وصل ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بكييف، لكن كيف سيصل إلى مرمى ريال مدريد للظفر بذات الأذنين؟ يعد ليفربول الأكثر تسجيلا للأهداف في النسخة الحالية لدوري أبطال أوروبا برصيد 40 هدفا، وبفارق 10 أهداف عن ثان أقوى هجوم في المسابقة: ريال مدريد الذي سجل 30 هدفا. نسخة ليفربول الهجومية الحالية قد تسبب إزعاجا لكتيبة المدرب زين الدين زيدان، لما لا؟ والثلاثي الهجومي ليورجن كلوب المتمثل في محمد صلاح فيرمينو ساديو ماني سجلوا 29 هدفا! معاناة ريال مدريد قد تتزايد ضد ليفربول لأن نقاط قوة الفريق الإنجليزي كانت نقاط ضعف واضحة في الفريق الإسباني طوال الموسم الحالي مما كلفه خسارة الدوري والكأس. ثغرة مدريدية تصب في مصلحة صلاح التهديفية غير زيدان طريقته واستغنى عن أجنحته الهجومية مفضلا كثافة أكبر في وسط الملعب وتحول لـ4-4-2 ماسة. لكن لتعويض غياب الأجنحة الهجومية حول المدرب الفرنسي وظائف أظهرته وجعلها تتمركز وكأنها أجنحة، ليكون شكل ريال مدريد في الملعب أثناء الهجوم أقرب لـ2-4-4. حيث يتقدم كاسيميرو ويتمركز كمحطة هجومية خلف بنزيمة ويتولى كروس ومودريتش عملية تدوير الكرة لقدرتهم على التمرير بشكل أفضل من الارتكاز البرازيلي. هنا، تترك الاظهرة مساحة كبيرة خلفهم عند تقدمهم هجوميا. تحديدا مارسيلو، الذي يتأخر في العودة عند تقدمه بجانب عدم قدرة كروس على التغطية من خلفه وحمايته بالشكل اللازم، مما يجبر سيرجيو راموس على ترك مكانه ومقابلة لاعب الخصم المتقدم للهجوم، وأحيانا يواجه راموس ثنائي هجومي بمفرده؛ مما يتسبب في استقبال ريال مدريد للأهداف. هدف بايرن ميونيخ في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال سُجل من هذه الثغرة. وفي هدف برشلونة الأول في الكلاسيكو الأول أيضا. لكن الثغرة لم تكن بسبب تقدم مارسيلو للهجوم بل كانت تقدمه للضغط على لاعبي برشلونة. تلك الثغرة ستكون طريقة محمد صلاح لمرمى ريال مدريد. كيف؟ يبدأ صلاح تحركه في هجمة ليفربول من الطرف، ثم ينطلق للعمق. وأثناء تحركه يسحب فيرمينو مدافع لخلق المساحة لصلاح. سرعة صلاح ومهاراته ستجعله يتفوق على كروس.. هذا الأمر وارد بقوة. بينما سيكون راموس منشغلا أما بالتعامل مع فيرمينو أو الصعود لمقابلة صلاح، وفي الحالتين التفوق سيكون للاعب ليفربول. حل تلك الثغرة سيضر ريال مدريد هجوميا، فعدم تقدم مارسيلو سيمنع الفريق من لاعب يصنع بمعدل فرصتين للتسجيل في المباراة. الضغط النقطة السابقة كانت عند عودة ليفربول للدفاع وترك الكرة لريال مدريد. لكن ماذا عن عملية الدفاع بالنسبة لكلوب أثناء تحضير ريال مدريد للهجمة؟ الضغط هى سمة ليفربول كلوب لاسترداد الكرة. يلعب فريق كلوب بأكمله كوحدة واحدة ويضغط بـ3 أو 4 لاعبين على حامل الكرة ومن قد يمرر لهم من أجل استعادتها ثم الهجوم. معاناة كبيرة وجدها بيب جوارديولا من كلوب في مباريات ليفربول ومانشستر سيتي الثلاثة الأخيرة والتي انتصر فيها رفاق صلاح، والسبب كان الضغط. وما يساعد كلوب في تنفيذ الضغط هو وجود فيرمينو في الهجوم الذي لا يضغط فقط على حامل الكرة لكن يوجه مسار الكرة أيضا ليجد المساندة من صلاح أو ماني على الأطراف ومن خلفهم يوجد فينالدوم وجيمس ملينر وجوردان هندرسون. على الجانب الأخر ورغم وجود كروس ومودريتش وراموس وفاران؛ يعاني ريال مدريد في عملية الخروج بالكرة حال الضغط عليه. أمام يوفنتوس وبايرن ميونيخ في دوري الأبطال اختنق الفريق وفشل في الخروج بالكرة بحرية مثلما كان الحال بنهاية موسم 2016-2017 حين تحول زيدان لـ4-4-2 ماسة وأضاف إيسكو لوسط الملعب. فشل ريال مدريد في التعامل مع الضغط أيضا كان لعدم توهج كروس في هذه المباريات. الألماني مطالب بعمل كبير لفك ضغط وسط ليفربول. الكرات الثابتة والعرضيات المبكرة خطورة الركلات الثابتة والكرات العرضية هذا الموسم على ريال مدريد كانت لا تقل عن خطورة ركلات الجزاء. عشوائية الرقابة وعدم التمركز بشكل صحيح في الكرات العرضية سواء كانت من اللعب المفتوح أو من الكرات الثابتة كلفت ريال مدريد أهدافا عديدة في الموسم الحالي. وسجل ليفربول 11 هدفا من الكرات الثابتة في الدوري الإنجليزي بالإضافة إلى 6 أهداف في دوري أبطال أوروبا. بجانب استقبال ريال مدريد لـ11 هدفا من الكرات الثابتة من أصل 44 هدفا استقبلهم الفريق في الدوري الإسباني بالإضافة لهدف من كرة ثابتة في دوري الأبطال. كما أن ليفربول يتميز في عملية إرسال العرضيات المبكرة (Early Cross) من منتصف الملعب والتي تعد أصعب من العرضيات الثابتة أو التي تلعب من الثلث الأخير. وتتمثل خطورة العرضيات المتأخرة في أن مدافع يُشتت بين التفكير في الخروج لعمل مصيدة التسلل للمهاجم أو للبقاء لرقابة المهاجم.
مشاركة :