"هذه هي روما.. والقيصر قد غير رأيه، وإن لم نقدم الطاعة، ستحرق القرى على الأرض"، هكذا وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" حال الأوروبيين في إيران بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات جديدة على إيران، كبدت الشركات الأوروبية والاقتصاد الإيراني خسائر فادحة. وأكدت الصحيفة في تقرير، ترجمته "عاجل"، أن أوروبا تتعهد لإيران باتخاذ خطوات لحماية شركاتها من العقوبات، إلا أن العقوبات الجديدة كانت قاسية وأشعرت المسؤولين الأوروبيين بالمرارة، خاصة فيما يتعلق بالشركات العالمية الكبرى التي ترغب في استمرار استثماراتها داخل إيران. وأوضحت الصحيفة أن الطرق التي فتحتها الشركات الغربية في السنوات الثلاث الماضية، بعد رفع العقوبات عن إيران في 2015، بدأت تنسد الآن بعد إعادة فرضها مرة أخرى من قبل إدارة ترامب، عقب انسحاب واشنطن من صفقة النووي الإيراني. قالت الصحيفة إن الشركات التي لها عمليات تجارية مكثفة في الولايات المتحدة، أصبحت الآن جميعها عرضة للخطر، وعلى رأسها، الشركتان النفطيتان توتال أوف فرانس وإيني الإيطالية، من جانب آخر تراجعت كل من شركات الشحن الدنماركية TORM و Maersk عن ممارسة اعمالها في الموانئ الإيرانية. وستضطر شركة دانييلي لصناعة الصلب الإيطالي، التي افتتحت قبل عام مصنعًا ضخمًا قرب طهران، إلى بيع أسهمها والانسحاب قريبًا. وعلى جانب الأزمات التي طالت العمال والموظفين، أفادت الصحيفة أن رحيل الشركات الأوروبية والآسيوية بلا شك سيؤدي إلى أزمة في الوظائف للشباب الإيرانيين، فيما يشعر أرباب العمل الإيرانيون المحليون كذلك بتأثير العقوبات؛ حيث قال بين كرامي من شركة I.C.A ، وهي شركة إعلانات مقرها في طهران، إن الشركة فقدت 20 % من العملاء خلال الاسبوع الماضي، فيما علق 60 % عملهم بشكل مؤقت. وأضاف ساناز (31 عامًا) الذي يعمل في شركة للمنتجات الاستهلاكية، أن الشركات الأجنبية التي كان يطمح العمل بها، على وشك أن تغادر إيران، ذلك علاوة على انخفاض الرواتب وارتفاع أسعار السلع. من ناحيته، أضاف دبلوماسي أوروبي في حواره مع الصحيفة، أن العقوبات لن تؤثر على الولايات المتحدة ولكنها قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار ووضع أوروبا أمام مواجهة تداعيات جديدة، وأوضح الدبلوماسي أن معظم السفارات الأوروبية تطلب من شركاتها أن تأخذ وقتها قبل مغادرة إيران؛ ولكنه يقول "في النهاية القرار النهائي لهم".
مشاركة :