«بـصـمـة خـيـر» تــحـوّل 80 أســرة متعفـفـة إلــى مـنـتـجـة

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعد العمل الخيري احد ابرز المبادرات الايجابية داخل المجتمعات التي تحقق قيمة انسانية قائمة على البذل والعطاء، ولا تقتصر ايجابيته على المنتفعين من هذه المبادرات النابعة من منطلق انساني وديني، بل تعم فائدته ايضا الناشطين الذين يعملون تحت مظلته.فهؤلاء الافراد يقومون بعمل جماعي اهلي يقدم قيمة مضافة إلى المجتمع، لا سيما عندما يتعلق الامر ببرامج ومشاريع لا تقتصر فوائدها على فترات محددة داخل العام.في شهر الخير تبرز بصمة «جمعية بصمة خير» إحدى الجمعيات الخيرية التي تنشط في مجال العمل الخيري، وان كانت الجمعية قد نشطت في برامج اهلية لم ترتبط بشهر رمضان المبارك فقط.بدأت «جمعية بصمة خير» في التسعينات من فريق تطوعي في المملكة من قبل مجموعة من الشباب في العام 1997 أرادوا ان يكون لهم بصمتهم في العمل الاجتماعي الخيري في عدة مجالات انسانية، قبل ان يتخذ هذا العمل الخيري شكلا من اشكال العمل المؤسساتي حين اشهرت الجمعية في العام 2015.لم تقتصر هذه المبادرات خلال شهر رمضان المبارك، بل اتخذت شكلا اكثر ايجابية عبرمشاريع خيرية، ابرزها مشروع تمكين الاسر المتعففة وتحويلها إلى اسر منتجة.يقول رئيس الجمعية عمر بوهيلة لـ«الأيام» حول هذا المشروع: «لا شك ان هناك اهمية كبيرة لأوجه العمل الخيري كافة، سواء كانت مساعدات عينية او نقدية، لكننا نؤمن بمقولة شهيرة هي (لا تعطيني سمكا جاهزا بل علمني كيف اصيد)، وباعتقادنا ان مساعدة الفرد وتمكينه من الاستقلالية والحصول على مصدر دخل له ولأسرته افضل من الاكتفاء بتقديم مساعدة مالية وقتية، وعلى هذا الاساس اتجهنا نحو مشروع تمكين الاسر المتعففة وتحويلها إلى أسر منتجة، بحيث تتمكن هذه الاسر من العمل والحصول على دخل مناسب لها عبر انتاجيتها وليس عبر الاعتماد على المساعدات الخيرية فقط».وحول تفاصيل المشروع، قال بوهيلة: «الكثير من هذه الأسر قادرة على الانتاج فيما لو حصلت على فرصة التدريب المناسبة، واعطي مثالا، فهناك سيدات يردن ان يصبحن مصففات شعر او (ماكيرات) للعرائس، فنقوم بمساعدتهن للحصول على دورات بذلك واقتناء مستلزماتهن، ايضا هناك اشخاص قادرون على ان يصبحوا سائقي حافلات صغيرة لتوصيل طلبة المدارس، وبدورنا نقوم بمساعدتهم في البداية ليتمكنوا من امتلاك المركبة التي سيعملون عليها والحصول على التراخيص اللازمة لذلك.هذه امثلة من عدة مجالات، وقد تمكنا منذ تأسيس الجمعية في العام 2015 حتى الآن من تمكين نحو 80 أسرة متعففة حتى اصبحت قادرة على العمل والانتاج».ليسوا وحدهم الاصحاء من ينشطون تحت مظلة جمعية بصمة خير، بل ايضا ينشط ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يعملون إداريين في الجمعية، يقول بوهيلة: «من الخطأ ان نتعامل دوما مع ذوي الاحتياجات الخاصة بذهنية الذين يحتاجون المساعدة، فهم ايضا افراد قادرون على العطاء والعمل التطوعي، ويريدون ان يكون لهم دور مجتمعي تطوعي يغيروا من خلاله حياة الآخرين للافضل، وهذا تماما ما يقوم به الكثير من اعضاء الجمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعملون معنا واستطاعوا ان يضعوا بصمتهم في مجال العمل الخيري».