بيونغ يانغ تتمسك بـ"الخطاب المتصالح" رغم إلغاء قمة ترامب

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سيول - أكدت كوريا الشمالية الجمعة إنها لا تزال على استعداد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بعد إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة تاريخية كانت مقررة بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون ما يعيد شبه الجزيرة إلى حالة الغموض مجددا. وفي إعلان مفاجئ أعلن ترامب الخميس إلغاء القمة التاريخية التي كانت مقررة بعد أقل من ثلاثة أسابيع في سنغافورة مع الزعيم الكوري الشمالي، منددا بـ"الموقف العدائي" لنظام بيونغ يانغ. وقد حذر كوريا الشمالية من أي عمل "غبي أو غير مسؤول". وفي رسالة مقتضبة من عشرين سطرا وجهها الرئيس الأميركي إلى كيم، أعلن قراره إلغاء القمة التي كان مقررة بينهما في سنغافورة في 12 يونيو. وبرر البيت الأبيض إلغاء القمة بعدم وفاء بيونغ يانغ "بسلسلة من الوعود". وقال مسؤول أميركي طالبا عدم كشف اسمه أن ترامب "أملى بنفسه كل كلمة" في الرسالة. وجاء رد فعل بيونغ يانغ الفوري على الإعلان تصالحيا، فقد صرح كيم كي غوان النائب الأول لوزير الخارجية الكوري الشمالي في بيان نشرته وكالة الإنباء الكورية الشمالية الرسمية إن "الإعلان المباغت لإلغاء الاجتماع كان غير متوقع بالنسبة إلينا ولا يسعنا إلا أن نجده مؤسفا للغاية". وأضاف "نعلن مجددا للولايات المتحدة رغبتنا للجلوس وجهاً لوجه في أي موعد وبأي شكل لحل المشكلة". وقبل الإعلان الأميركي عن إلغاء القمة تماما، قالت كوريا الشمالية إنها دمرت "بالكامل" موقعها للتجارب النووية في بونغي-ري، في خطوة أكدت أنها مبادرة حسن نية تمهيدا للقمة. لكن فرص نجاح القمة بحد ذاتها كانت موضع تشكيك مؤخرا. وأعلن ترامب إلغاء القمة غداة تشدد في الخطاب بين البلدين مجددا. فقد وصفت مسؤولة كورية شمالية تصريحات أدلى بها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي هدد من جديد بإلغاء القمة، بأنها "غبية وتنم عن جهل". وكان بنس حذّر الإثنين خلال مقابلة مع قناة فوكس الزعيم الكوري الشمالي من المراوغة مع واشنطن قبل القمة، معتبرا ان ذلك سيكون "خطأ كبيرا". وقال إن كوريا الشمالية قد ينتهي بها الأمر مثل ليبيا "إذا لم يبرم كيم جونغ اون صفقة" بشأن برنامجه النووي. وقالت نائبة وزير الشؤون الخارجية فيها تشوي سون هوي "لا يمكنني أن أكتم مفاجأتي تجاه تصريحات غبية وتنم عن جهل تصدر عن نائب رئيس الولايات المتحدة". وأضافت "لن نتوسل إلى الولايات المتحدة من أجل الحوار او نتعب أنفسنا باللجوء إلى إقناعهم اذا كانوا لا يريدون الجلوس معنا". وكتب ترامب في رسالته إلى كيم "للأسف، استنادا إلى الغضب الواضح والعداء المعلن في خطابكم الأخير، اشعر انه من غير المناسب حاليا عقد هذا الاجتماع المخطط له منذ فترة طويلة"، كما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض. لكن ترامب اضاف ان المحادثات يمكن ان تجرى "في وقت لاحق". صدمة بيونغ يانغ تُبدي "نواياها الحسنة" مع واشنطن بيونغ يانغ تُبدي "نواياها الحسنة" مع واشنطن رغم إلغاء القمة أثار قرار ترامب استياء كوريا الجنوبية التي بدأت مرحلة انفراج واضحة مع الشمال. وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان إن الاعلان شكل "صدمة ومؤسف جدا". أما وزير