«الخليج» تنشر قصة مختطف في سجون ميليشيات الحوثي

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء: «الخليج» لم تفقد الأمل يوماً في رؤيته مجدداً منذ اختطف الحوثيون نجلها الأكبر من أمام بوابة منزله منتصف شهر يناير 2015، أثناء إزالته ملصقاً يحمل صورة مؤسس جماعة الحوثي «حسين الحوثي»، ثبتته عناصر من الميليشيات كجزء من مظاهر احتفائية بذكرى مقتله على الجدار المحاذي لبوابة المنزل في العاصمة اليمنية صنعاء، لتبدأ الأم المتقدمة في السن ماراثوناً طويلاً ومنهكاً استمر ما يقدر بعامين من البحث المضني عن نجلها المختطف، تنقلت خلالها بين أقسام الشرطة وبوابات جهازي الأمن السياسي والقومي، قبيل أن يشعرها أحد رفاقه المفرج عنه من سجن «هبرة» أن نجلها محتجز داخل إحدى زنزاناته الكئيبة وأنه يعاني من حساسية مفرطة في الصدر. كأمٍّ أنهك سنوات عمرها المتقدمة عناء البحث عن مكان احتجاز نجلها الوحيد واحترقت أجفانها لوعة من فرط البكاء عليه لم تفرح لأنها عثرت أخيراً على معتقل ولدها القسري، لكنها شعرت فقط بالارتياح لأن أسوأ كوابيسها في أنه فارق الحياة تبدد في لحظة، كانت قد بدأت تشعر فيها بحسرة اليأس تتسلل إلى قلبها المجهد. نفذت والدة «أحمد سعيد المقبلي» الطالب في السنة الثانية بكلية الشريعة والقانون المختطف أطول اعتصام أمام بوابة سجن «هبرة» بدأته بمشاركة عدد من أمهات المختطفين قسرياً وواصلته بشكل منفرد بعد أن أجبرت جلافة حراس السجن من عناصر الميليشيات الأمهات المعتصمات إلى تغيير مكان الاعتصام إلى الساحة المحاذية لبوابة مجلس الوزراء المحتل من الحكومة الانقلابية لكنها رفضت الانكسار والانسحاب واستمرت في مواجهة فظاظة وقسوة مسلحي الجماعة المتمردة ومحاولتهم إرهابها للابتعاد عن بوابة السجن على طريقتها، من خلال إظهار المزيد من الجلد والصبر المكلف ومغالبة دموعها كامرأة وأم والصمود الاستثنائي الذي انتصر في نهاية المطاف. وأكدت الحاجة «فاطمة المجهلي» أم المختطف «أحمد» ل«الخليج» أنها بدأت اعتصامها أمام بوابة السجن بمنطقة «هبرة» منذ أشعرها أحد رفاق نجلها، الذي أفرجت عنه الميليشيات بعد دفع أسرته فدية في نهاية شهر ديسمبر 2016م، إنه محتجز داخل السجن السيئ السمعة ويعاني وضعاً صحياً متردياً، مشيرة إلى أنها قررت ألا تعود لمنزلها إلاّ برفقة نجلها حيّاً أو جثمانه إن قدر الله له أن يقضي داخل زنزانته. ولفتت إلى أن حراس السجن استخدموا كل أساليب الترويع والترهيب لإجبارها على الانسحاب من أمام بوابة السجن، لكنها نجحت في إجبارهم على التراجع، قبيل أن يتم الإفراج عن نجلها في 22 إبريل المنصرم، لمنع تحول اعتصامها المطول إلى سبب إضافي لتصاعد نقمة الشارع العام بصنعاء. واعتبرت الناشطة في منظمة الشقائق الحقوقية ابتهال عبد الرب الكمالي في تصريح ل«الخليج» أن المختطف «أحمد المقبلي» يمثل نموذجاً للعديد من الحالات المماثلة وغير الموثقة لمختطفين من قبل الميليشيات تحولوا إلى «منسيين» داخل سجون الحوثيين.

مشاركة :