ماكرون يدعو الشركات الفرنسية إلى زيادة استثماراتها في روسيا

  • 5/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: «المجلة» شارك الرئيسان الروسي والفرنسي، اليوم (الجمعة)، في المنتدى الاقتصادي الذي يجمع كبار رجال الأعمال الروس في سان بطرسبورغ، حيث دعا إيمانويل ماكرون إلى زيادة الاستثمارات الفرنسية في روسيا، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العقوبات والحواجز التجارية. وقال ماكرون في كلمته خلال المنتدى: «أمام علاقتنا مستقبل كبير لأن أوروبا تمتد من الأطلسي إلى الأورال. وقال بوتين بدوره إن «فرنسا شريكتنا القديمة والتقليدية والموثوقة». وإذ رحب بزيادة التبادل بينهما إلى 15,5 مليارات دولار في 2017، قال إنها لا تزال أدنى بكثير من المبادلات مع الصين التي بلغت 85 مليار دولار ويُتوقع أن ترتفع قريباً إلى مائة مليار. وتنشط نحو 500 شركة فرنسية في روسيا توظف قرابة 170 ألف شخص لا سيما في قطاع الطاقة والمالية. ولكن ماكرون قال إنه «يمكننا فعل المزيد (…) علينا أن نفتح طرقاً جديدة مثل الأغذية الزراعية والفضاء والمدن المستدامة وخدمات الطاقة والمجال الرقمي». وأكد الرئيس الروسي من جهته أن العالم يحتاج إلى وقف الحروب التجارية، في ما بدا أنه رد على الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قال بوتين في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ بحضور رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «لسنا اليوم بحاجة إلى حروب تجارية بل إلى سلام تجاري». وحذر بوتين من أن تضافر العقوبات والحواجز التجارية وانعدام الثقة بين الدول والشركات من شأنه أن يقود إلى أزمة عالمية لا مثيل لها. وقال: «نشهد بداية دوامة من العقوبات والحواجز وهي تؤثر على عدد متزايد من الدول والشركات». وأضاف أن هذا «من شأنه أن يؤدي إلى أزمة تؤثر على قطاعات الاقتصاد كافة لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل». وفي اليوم الأول من زيارته لروسيا، أمس (الخميس)، أكد ماكرون بعد سنة من أول لقاء منفرد له مع بوتين، أنه يريد «إحراز تقدم» معه حول الملف النووي الإيراني وسوريا وأوكرانيا، رغم «سوء الفهم» المتراكم. واجتمع الرئيسان طوال أكثر من ثلاث ساعات في قصر قسطنطين، في ضواحي سان بطرسبورغ، العاصمة الإمبراطورية الروسية السابقة، حيث استقبل بوتين ماكرون على شرفات تطل على خليج فنلندا. وقال بوتين في نهاية هذا اللقاء أن «فرنسا شريكنا التقليدي، نقدر علاقاتنا المفيدة للطرفين… ونتمسك بحوار سياسي كثيف جداً»، مشيداً بأجواء الانفتاح بينهما. من جهته، وعد ماكرون بالعودة إلى روسيا لحضور مونديال 2018 في كرة القدم هذا الصيف إذا ما «اجتازت فرنسا ربع النهائي». ويشارك ماكرون في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي الاقتصادي كضيف شرف إلى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وأعلن ماكرون الذي يرافقه وفد من رجال الأعمال الفرنسيين، عن توقيع نحو 50 عقداً خلال زيارته ينص أحدها على دخول مجموعة «توتال» الفرنسية في مشروع «نوفاتيك» الكبير للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي الروسي بـ2. 5 مليار دولار. وإذا كان الشق الاقتصادي من المحادثات بين رئيسي الدولتين يبدو واعداً، فإن الموضوعات السياسية المزعجة ما زالت مستمرة، ومنها الأزمة الأوكرانية والنزاع السوري، وأيضاً تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا وما تبعته من موجة طرد للدبلوماسيين. وأكد ماكرون الذي التقى مساء أمس، مندوباً عن منظمة «ميموريال» غير الحكومية، وأرملة الكاتب الشهير والمنشق ألكسندر سولجنيتسين، أنه ناقش مع نظيره الروسي حالتي المخرج الروسي كيريل سيريبرنيكوف الخاضع لإقامة جبرية، والمخرج الأوكراني المسجون أوليغ سنتسوف. إلا أن الرئيسين شددا على النقاط التي تقرب بينهما في مواجهة الولايات المتحدة، وأكدا عزمهما على الحفاظ على الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015 رغم الانسحاب الأميركي منه. وأكد الرئيسان أيضاً تطابق وجهات نظرهما حول ضرورة متابعة الجهود المتعلقة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، بعد إلغاء واشنطن، أمس (الخميس)، قمة كانت مرتقبة بين دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقال الرئيسان اللذان تطرقا إلى الهجمات الإلكترونية التي غالباً ما يتهم الغربيون موسكو بها، إنهما يريدان وضع «قواعد مشتركة» و«تبادل المعلومات». وحول أوكرانيا، دعا الرئيسان ماكرون وبوتين إلى متابعة الجهود السياسية من أجل «تسوية سلمية»، فيما أسفرت المعارك منذ 4 سنوات بين الحكومة الموالية للغرب والمتمردين الموالين لروسيا عن 10 آلاف قتيل منذ 2014. وخلال لقائه مع نتاليا سولجنتسين، اعتبر ماكرون أنه من الضروري «عرض الصورة الحقيقية عن أوروبا» في روسيا، حيث «يُنظر إليها على أنها ضعيفة وفقدت ثوابتها». ودعت السيدة سولجنتسين إلى التحرك لتقريب بلادها من أوروبا. وقالت: «على روسيا أن تكون جزءاً من أوروبا، وإلا اتجهت نحو الصين».

مشاركة :