التوحيد الكوري الجنوبي شو ميونغ غيون فقد أكد أن سيول ستواصل الحوار مع نظام كيم، موضحا أنه "يبقى جديا في تنفيذ الاتفاق وبذل الجهود لإخلاء شبه الجزيرة من السلاح النووي وبناء السلام". من جهتها، دعت الصين الجمعة كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى البرهنة عن "حسن نية" والتحلي "بالصبر". وقال لو كانغ الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ان "الانفراج الأخير في شبه الجزيرة الكورية تم تحقيقه بعد جهود كبيرة وعملية التسوية السياسية ما زالت أمامها فرصة تاريخية". ودعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الأطراف إلى مواصلة الحوار، بينما عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "الأسف" لإلغاء القمة و"الأمل" فى ان تعقد لاحقا. وتؤكد واشنطن إنها تريد نزع الأسلحة النووية للشمال بشكل "كامل وقابل للتحقق ولا يمكن الرجعة عنه". لكن كوريا الشمال تؤكد إنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية بالكامل قبل التأكد من انها لن تتعرض لأي عدوان أميركي. فقدان للثقة تحدث المسؤول في البيت الأبيض عن "فقدان عميق للثقة" وعبر خصوصا عن أسفه لأن الكوريين الشماليين لم يحضروا إلى الاجتماع التحضيري الأسبوع الماضي في سنغافورة. وقال إن "البيت الأبيض أرسل مساعد أمينه العام وفريقا. انتظروا وانتظروا لم يصل الكوريون الشماليون. لم يقل لنا الكوريون الشماليون شيئا". وأشار المسؤول نفسه إلى التصريحات الكورية الشمالية التي انتقدت بشدة "التدريب العسكري المشترك الروتيني" الذي تجريه واشنطن وسيول في شبه الجزيرة، وإلغاء بيونغ يانغ للقاء مع الكوريين الجنوبيين، قال إن كل ذلك هو أمثلة على "وعود لم يتم الالتزام بها". لكن كيم كي غوان قال إن بيان كوريا الشمالية "لم يكن سوى رد على تصريحات قاسية صدرت عن الجانب الأميركي الذي يدفع باتجاه نزع للأسلحة النووية من جانب واحد". وحذر خبراء من أن إلغاء الاجتماع يمكن أن يؤدي إلى يقوض الجهود التي تبذل. وقال ابراهام دنمارك مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون الفكري، في تغريدة على تويتر ان "كوريا الجنوبية أيضا يمكن أن تشعر بالغضب (...) نتوقع أن تواصل سيول التزاماتها مع بيونغ يانغ حتى إذا أدى ذلك إلى تعميق خلافاتها مع واشنطن". Abraham M. Denmark ✔ @AbeDenmark Replying to @AbeDenmark 7) South Korea is also likely to be angered, and the Alliance will take a hit. Expect Seoul to try to continue engagements with Pyongyang, even if it widens a rift with Washington. 7:26 PM - May 24, 2018 103 25 people are talking about this Twitter Ads info and privacy من جهته، رأي جو ويت مؤسس الموقع الالكتروني المخصص لكوريا الشمالية "38 نورث" انه "في السباق لمعرفة من هو الزعيم الذي يرتكب عددا أكبر من الاخطاء، يتقدم الرئيس ترامب على كيم جونغ اون". وأضاف أن "تقلبه يغرق العالم بأسره في حالة إرباك بما في ذلك حلفاؤنا الكوريون الجنوبيون". لكن آخرين يرون أن انسحاب ترامب يمكن أن يسمح له بانتزاع تنازلات جديدة من كوريا الشمالية. وقال غو ميونغ-هيون المحلل في معهد "اسان" للدراسات السياسية إنه "سيكون على كوريا الشمالية تقديم مشاريع أكثر دقة لنزع السلاح النووي إذا كانت تريد الحوار في المستقبل".

مشاركة :