الاتفاق بين إيطاليا وليبيا يحد من الهجرة ويعمق أزمة المهاجرين

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس - نجح الاتفاق الذي أبرمته إيطاليا مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق العام الماضي، في الحد من معدلات تدفق قوارب الهجرة نحو أوروبا، لكنها عمقت أزمة المهاجرين الذين يواجهون انتهاكات في مراكز الاحتجاز وعلى أيدي المهربين. وقال مصدر محلي وتقرير للأمم المتحدة إن نحو 140 مهاجرا من شرق أفريقيا فروا من مهربين كانوا يحتجزونهم قرب مدينة بني وليد غرب البلاد، في وقت سابق هذا الأسبوع. وذكر بيان وكالات تابعة للأمم المتحدة أن “المهرب سيء السمعة موسى دياب” كان يحتجز المهاجرين وعددهم نحو 140 من إريتريا وإثيوبيا والصومال. وقال مصدر ليبي في بني وليد إن المهربين أطلقوا النار على المهاجرين في محاولة لمنعهم من الفرار. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه خوفا من العقاب إن نحو عشرة منهم أصيبوا. وقالت وكالات الأمم المتحدة إن هناك أنباء عن استمرار احتجاز المهربين للمئات من المهاجرين في المنطقة. وتقع بني وليد على بعد 145 كيلومترا إلى الجنوب من طرابلس وباتت المدينة مركزا رئيسيا لتهريب المهاجرين الذين يصلون من دول أفريقيا جنوب الصحراء في محاولة للوصول إلى الساحل الليبي على البحر المتوسط. وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية الخميس، انخفاض تدفقات الهجرة بنسبة 78.61 بالمئة منذ بداية العام الجاري. وزارة الداخلية الإيطالية تؤكد انخفاض تدفق الهجرة القادمة من ليبيا بنسبة فاقت 90 بالمئة منذ بداية العام ووفقًا للبيانات المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية الخميس، فإن “وصول المهاجرين يستمر في الانخفاض للشهر الحادي عشر على التوالي”، حيث “وصل 161.738 مهاجرًا إلى سواحل إيطاليا منذ مطلع يوليو 2016 إلى غاية 24 أيارمايو 2017”. وأضاف موقع وزارة الداخلية الإيطالية أن “عدد المهاجرين الوافدين منذ بداية العام الجاري حتى الخميس الماضي وصل إلى 10.808 مهاجرين (7.103 منهم قدموا من ليبيا)”، وهو أقل بنسبة 78.61 بالمئة عن العام الماضي”. وتابع الموقع “إذا أشرنا إلى أولئك القادمين من ليبيا، فإن الانخفاض سيكون أكثر جوهرية، حيث يساوي نسبة 96.53 بالمئة وبالأحرى 443 مهاجرا فقط مقابل 12.753 مهاجرا وصل في مايو عام 2017”. وكان وفد من البرلمان الأوروبي زار ليبيا للمرة الأولى منذ ست سنوات، دعا الثلاثاء دول الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل ملموس إزاء هذا البلد الغارق في الفوضى. وقال فابيو كاستالدو خلال تصريحات في تونس إثر زيارة لطرابلس دامت يوما واحدا “يرى البرلمان الأوروبي أن من الأهمية المؤكدة أن يتوفر تفاهم مشترك في ليبيا خصوصا أن علينا مواجهة وجود العديد من الفاعلين الإقليميين لكل منهم أجندته الخاصة”. وقال كاستالدو الذي كان مرفوقا بمسؤولة الوفد البرلماني للعلاقات مع المغرب العربي ايناس ايالا ساندر، إنه وجه رسالة وحدة “لايطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة وكافة الفاعلين الأوروبيين الذين لهم تاريخ من النفوذ في البلاد”. وأضاف “أحيانا يتوجب علينا أن نتعامل مع الفاعلين على الأرض لكن لا بد من التفكير على المدى البعيد”. وتعرضت إيطاليا للنقد بسبب إبرامها اتفاقات مع مجموعات مسلحة للحد من الهجرة السرية وكذلك فرنسا التي قامت بدور الوسيط، بسبب دعم رجل الشرق الليبي القوي المشير خليفة حفتر. ودعا المسؤول دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم صادق لخطة العمل التي عرضتها الأمم المتحدة وإلى “أن تنخرط في التزام واضح من أجل احترام دولة القانون والانتقال الديمقراطي”. وحول مسألة المخيمات التي تديرها في بعض الحالات مجموعات مسلحة، حيث يتعرض المهاجرون إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، دعا كاستالدو الدول الأوروبية “إلى عدم الوقوع في فخ الاعتقاد في إمكانية تحسينها”. وأضاف “الهدف هو غلقها حالما يكون ذلك ممكنا” مشيرا إلى أنه لاحظ أن “الوضع هش جدا وسيء” في طرابلس. لكن ذلك لم يمنع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من انتقاد سياسة أوروبا إزاء ملف الهجرة في ليبيا. قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن سياسات الهجرة التي نفذها الاتحاد الأوروبي في ليبيا منذ بداية 2017، أدت إلى تعدد طرق المهربين. وأكدت المفوضية في دراسة صدرت عنها الخميس، أن السياسة الأوروبية ضاعفت نقاط الانطلاق على طول الساحل الليبي مع زيادة خاصة في مراكز المتاجرين والمهربين على طول الساحل الشرقي، ولا سيما في طبرق وإجدابيا وجالو ومرادة وسرت، مشيرة إلى أنها راقبت التغيرات والاتجاهات في طرق الهجرة في ليبيا. وقالت الدراسة إنه في أعقاب الزيادة في عناصر حراس السواحل، فإن “اللاجئين والمهاجرين الراغبين في العبور إلى إيطاليا، يبقون لفترات أطول في المعسكرات والملاجئ المخبأة على طول الساحل الليبي، مع حرية حركة محدودة للغاية”.

مشاركة :