خريطة سكانية جديدة في سورية

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رسمت الحرب وموجات النزوح، خلال سبع سنوات، خريطة سكانية جديدة في سورية، مع مواطنين هجروا تحت ضغط المعارك واتفاقات الإجلاء، وأقليات فرت خشية التهديدات الطائفية، ومجموعات إثنية حلّت محل أخرى، ومدن فرغت بكاملها من السكان. ولا يلوح في الأفق، بحسب سكان ومحللين، أي أمل بعودة جميع النازحين واللاجئين البالغ عددهم نحو 11 مليوناً داخل البلاد وخارجها، إلى المناطق التي خرجوا منها. على الخارطة الجديدة، طُرد معارضو النظام من مناطق عدة، وتجمعت الأقليات في مناطق أخرى، وباتت المناطق الجغرافية إجمالاً من لون طائفي واحد. وبعد أن دمرت قوات النظام الغوطة الشرقية ثم الأحياء الجنوبية لدمشق وفرغتها من سكانها، توجهت إلى محافظة درعا لنشر الخراب فيها، حيث ألقت أمس منشورات فوق درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين المعارضين إلى إلقاء السلاح. وأتى ذلك بالتزامن مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش في أحياء دمشق الجنوبية وطرده منها الأسبوع الماضي، والتي تسببت في دمار هذه الأحياء وتشريد سكانها. وتوجهت المنشورات أيضاً إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة النظام في طرد المقاتلين. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "تلك المنشورات تضع الفصائل أمام خيارين، التسوية أو الحسم العسكري"، ولذلك تدعو إلى الاستفادة من تجربة الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق قبل خروجهم منها الشهر الماضي إثر عملية عسكرية تلاها اتفاق إجلاء. وتسيطر فصائل معارضة على 70 % من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد. وتتواجد الفصائل عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا فيما تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الأكبر شمالاً، حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة. وبعد حسم قوات النظام معركة الغوطة الشرقية ثم دمشق ومحيطها، رجح محللون أن تشكل محافظة درعا الوجهة المقبلة للنظام وحلفائه. وذكر المرصد أن النظام أرسل خلال اليومين الماضيين عشرات الآليات ومئات العناصر إلى محافظة درعا فضلاً عن هؤلاء الذين عادوا من معارك دمشق. في غضون ذلك، أفاد بيان عسكري عراقي، أمس، بأن مقاتلات (إف 16) العراقية قصفت مواقع لتنظيم داعش في منطقة هجين داخل الأراضي السورية ودمرتها بالكامل.

مشاركة :