رعى الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة عسير ندوة بعنوان “حرية الأدب”، نظمها نادي أبها الأدبي. وفور وصوله قص شريط افتتاح المعرض الفني المصاحب الذي نظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها تحت عنوان “وفاء”، مستمعاً إلى شرح عن اللوحات المعروضة من مدير الجمعية بأبها أحمد السروي ثم زار سموه ورشة الخط العربي بعد ذلك أطلع سمو نائب أمير منطقة عسير على مبنى المسرح الجديد ثم انتقل سموه لمكتبة النادي و قص شريط إفتتاح قاعة المكتبات المهداة من إمارة منطقة عسير و 12 شخصية بإجمالي 5200 عنواناً . اثر ذلك شرف بقاعة المسامرات اولى الندوات الثقافية التي وجه بها وهي حرية الإبداع بدأت الندوة بكلمة لرئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد علي آل مريع، رحب فيها با الأمير تركي والحضور والضيوف، مشيراً إلى أن حضور سموه للفعالية يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة لهذه البلاد بالنشاط الثقافي ودعمه على جميع الأصعدة بما يحقق النفع والفائدة و يسهم في تنمية الحراك الثقافي بالمنطقة . إثر ذلك بدأ مدير الندوة إبراهيم مضواح الألمعي مبيناً ان موضوع حرية الإبداع مهم و شائك وهو شرط لحيوية الثقافة لأن الإبداع لا يتنفس في المجتمع الخانق. وأضاف أنه ربما لن يقدم المشاركون إجابات بقدر ما سيثيرونه من أسئلة ليكون الناتج اختلاف صحي كمظهر من مظاهر حرية الإبداع والتفكير. ثم بدأ المتحدث الأول أ. د عبدالرحمن الجرعي ورقته بالحديث عن علاقة الشريعة الإسلامية بالإبداع مشيراً إلى أن الحرية هاجس لدى الأمم فهي غريزة فكرية لكن بعيدا عن الحرية المنفلته . وبين الجرعي ان ورورد بعض الكتاب لأفراد او جمل ملحدة او كفرية في روايات يفسر بأمور اولها أن يكون الكلام قد ساقة الراوي متبني له فهو مواخذ فيه و ثانيا لو ساقة على أنه كلام شاذ فذاك لا يواخذ فيه موضحا ان هناك معترك في ان يورد بعض الكلمات محايدا لها فلا يمكن الحكم عليه. و اعتبر الجرعي ان تحقيق كتب التراث وإزالة مايخدش الحياء بها لايناسب فالاولى أن تترك كما هي مع التنبية لها في الهوامش او ان تصدر في اصدار مستقبل كتهذيب. عقب ذلك قدم المتحدث الثاني الدكتور مطلق شايع ورقة أكد فيها أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد وضعا الأسس الأولى لمفهوم حرية الإبداع، مستشهدا بما ورد فيهما من نصوص حول الشعر والأدب ودورهما في الحياة، ثم تحدث عن بعض مواقف العلماء وخلفاء المسلمين من حرية الإبداع وخصوصاً الشعر مركزاً على ضرورة ضبط حرية الشعر ليكون عفيفا موردا عددا من المقولات في التاريخ الإسلامي. أما المتحدث الثالث الدكتور محمد أبو ملحة فطرح في ورقته تعدد المفاهيم حول حدود الإبداع ورسالته، مؤكداً أن الحرية مكفولة للجميع بشرط ألاّ تصل إلى الإساءة للآخرين بقصد أو الفوضى والعبثية وتجاوز الحدود الأخلاقية والدينية، مبيناً أن وعي المتلقي ووعي المجتمع بشكل عام هما الضابط الأول لمفهوم حرية الإبداع. و أشار ابو ملحة إلى أن طبيعة الادب تفتح نوافذ الابداع لكن المجتمع كان مولعا بوضع المؤلف طرفاً في الأحداث حتى صدرت روايات لنساء بأسماء مستعارة في بداية نشأة الرواية السعودية حيث ان السرديات تقنيات ومهارات تفتح المجال للأديب ليبدع مع تركه لفراغات في النص فلا يكون مباشراً في رسالته حتى يكون للمتلقي دورا في النص.
مشاركة :