حصار قطر عدوان سياسي قد يمتد للكويت وعُمان

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الأزمة ليست جديدة.. والسعودية والإمارات تستهدفان سيادة قطرتصدع استراتيجي بالمنطقة.. والجميع يخسر اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً   أنقرة - الأناضول: حذّر الخبير الاستراتيجي العُماني عبدالله الغيلاني من تفاقم التصدّع الخليجي حال استمرار تصعيد الأزمة مع قطر، محذّراً من أن الكويت وسلطنة عُمان، اللتين تقومان بدور الوسيط حالياً، قد تجدان نفسيهما في المربع القطري مستقبلاً. وقال الغيلاني في مقابلة مع وكالة «الأناضول»، إن الأزمة الراهنة «ليست خلافاً بسيطاً؛ لأنها تستهدف سيادة قطر الدولة المستقلة ذات القرار المستقل». وأشار الغيلاني إلى انتهاج دولة قطر نهجاً مستقلاً، في حين أن دول الحصار «لم تكن راضية عن هذا النهج، أو عن هذا الاستقلال في الخيار القطري». وقال: الأزمة ليست جديدة بل قديمة جداً، وقد بدا واضحاً أن الدوحة مستهدفة ليس فقط على مستوى خياراتها التكتيكية، وإنما على مستوى سيادتها الوطنية. وأضاف: إن ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، سلّطت الضوء على هذا الخلاف بين قطر التي انحازت للشعوب، ودول الحصار التي انحازت إلى الأنظمة القديمة، فلم يرق للسعودية والإمارات اللتين رأتا في الثورات تهديداً مباشراً لأنظمة الحكم بالمنطقة. وأكد الخبير العُماني أن الأزمة الخليجية تسببت في تصدّع استراتيجي في المنطقة التي باتت ضعيفة ومتفرّقة ومتراجعة، وأصبحت عرضة للابتزاز والتجاذبات السياسية. وأشار إلى أن «الأزمة الأخيرة أدت أيضاً إلى تراجع المسارات الديمقراطية النسبية التي بدأتها الدولة الخليجية مبكرة، وأحدثت شرخاً اجتماعياً كبيراً بعدما وصل الخلاف إلى العظم وانتقل من الأنظمة السياسية إلى الشعوب». وأضاف: «أتصور أن ميزان القوى بعد مضي عام على الأزمة الخليجية أصبح واضحاً لدول الحصار؛ فدولة قطر مستعصية على الاختراق، وما كانوا يراهنون عليه من إضعاف الدولة القطرية وتراجعها واستسلامها، أصبح من الماضي». وقال: هذه الحقيقة السياسية الماثلة، ينبغي أن تكون في الحسبان بالنسبة لدول الحصار، يجب أن تعي دول الحصار هذه المسألة، وأن تدرك أنه في هذه اللحظة من التاريخ «لا يمكن اختراق قطر ولا تجاوز هذه الحقائق التاريخية، خاصة أن الجميع بات يخسر اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.. وبالتالي فإن المنصف أو العاقل يدعو إلى ضرورة تجاوز هذه المسألة بعيداً عن العواطف». وأشار الغيلاني إلى أن الموقف الرسمي المعلن للكويت وسلطنة عُمان هو الحياد، وهذا لأسباب دبلوماسية محضة. عبر قراءتي للرأي العام الكويتي، هناك ما هو أكثر من قلق، ربما شعور يقترب من اليقين بأن ما حدث لقطر من عدوان سياسي يمكن أن يحدث للبلدين مستقبلاً. وقال: «هذه المسألة لم تعد استهدافاً مباشراً لقطر ككيان سياسي، وإنما تأتي ضمن مشروع إقليمي كلي، وهذا المشروع إذا كان اليومَ في القرن الأفريقي وفي اليمن وفي شمال إفريقيا، وفي مناطق أخرى، فطبيعي جداً ألا يستبعد من مداراته ومن تأثيراته ومن استهدافاته سلطنة عُمان والكويت». وأكد أن مسألة الهيمنة أو إعادة تشكيل هياكل السلطة، ومن ثم تحقيق نفوذ في مراكز صناعة القرار، «أصبحت هدفاً استراتيجياً بالنسبة لهذا المشروع، ومن ثم ستكون عُمان والكويت ضمن دوائر الاهتمام». وقال: إذا جنحت دول الحصار إلى مزيد من التصعيد، ومزيد من التضييق والحصار والنفي لقطر، فربما تجد الكويت وسلطنة عُمان نفسيهما في نفس المربع القطري. وأضاف: قد يحدث هذا الأمر انشطاراً في مجلس التعاون، ليصبح 3 دول مع و3 دول ضد، «على المستوى العملي أظن هذا قائماً الآن، عشية مؤتمر القمة الخليجي الذي عقد في الكويت في ديسمبر الماضي، والذي أُعلن خلاله عن نشأة اللجنة الإماراتية السعودية المشتركة، وقد فسر هذا على أنها بديل لمجلس التعاون». وخلص إلى أن هذا الاصطفاف مستبعد في اللحظة الراهنة، لكنه ممـكن ويتوقف على درجة التصعيد التي يمكن أن تجنح إليها دولُ الحصار.

مشاركة :