أوروبا تنتفض في مواجهة تهديدات رسوم السيارات الأمريكية

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبَّر الاتحاد الأوروبي وقطاع السيارات الألماني عن الغضب إزاء التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية متزايدة باسم «الأمن القومي»، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع تجاري أمريكي أوروبي.وأمر الرئيس دونالد ترامب بإجراء تحقيق في استيراد السيارات إلى البلاد بغرض «تحديد تأثيرها في الأمن القومي.والأوروبيون الذين يحاولون الإفلات من رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألمنيوم في الأول من يونيو/حزيران، ينددون بخطوة يصعب فهمها« وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية جيركي كاتاينن»من الصعب جداً تصور أن يشكل (استيراد السيارات) تهديداً للأمن القومي.تعتبر شركة فولكس فاجن، القرار الأمريكي أحد أشكال»الحمائية من جانب واحد، أما شركةبي ام دبليو فإنها تطالب بالوصول دون عوائق«باسم»النمو والوظائف في الاقتصاد العالمي.أما اتحاد غرف التجارة الألماني، فقد اعتبر أن المنطق الأمريكي يريد إخضاع الآخرين مشيراً إلى«استفزاز».وخلال زيارتها الصين التي يهاجمها ترامب بسبب الفائض التجاري الضخم في تعاملاتها مع الولايات المتحدة، طالبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بدعم التبادل الحر دون ذكر السيارات بشكل خاص.- أنباء جيدةياتي إعلان ترامب بعد ساعات قليلة من تغريدة حول»أخبار جيدة لمصنعي السيارات الرائعين«الذين وصفهم بأنهم ضحية»عقود من خسارة وظائفهم لمصلحة بلدان أخرى.ويستهدف خصوصاً الرسوم الأوروبية المفروضة على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونسبتها 10 %، بينما تبلغ الرسوم الجمركية الأمريكية على تلك المستوردة من الاتحاد الأوروبي 2,5 %.وبالنسبة لقطاع الآليات، تفرض الولايات المتحدة رسوم استيراد على الشاحنات وآليات البيك آب قد تصل الى 25 في المئة، بينما تبلغ رسوم الواردات في الاتحاد الأوروبي للآليات نفسها 14 في المئة كمعدل.من جهته، قال وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس في بيان إن»هناك أدلة تشير إلى أنه لعقود، أدت الواردات من الخارج الى تآكل صناعتنا الوطنية للسيارات«.وأضاف إنه»خلال السنوات العشرين الأخيرة، ارتفعت نسبة السيارات الخاصة المستوردة من 32 في المئة الى 48 في المئة من مجمل مبيعات الآليات في الولايات المتحدة«.إلا أن شركات التصنيع الألمانية ترفض هذه الحجج، مشيرة إلى أنها تنتج المزيد من السيارات داخل الولايات المتحدة أكثر مما تصدر إليها. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تستخدم أكثر من 36 ألف شخص في الأراضي الأمريكية يضاف إليهم 80 ألف موظف لموردي معدات السيارات الألمان.ويتم تصدير قرابة نصف الوحدات التي تنتجها المجموعات الألمانية في الولايات المتحدة إلى أوروبا أو آسيا، ما يساهم إيجابياً في الميزان التجاري الأمريكي.- ألمانيا مستهدفةوتثير تهديدات ترامب مخاوف ألمانيا. ومع 29 مليار يورو تقريباً، شكلت السيارات وقطع الغيار في عام 2017 ما نسبته 25% من الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة.وفي بورصة فرانكفورت، سجلت أسهم شركات السيارات تراجعاً حيث خسرت بي ام دبليو 2,75%، وفولكس فاجن 2,75% ودايملر 2,77%.وألمانيا ليست وحدها القلقة.وصدرت شركة نيسان اليابانية أكثر من ثلث سياراتها المصنعة في الولايات المتحدة وبلغ حجمها 1,59 مليون سيارة العام الماضي.وقال وزير التجارة والصناعة الياباني هيروشيغي سيكون أن لصناعة السيارات أهمية كبرى وإجراءات تقييدية بهذا الحجم يمكن أن تسبب خللاً في السوق وسيكون ذلك مؤسفاً.يضاف هذا التصعيد الجديد في التوتر التجاري بين الحلفاء الى قائمة الخلافات المتزايدة بين الأوروبيين والأمريكيين حول مبدأ أمريكا أولاً للرئيس ترامب.ويحاول الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا خصوصاً الرد على القرار الأمريكي الأحادي الجانب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وتهديد طهران بعقوبات وكذلك الشركات الأجنبية التي تعمل في إيران.يذكر أن برلين طالما شكلت أحد الأهداف المفضلة لدى ترامب. بدءاً من عدم كفاية الإنفاق العسكري، واستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين المسلمين، وسياسة تجارية تناهض الولايات المتحدة. وغالباً ما كانت ألمانيا الحليف الموثوق طوال سبعين عاماً في قفص الاتهام. (أ ف ب)رئيس فولكسفاجن يدعو إلى تعزيز التعاون مع الصينقال رئيس شركة فولكسفاجن الألمانية العملاقة للسيارات، خلال زيارة إلى الصين، إن التعاون بين ألمانيا والصين، يمكن أن يعود بفوائد كثيرة.وقال هربرت ديس في تصريحات لإذاعة «زد دي إف» الألمانية على هامش زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووفد مرافق لها من رجال الأعمال إلى مدينة شينزين الصينية: «لقد حققت الصين الكثير، ولكن لديها خطط لتنفيذ المزيد، وهنا يمكننا تقديم المساعدة».وأوضح قائلاً: «يمكننا المشاركة في هذا، وكذلك بالطبع خلق فرص عمل للعاملين الألمان وتحقيق مكاسب». وفيما يتعلق بمستقبل صناعة السيارات، مثل السيارات المتصلة بالشبكات، والسيارات ذات الانبعاثات المحدودة، قال ديس: «يمكننا أن نهدف إلى تحقيق تقدم ملموس بالنسبة لألمانيا، وكذلك بالنسبة للصين طالما أننا نتعاون سوياً». (د ب أ)

مشاركة :