والمفكرين. وتابع الشمري قائلاً: «إن الشباب يحتاجون إلى أن يستشعروا أن عملهم مقدر، وأن رسالتهم تصل إلى المجتمع، وهذا لا يتأتى إلا بالحرية، وكذلك قيمة الأمانة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)، سواء كانت أمانة في مجال العمل أو مجال الحكم أو غيرها من المجالات، وكلها قيم يتعين على المسلم أن يتمسك بها». ونوه إلى أن من يحاولون بالغرب التدخل في شؤون المسلمين بحجة حقوق الإنسان، يسعون إلى تفكيك الأسرة المسلمة، ويتخذون من حقوق الإنسان ستاراً لأغراضهم، سعياً للقضاء على أعظم كيان بالأمة، الأمر الذي يؤثر على القيم التي يتحلى بها المسلمون. وحول مستقبل الأمة وشبابها، وما يتعين على علماء المسلمين، قال الشيخ ثقيل الشمري: الأمة حية بكتابها وسنة رسولها صلى الله عليه وسلم، ثم بجهود المخلصين من شبابها ودعاتها ومفكريها، الذين يسعون لرفعتها. شذرات رمضانية عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ». شذرات رمضانية عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إلى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ».;

مشاركة :