انتقد الكاتب والمؤرخ منصور العساف ما يطرحه مسلسل العاصوف الذي تعرض حلقاته قناة mbc ويناقش حقبة السبعينات الميلادية والحياة الإجتماعية والثقافية وباقي مسارات الحياة حين ذاك قبل التحولات الفكرية، وفنّد المؤرخ العساف ما عرضه المسلسل من إظهار تلك الحقبة على أنها خالية من الحضارة التي تناصف حكمها الملك فيصل ثم الملك خالد رحمهما الله،وأكد أن ذاك الزمن زاخر بالتطور والعمران وسبقه دخول المركبات. وأطلق العساف وسم #ماكنّا_كذا كتب عدة تدوينات توثيقية لتلك المرحلة وتفاعل معه نشطاء انتقدوا ما تطرق له المسلسل الذي لازال يسجل موجة جدل لحساسية المواضيع التي تطرق لها. وقال العساف لـ"سبق":"شاهدنا بعض الممثلين السعوديين -خاصة المقيمين بالخارج- يسيئون للمجتمع السعودي عبر بعض الكركترات الغير لائقة والتي تظهر السعوديين كمجتمع سطحي لا يعرف الحضارة والتطور حتى نقلوا صورا سلبية عن مجتمعنا المتعلم المنفتح على الآخرين بل تطور الأمر حتى تشكلت صورة نمطية عن السعوديين على عكس ما تفعل بعض المسلسلات العربية التي تقوم بإرسال رسائل إيجابية عن شعوبها من شجاعة وإظهار الخصال الحميدة". وأضاف:"بالنسبة لمسلسل العاصوف فقد شابه شيء من التضليل فنحن شهود على المرحلة إما أنهم أدركوا زمناً غير زمننا أو أنهم عاشوا في مجتمع غير مجتمعنا يبدو لي أن تاريخنا الاجتماعي أصبح مادة لتصفية الحسابات بين تيارين . لذلك أطلقت وسم #ماكنّا_كذا وكتبت فيه عدداً من التغريدات وانتقدت المسلسلات من جوانب فنية ونصيّة وتوثيقية. وتابع :"سوف أتحدث عن الأمور الفنية أما التاريخية فقد تطرقت لها كثيراً في كتاباتي الصحفية وقد أظهرت مشاهد المسلسل برج الرياض مكتمل البناء وتعلوه الإضاءات الكاشفة مع العلم أن برج الرياض في عام (١٣٩٠) كان في طور البناء ولم يكتمل البناء إلا بعد هذا التاريخ بسنة وفي دكان الحارة ظهر مشهد علب صابون "تايد" بطباعة حديثة كما ظهر في مشهدٍ آخر عدد من الكتب بنسخ ذات تصاميم وإخراج فني حديث". وبيّن:"بالنسبة للسيارات فقد فات على المخرج ظهور عدد من السيارات بموديلات وصلت للمملكة بعد عام (١٩٧٠) وهذه سقطة غريبة كما ظهر بعض الممثلين ومنهم القصبي بالشماغ المختوم وهذا الشماغ لم يظهر إلا أواخر الثمانينات الميلادية كما ظهر الممثل الكنهل بشماع ذي بصمة حديثة وكان أحرى به لو خرج بشماع "العقل" أو "البسام المشرشر" فهو لباس ذلك الجيل..كما ظهر ثوب القصبي "بقلاب" حديث لا يحاكي المرحلة". وأردف:"معظم المشاهد أظهرت لباس الثوب والشماغ الأحمر مع أنه في عام (١٣٩٠) كان اللباس المنتشر بين الخاصة والعامة هو "الغترة البيضاء" ومعظم المشاهد أظهرت حي الديرة ومنطقة قصر الحكم والتصوير يعطي انطباعا كاملا أن شوارعها الرئيسة كانت ترابية والمباني طينية في حين أنه كانت هذه الأحياء أولى أحياء الرياض التي شهدت تعبيد الطرق والبناء المسلح والعمائر متعددت الأدوار، والتصوير يعكس عام(١٣٧٠)وليس(١٣٩٠)". وأكد:"عام (١٣٩٠) كان المجتمع متصالحا مع مدارسه الفقهية والفكرية والناس حينها مدينون لإرثهم الاجتماعي وهم إلى القبول والرضا بالتنوّع أقرب منهم إلى الإقصاء والتفرّق..كما أنهم إلى مروءاتهم أقرب منهم إلى تحقيق نزواتهم كما ظهرت بالمشاهد عمارة شامخة وسط المنطقة التي تم تصوير المسلسل فيها وقد شيدت قبل عام (١٣٩٠) بـ (١٢ عام) والمسلسل تجاهل كل هذا العمران وصوّر المنطقة وكأنها في عام (١٣٧٢)". وقال:"تستمر الدراما المحلية في إظهار المواطن على أنه فضولي..ساذج..عدواني..رجعي عودوا إن شئتم أكثر من (٢٥) عاماً واستعرضوا الدراما المحلية وشاهدوا شخصية فؤاد (الحجازي) ومحيميد (النجدي) وبشير الغنيم (الشرقاوي) وأبو علي (الجنوبي) ومن ينسى ما كتبه الصحفي أمين سعيد صاحب جريدة "الشرق الأدنى" حين زار الرياض عام (١٣٨٠) أي قبل عقد السبعينات بعشر سنوات...وهو ما لا يريد مسلسل العاصوف نقله لكم". واختتم:"كان من الضروري أن يعود فريق العمل لما كتبه الإنجليزي ويليم فيسي عن الرياض لا أقول بالسبعينات بل الخمسينات والستينات وكان عليهم أن يعودوا لمذكرات الكاظمي وكتاب أمين المميز "المملكة العربية السعودية كما شاهدتها" وكتاب الرياض لخالد الشلهوب كذلك ما كتبه خلف عاشور في بعض كتبه ومذكراته كذلك ما كتبه الصحافي السوري أمين سعيد وأيضاً لرسائل الدكتواره التي أُعدت عن المجتمع السعودي في ذلك الوقت كذلك التقارير التلفزيونية المصورة من دول أجنبية وكانت ملونة". ويذكر أن العساف خريج جامعة الملك سعود وهو صحفي وكاتب منذ عشرين عاماً عُرف ببحوثه ولاسيما الإجتماعية منها وهو صاحب وسم #تاريخنا_الإجتماعي يستعرض من خلاله ملامح الحياة الإجتماعية في سبعة عقود ماضية من صور ومعلومات وغيرها كما يشرع العساف على تدشين كتاب متخصص في توثيق مرحلة السبعينات والثمانينات والتسعينات وبعض العقود وهو عبارة عن موسوعة توثيقية مصورة عن تلك الحقب بكامل أشكالها.
مشاركة :