"لماذا تخوف ترامب من لقاء كيم جونغ أون" عنوان موضوع كتبه بيتر أكوبوف في "فزغلاد" عن أسباب رفض ترامب الاجتماع مع كيم جونغ أون. يشير الكاتب، إلى أن القمة المنتظرة لن تنعقد، بعد أن رفض دونالد ترامب لقاء كيم جونغ أون. إن فشل المفاوضات بشأن أكثر المواضيع الأكثر سخونة- برنامج الصواريخ النووية الكورية- لا يعني أبدا التحول إلى الحل العسكري، بل يعني أن الرئيس الأمريكي قد استنفد جميع فرص الخداع في هذا الاتجاه، لذلك لم يعد راغبا في لقاء أون على قدم المساواة. الحديث عن عدم انعقاد هذه القمة يوم 12 يونيو في سنغافورة بدأ قبل أسبوع أو أكثر، بعد أن أعلنت بيونغ يانغ بأنها قد تنسحب من القمة إذا استمرت واشنطن المطالبة بنزع سلاحها النووي. وكان رد ترامب على ذلك بأن كل شيء سيتضح في الأسبوع المقبل، ولكنه أعلن رفضه لقاء أون قبل ذلك. وكتب رسالة إلى كيم جونغ أون جاء فيها "كنت آمل حقا أن ألتقي بك. ولكن بالنظر إلى الغضب والحقد الكبير والعدوانية المكشوفة في تصريحاتك الأخيرة، رأيت بأنه من غير المناسب عقد هذا الاجتماع المقرر منذ فترة طويلة. لذلك أرجو اعتبار هذه الرسالة إخطارا رسميا بأن قمة البلدين لن تتم". هنا نشير إلى أن التصريحات التي يشير لها ترامب لم تكن لكيم جونغ أون، بل لنائب وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سونغ هاي في رده على التهديدات باستخدام القوة العسكرية الصادرة عن مسؤولين كبار في الولايات المتحدة ضد بلاده. لقد أصبحت هذه الكلمات حجة لرفض عقد القمة، مع أن السبب الحقيقي ليس في تصريحات المسؤولين في كوريا الشمالية. لأن ترامب في الواقع خاف من لقاء كيم جونغ أون لأنه كان على علم بأنه لن يحصل على شيء يجعله يعلن انتصاره. في الحقيقة لم يكن في نية كيم نزع السلاح بناء على طلب واشنطن، على الرغم من أن الدعاية الأمريكية ركزت على أن ترامب سيجبر الزعيم الكوري الشمالي على الموافقة على التخلي عن البرامج النووية والصاروخية. ولكن هل أدركوا في واشنطن أن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق؟ نعم، ولكن في هذه اللعبة يجب التظاهر بأن الولايات المتحدة مستعدة لأي شيء بما فيها الحل العسكري لـ "المشكلة الكورية". لذلك ترامب ونائبه ووزير دفاعه ومسؤولون آخرون حاولوا بتصريحاتهم ليس تخويف بيونغ يانغ، بل المجتمع الدولي والناخب الأمريكي. بالنسبة لبيونغ يانغ ليس هناك ما تخشاه، لأن سيادة البلاد هي الأغلى والصواريخ النووية تضمن هذه السيادة، لذلك لا معنى للتخلي عنها، وهو مثل الخضوع لدولة أجنبية. كما لم تكن القيادة الكورية تصدق قيام الولايات المتحدة بمهاجمة البلاد، مع أن البلاد تعيش دائما في حالة تأهب. لم يكن على ترامب إعلان انتصاراته في الشرق الأوسط ومع الصين من أجل كسب أصوات الناخبين. لأن هذه الانتصارات كان يمكن الحديث عنها فقط في حال موافقة كيم على نزع السلاح خلال 3-5 سنوات، عندها كان على ترامب توقيع اتفاق سلام معه وجلب الاستثمارات الأمريكية وتقليص اتصالاته بكوريا الجنوبية. ولكن هذا لن يحصل نتيجة إلغاء القمة بسبب عوامل عديدة. أولا، اتخذ ترامب قرار الاجتماع مع كيم بصورة شخصية، لأنه كان يعتقد بأنه قادر على إرضاخ كيم، لسوء فهمه المسألة الكورية. ثانيا، بالنسبة لترامب كان لعب "الورقة الكورية" مهما لأبعادها الداخلية في الولايات المتحدة. لأنها تظهره رئيسا قويا حازما وزعيما للأمة. ثالثا، وهذا الأهم، كان يريد الضغط على الصين من جميع الاتجاهات، وهو يعتبر المسألة الكورية عنصرا مهما في هذه العمليات. وقد كتب ترامب في رسالته إلى كيم جونغ أون "لقد فقد العالم وخاصة كوريا الشمالية فرصة فريدة لإحلال السلام والازدهار الدائمين. هذه الفرصة الضائعة هي لحظة تاريخية محزنة فعلا". لقد جاء الإعلان عن رفض عقد القمة في اللحظة التي بدأت فيها الولايات المتحدة تلعب بنشاط "الورقة الإيرانية"، وهذا يعني أن "مسألة كوريا" تراجعت لفترة ما إلى الوراء، لحين دخول ترامب في طريق مسدود في اللعب مع خامنئي، حينها سيتذكر من جديد "الرجل الصاروخ" وقد يحصل أن يلتقيان حينها فعلا. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :