كأس المجد بين ريال مدريد وليفربول الليلة

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعود عقارب الساعة إلى عام 1981 لكن الأدوار متبادلة، وذلك عندما يتواجه ريال مدريد الإسباني مع ليفربول الإنجليزي اليوم السبت، في العاصمة الأوكرانية كييف في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا، في لقاء العراقة الأوروبية والتاريخ المجيد، بعدما سبق للنادي الملكي إحراز اللقب 12 مرة ويتطلع للرقم 13، مقابل 5 ل«الريدز» الذي يسعى للقب السادس.عندما دخل ليفربول وريال مدريد إلى ملعب «بارك دي برينس» في باريس عام 1981 لخوض نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة، كان الفريق الإنجليزي عملاق القارة الأوروبية في تلك الحقبة، لأنه كان يبحث عن لقبه الثالث في خمسة مواسم، فيما كان غريمه الملكي صائماً عن التتويج منذ 1966.توج حينها ليفربول بلقبه الثالث بفضل هدف سجله الن كينيدي في الدقائق الثماني الأخيرة من اللقاء، مجبراً ريال مدريد على الانتظار حتى عام 1998 لإحراز لقبه السابع على حساب يوفنتوس الإيطالي.لكن شتان بين 1981 و2018، فليفربول لم يحرز لقب الدوري المحلي منذ 1990 ويعود تتويجه الأخير بلقب مسابقة دوري الأبطال إلى عام 2005 وذلك النهائي التاريخي ضد ميلان الإيطالي حين فاز بركلات الترجيح بعد أن أنهى الشوط الأول متخلفاً بثلاثية نظيفة.أما ريال، فيعيش أفضل أيامه القارية وسيسعى في نهائي كييف اليوم للفوز باللقب للموسم الثالث توالياً، وبالتالي أن يصبح أول فريق في تاريخ المسابقة بصيغتها الحالية يحقق هذا الإنجاز، والرابع في التاريخ بالصيغتين، بعده شخصياً (احرز اللقب 5 مرات متتالية بين 1956 و1960)، واياكس الهولندي (1971 و1972 و1973)، وبايرن ميونيخ الألماني (1974 و1975 و1976).وبقيادة المهاجم المصري المتألق محمد صلاح الذي أصبح أول لاعب في تاريخ ليفربول يسجل 10 أهداف، أو أكثر (11) في موسم واحد من مسابقة دوري الأبطال، والمدرب الألماني «المتحمس» يورجن كلوب، يأمل ليفربول أن يضع حداً لاحتكار ريال وحرمان الفرنسي زين الدين زيدان من أن يصبح ثالث مدرب يتوج باللقب ثلاث مرات بعد الإنجليزي بوب بايسلي (1977 و1978 و1981 مع ليفربول بالذات)، والإيطالي كارلو انشيلوتي (2003 و2007 مع ميلان و2014 مع ريال بالذات). ومن المؤكد أن فوز ليفربول بلقبه الأول منذ 2005 والسادس في تاريخه، سيكون إنجازاً كبيراً لفريق بدأ مسابقة هذا الموسم من الدور الفاصل حين تخلص من هوفنهايم الألماني.وتألق ليفربول هجومياً في المسابقة هذا الموسم بتسجيله 46 هدفاً، بينها 11 لصلاح الذي تعملق في موسمه الأول بقميص «الحمر» بتسجيله 44 هدفا في جميع المسابقات.ورأى كلوب أنه «إذا فزنا بالبطولة، فحينها سيكون طريقنا إلى كييف والمباراة النهائية إحدى أجمل المغامرات في التاريخ. حتى الآن، كانت الرحلة مذهلة وحسب».ويأمل كلوب نفسه، أن يتخلص من لعنة المباريات النهائية التي سقط فيها كمدرب في خمس مناسبات، بينها في دوري الأبطال عام 2013 مع فريقه السابق دورتموند الذي خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ، وفي الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» عام 2016 مع ليفربول على يد اشبيلية الإسباني.واستناداً إلى تشكيلة الفريقين ومكانتهما في الحقبة الكروية الحالية، يبدو ريال المرشح الأقوى للفوز في مباراة اليوم، لاسيما وأن أياً من لاعبي ليفربول لم يخض غمار نهائي المسابقة الأهم على صعيد الأندية.لكن كلوب يدرك أن ريال لن يستخف بتاتاً بفريقه، وهو ما أشار اليه بالقول «هل ريال مدريد، يجلس حالياً في مدريد وهو يقول في قرارة نفسه «شكراً يا رب لأنه (يواجه) ليفربول؟» لا أتخيل ذلك».ويمني كلوب النفس بأن يحافظ الظهير البرازيلي لريال مارسيلو على تقليده بالاندفاع نحو الهجوم، ما سيمنح صلاح المزيد من المساحة للتوغل في منطقة النادي الملكي الذي يترتب عليه التعامل أيضاً مع الثنائي الهجومي الآخر البرازيلي روبرتو فيرمينو، والسنغالي ساديو ماني. لكن الشق الدفاعي سيكون هاماً جداً بالنسبة لليفربول لأنه يواجه أفضل لاعب في العالم بشخص البرتغالي كريستيانو رونالدو، الساعي إلى الفوز بلقب المسابقة للمرة الخامسة في مسيرته، والاقتراب خطوة إضافية من صاحب الرقم القياسي الإسباني فرانسيسكو خنتو الذي أحرز اللقب 6 مرات مع ريال مدريد بالذات بين 1956 و1966.