دبلن (أ ف ب) - توجه الإيرلنديون الجمعة الى صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاء حول السماح بالإجهاض تبدو نتائج التصويت فيه متقاربة نظراً لتجذر التقاليد الكاثوليكية، رغم ما شهدته البلاد من تطور في مجال المعايير الاخلاقية بعد ثلاث سنوات من تشريع زواج المثليين. وكانت النقاشات حادة بين الطرفين، المؤيد للاجهاض والرافض له خلال الاشهر الاخيرة، وعلى الناخبين الثلاثة ملايين ونصف مليون الاجابة عن سؤال بشأن الغاء التعديل الثامن للدستور الإيرلندي الذي يحظر الاجهاض. وتقدم المؤيدون للاجهاض في استطلاعات الرأي لكن عددهم تراجع قليلا في الاسابيع الاخيرة وتوقع الخبراء ان تكون نتيجة الاستفتاء متقاربة جدا مع عدد كبير من الناخبين لم يحسموا امرهم بعد. والجمعة توافد الناخبون الى مراكز الاقتراع في المناطق الريفية التقليدية والمدن الكبرى. وقال كريس غارفن (20 عاما) الذي يعمل في مجال الموارد البشرية "المسألة في غاية الاهمية واعتقد انها ستؤثر على حياة الجميع". وتقليديا ايرلندا من البلدان الاكثر تدينا في اوروبا. لكن نفوذ الكنيسة الكاثوليكية تراجع في الاعوام الاخيرة اثر سلسلة فضائح تحرش جنسي بالاطفال. ويأتي الاستفتاء قبل ثلاثة اشهر من زيارة البابا فرنسيس بمناسبة اللقاء العالمي للعائلات، وبعد ثلاث سنوات على تصويت ايرلندا لتشريع زواج المثليين رغم معارضة الكنيسة. وقالت بيليندا نوغنت (43 عاما) الناشطة الاجتماعية التي تدلي بصوتها في "لورد باريش سكول" شمال دبلن "مجرد ان يعتبر حصول شخص على علاج طبي في ايرلندا غير مشروع وان يضطر للسفر الى الخارج وان يشعر بالعار والعزلة امر يثير الصدمة". واضافت "اعتبر هذا التصويت مسألة شخصية وقلت لنفسي انني ساصوت اليوم لما اؤمن به". لكن في بلدة كيلكولن الصغيرة على بعد 50 كلم جنوب غرب دبلن قال الناخب شون مورفي لفرانس برس "لا ارى اي سبب لتغيير الموقف القائم حاليا". - "اني شديدة التأثر" - وامام الناخبين مهلة حتى الساعة 21,00 ت غ الجمعة للادلاء بأصواتهم في 6500 مركز اقتراع على ان تبدأ عملية الفرز السبت في الساعة 08,00 ت غ وتوقع اعلان النتائج مساء اليوم نفسه. وقالت الناخبة من دبلن هيلين (47 عاما) العاطلة عن العمل حاليا لاصابتها بالسرطان، انها لو كانت حاملا لكان اوقف علاجها الاشعاعي وفقا للقوانين المطبقة التي تمنح الحق في الحياة بالتساوي للحوامل والاجنة. واضافت امام مركز اقتراع قبالة كاتدرائية دبلن "لم اتمكن من النوم اطلاقا. اني شديدة التأثر في هذا الخصوص". وتابعت "نطالب بذلك منذ سنوات ونسعى لاقناع الحكومات المتعاقبة بالتحرك. آمل في ان الاوان قد حان اليوم". وهي تتحدث سألها رجل عما اذا كانت تعتبر الحياة ثمينة ام لا. وخرج الناشطون الى الشوارع حاملين يافطات لاقناع الناخبين بالاقتراع لكن قواعد الانتخابات تلزمهم البقاء على بعد 50 مترا على الاقل من اي مكتب اقتراع. وادلى الرئيس الايرلندي مايكل هيغينز بصوته في مستشفى سانت ماري في فينيكس بارك في دبلن قرب مقر اقامته الرسمي. وقال رئيس الوزراء ليو فارادكار الذي يؤيد الاصلاح، اثناء الادلاء بصوته ان "نتيجة الاستفتاء غير محسومة سلفا". وصرح للصحافيين ان المشاركة كانت جيدة حتى الان وهذا يزيد فرص التصويت لصالح تحرير قوانين الاجهاض. وقال "آمل في ان يكون التصويت ايجابيا". - 170 الف امرأة - ويحظر التعديل الثامن للدستور الإيرلندي الاجهاض واعتمد في 1983 وظل سارياً حتى العام 2013 عندما أقر إصلاح آخر يسمح بالاجهاض في حالات استثنائية، عندما تكون حياة الأم في خطر. وذلك بعد وفاة سافيتا هالابانافار الهندية التي كانت حاملا ورفض طلب اجهاضها. واي امرأة تجهض في ايرلندا قد تتعرض لعقوبة السجن 14 عاما. ولذلك تضطر آلاف الإيرلنديات كل سنة للسفر إلى الخارج، وبشكل رئيسي إلى المملكة المتحدة، لإجراء عملية إجهاض. منذ 1983 توجهت 170 الف ايرلندية الى الخارج للاجهاض. واقترحت الحكومة الايرلندية في حال رفض الغاء التعديل الثامن السماح بالإجهاض غير المشروط حتى 12 أسبوعاً من الحمل وحتى 24 أسبوعاً لأسباب صحية.روبين ميلار © 2018 AFP
مشاركة :