وحول شهر رمضان المبارك، أكد بوهيلة أن الجمعية قد أطلقت خلال شهر رمضان ثلاثة مشاريع، ابرزها استقطاب مجموعة من الدراجين كي ينظموا تحت مظلة الجمعية «سكوتر قروب»، ويقومون هذا العام بتوزيع وجبات الافطار ليكونوا بذلك اول فريق تابع لجمعية على مستوى المملكة ينشط في هذا المجال، لا سيما بعد ان حصلت الجمعية على المركز الاول لمشروع افطار على الطريق للعام الثاني على التوالي.اما بقية المشاريع، فهناك مشروع «فطوركم علينا» الذي يأتي في سياق مساعدة الاسر المتعففة وتوصيل وجبات افطار لهم إلى منازلهم، لكن المفارقة ان من يطهو هذه الوجبات هم ايضا اسر متعففة تمكنت الجمعية من استقطابها لتكون شريكة في صنع هذا العمل الخيري.يقول بوهيلة: «تمكنا العام الماضي من عمل اطول مائدة رحمن خلال شهر رمضان، اما هذا العام فهناك مشروع جديد تحت عنوان (فطوركم علينا)، وهو توزيع وجبات الافطار على قائمة من الاسر المتعففة في منازلها. كما تعلمون هنا في البحرين من الصعب ان تقييم موائد رحمن للاسر البحرينية التي قد تشعر بالخجل من كونها اسر محتاجة، فكان لا بد ان تستفيد هذه الاسر عبر برنامج يتم من خلاله توصيل الوجبات إلى بيوتها، لكننا لم نعتمد على شراء هذه الوجبات من قبل المطاعم التي تقوم بتحضير وجبات افطار، بل اتفقنا مع اسر متعففة تقوم بطهي الطعام الذي غالبا ما يكون اصنافا تقليدية تبرز على مائدة رمضان، ونقوم بدورنا بتوزيعها على بيوت هذه الاسر، وبالتالي في هذا المشروع تتمكن الاسر المتعففة من ان يكون لها بصمة خير في افطار اسر اخرى متعففة يتم توزيع الطعام عليها، وهذا بالطبع يخلق حالة من التكاتف الاجتماعي، وفي الوقت نفسه نخرج من اطار التعاطي مع الاسر المتعففة بذهنية الحاجة والعوز».ويضيف «اما المشروع الثاني فهو مشروع (افطار على الطريق)، فقد تمكنا من تشكيل فريق دراجين ينشطون تحت مظلة الجمعية يقوم بتوزيع الوجبات على الطرق خلال فترة اذان المغرب، فيما تشكل موائد الرحمن التي توزع على المساجد ثالث مشروع نقدمه خلال شهر رمضان في سياق العمل الخيري».لا يخلو العمل الخيري من التحديات، ولعل ابرز هذه التحديات هو توفير المصدر المالي كي تتمكن الجمعية من اداء دورها ورسالتها.وعندما سألنا بوهيلة عن المتبرعين كانت المفاجأة.يؤكد بوهيلة ألا مؤسسات ولا شركات كبرى قد اتجهت إلى دعم هذه المشاريع، بل اناس بسطاء ارادوا ان تكون لهم بصمة خير تحت مظلة الجمعية.يقول بوهيلة: «جميع من يقومون بالتبرع هم اناس عاديون من ذوي الدخل المتوسط يريدون ان يشاركوا بأي عمل خيري يستطيعون القيام به، ولم نتلقَ اي تبرعات من تجار او مؤسسات، بالطبع توفير المصدر المالي هو تحدٍ بحد ذاته، لكننا مستمرون بأداء رسالتنا الاجتماعية التي نرى أنها استطاعت ان تغيّر حياة الكثيرين نحو الافضل».

مشاركة :