وبعد أن أصبح في 2017 أول مدرب يحرز لقب المسابقة بصيغتها الحالية مرتين على التوالي، يأمل زيدان، سابع من أحرز اللقب كلاعب (عام 2002 مع ريال بالذات) ومدرب، أن يعزز هذا الإنجاز بلقب ثالث على التوالي.ويرى مواطن زيدان، وقلب دفاعه رافايل فاران، أنه «سبق أن صنعنا التاريخ (بلقب ثان على التوالي)، ونريد المواصلة، سيكون شيئاً مذهلاً، لا أعتقد أننا نعي حتى الآن حجم ما نقوم به، لكن عندما ينتهي كل شيء سندرك ذلك».وواصل «من خلال التجربة التي نملكها، ندرك حجم الصعوبة التي نواجهها، لكن الخبرة تمنحنا المزيد من الأمان والاطمئنان أيضاً». القلب الإنجليزي لليفربول والمزاج الجميل قد لا يكون ثنائي الوسط الأكثر موهبة، لكنه القلب الانجليزي لليفربول: جوردان هندرسون وجيمس ميلنر سيتوليان حماية جبهة الوسط أمام الزحف المنتظر لريال مدريد.هندرسون القائد ونائبه ميلنر يقدمان مستويات ثابتة في تشكيلة المدرب كلوب، ويلعبان دور الظل وراء الثلاثي الهجومي الضارب المؤلف من محمد صلاح، ساديو مانيه و روبرتو فيرمينو.لكن ليفربول يدين بجزء من نجاحه القاري إلى الثبات الفني لهذا الثنائي، ما دفع المدرب كلوب إلى القول: «يتواجدان هنا لأنهما جيدان حقا، وليس لأنهما إنجليزيان أو بريطانيان». وكتبت صحيفة «ذا جارديان»، «قد يكون الثنائي هندرسون-ميلنر عادياً من حيث نوعية كرة القدم، لكنهما يشكلان المحرك المثالي وراء الصافرات، الشرارات وضغط هذا الهجوم المذهل».كثرة الإصابات في وسط ليفربول أرغمت اللاعبين على التقدم أكثر إلى الأمام، من دون أليكس أوكسلايد-تشامبرلاين، الألماني إيمري جان والعودة الصعبة لآدم لالانا، لا يملك كلوب خيارات كثيرة في التناوب.بالنسبة للصحافة الانجليزية، يدين كلوب لهذا الثنائي بنجاحه الأوروبي، فالغارديان تعتبرهما «عنصرا حيويا من الهدوء في قلب الزوبعة الهجومية».قدرتهما على تغطية أي متر مربع من المستطيل الأخضر، تنفيذ تدخلات أرضية ولكن غير عنيفة وإطلاق العنان للثلاثي مانيه-صلاح-فيرمينو، كلها عناصر صنعت المعجزات. بعمر الثانية والثلاثين، حطم ميلنر الرقم القياسي لعدد التمريرات الحاسمة في موسم واحد في دوري الأبطال مع تسع تمريرات، متخطيا البرازيلي نيمار مع برشلونة الإسباني في موسم 2017 (8 تمريرات) وواين روني (8 مع مانشستر يونايتد في 2014). وقالت «ذا جارديان»: «يبقى ميلنر البغل، شخصية محببة، مطيعة، يقرب كل انطلاقة نحو إحدى المنطقتين مثل جرار سوفياتي يحرث حقله حتى الأفق، ميلنر يعرف أين يتمركز». كاريوس ونافاس يتعين على الحارسين الألماني لوريس كاريوس (ليفربول)، والكوستاريكي كيلور نافاس (ريال مدريد)، الإبقاء على شباكهما نظيفة. وبوجود كريستيانو رونالدو، والمصري محمد صلاح، يتميز الفريقان بقوة هجومية ضاربة.استهل كاريوس (24 عاماً) مباريات ليفربول ال12 في دوري الأبطال منذ بدء دور المجموعات، ولم تهتز شباكه في ست مباريات. على رغم ذلك، بقي الحارس بديلاً للبلجيكي سيمون مينيوليه في الدوري الإنجليزي حتى يناير/‏كانون الثاني.وانضم إلى ليفربول عام 2016 من ماينتز الألماني، النادي السابق لمدربه الحالي يورجن كلوب.وقال كلوب، والذي وضع ثقته مجدداً بكاريوس: «إذا لم يكن حارساً جيداً سأكون أكبر غبي في العالم لزجه في التشكيلة، قد يعتبر البعض أنني كذلك، لكنه من أكثر الحراس موهبة». وفي الجهة المقابلة، رغم تفوق ريال مدريد الأوروبي والمحلي أحياناً، لم ينجح نافاس في إزالة الشكوك حول إمكانية استبداله في كل موسم، لكن هاينكس مدرب بايرن ميونيخ، أنصفه عندما كال له المديح بعد لقاء الفريقين في نصف النهائي، واعتبره السبب الأول لتفوق النادي الملكي. ماني يصبغ قريته باللون الأحمر وزع ساديو ماني مهاجم ليفربول 300 قميص لفريقه على الجماهير في قريته بامبالي بالسنغال قبل مواجهة النهائي اليوم.وما زالت عائلة ماني تعيش في القرية البالغ تعداد سكانها 2000 نسمة، والتي من المتوقع أن تتوقف فيها الحياة لمساندة ابنها الذي سيسعى لقيادة ناديه للقبه السادس. وأبلغ ماني وسائل إعلام بريطانية، «هناك 2000 نسمة في القرية، اشتريت 300 قميص لليفربول لإرسالها إليهم حتى تستطيع الجماهير ارتداءها أثناء مشاهدة النهائي».

مشاركة :