إعداد: بنيمين زرزور وجدت مؤشرات وول ستريت في بيانات الاقتصاد الأمريكي وتصريحات أعضاء الاحتياطي الفدرالي ما جنّبها نهاية آلت إليها مؤشرات الأسهم العالمية في نهاية أسبوع من التقلبات السياسية التي عززت مخاوف المستثمرين في الأسهم، وأسفرت عن خسائر متفاوتة في آسيا وأوروبا، حيث تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 2.09%.وبدأت التداولات الاثنين وسط تركيز شديد على المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وأنباء عن موافقة الأخيرة على خفض العجز في الميزان التجاري مع واشنطن 200 مليار دولار. لكن تغريدات ترامب قلبت الطاولة على الآمال المعلقة على تلك المفاوضات، أضيفت إليها تغريداته حول احتمال إلغاء لقاء القمة مع الزعيم الكوري الشمالي في سنغافورة. وتزامنت تلك الأجواء المشحونة مع تلميحات روسية برفع إنتاجها من النفط تدريجياً في أول إشارة إلى تخليها عن اتفاقية خفض الحصص مع أوبك، ما تسبب في هبوط قوي لأسعار النفط التي سجلت مكاسب لافتة على مدى أربعة أسابيع مستفيدة من المزاج السلبي الذي أوجده انسحاب الأمريكيين من اتفاق إيران النووي وتهديداتهم بفرض عقوبات على فنزويلا.انطلقت تداولات الأسهم في آسيا الاثنين في جو إيجابي نشأ عن تفاؤلات بشأن مفاوضات التجارة الأمريكية الصينية، حيث سجلت الأسهم مكاسب عكسها مؤشر نيكاي الياباني رغم ارتفاع الين في زيادة بنسبة 0.66% بينما بلغت مكاسب مؤشر شنغهاي المركب 0.13%. واستفادت الأسهم الأوروبية من نفس الأجواء الإيجابية التي عكرتها التطورات السياسية في إيطاليا، ومع ذلك انتهت مؤشرات القارة على ارتفاع عدا المؤشر الإيطالي الذي أنهى على خسائر بنسبة 0.86%. وجاء تصريح وزير الخزانة الأمريكي ستيف مونشين في نهاية النهار الذي استبعد فيه حرباً تجارية مع الصين، ليمنح الأسهم الأمريكية فرصة تعزيز مكاسبها لينهي مؤشر داو جونز على ارتفاع 350 نقطة متجاوزاً 25 ألف نقطة لأول مرة منذ عام 2014.وانتعش أداء الأسهم الآسيوية الثلاثاء بعد ورود أنباء عن موافقة بكين على خفض العجز التجاري مع واشنطن 200 مليار دولار، لتنهي آسيا على مكاسب للأسهم الصينية وخسائر خارج الصين، حيث تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 0.18%. وقد شهد الطلب على الدولار تراجعاً لافتاً في الأسواق الناشئة نتيجة استمرار مكاسبه. وفي أوروبا منحت نتائج الشركات الأسهم قوة مكنتها من تعزيز مكاسبها وسط الانفراج في مفاوضات التجارة وانتعاش أسهم قطاع السيارات، بعد إعلان الصين عن خفض التعرفة على وارداتها منها، من 25% إلى 15%. وقد ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.58 %. وفي وول ستريت انطلقت التداولات بقوة في الجولة الصباحية رغم إعلان واشنطن عن احتمال فرض تعرفة على الفولاذ الصيني عن طريق فيتنام. لكن تصريحات للرئيس ترامب قال فيها إنه غير راض عن مفاوضات التجارة وتشكيكه في لقاء القمة مع كيم جون أون، أحدث هزة في وول ستريت أطاحت مكاسب الأسهم المحققة في الجولة الصباحية، حيث أنهى داو على تراجع 200 نقطة.وانتقلت عدوى ترامب الأربعاء إلى آسيا التي شهدت تراجعاً لافتاً مع استمرار مكاسب الدولار واضطراب الوضع السياسي، حيث فقد مؤشر شنغهاي المركب 1.4% كما فقد مؤشر نيكاي 1.18%. وازدادت حدة القلق في أوروبا حول تشكيل الحكومة الإيطالية لتزيد من الأجواء المشحونة التي فرضتها تغريدات ترامب.وقد تراجع مؤشر يوروستوكس بنسبة واحد في المئة تحت وطأة ضغوط تراجع أسهم قطاع المعادن، ليسجل مؤشر فاينانشل تايمز في لندن أكبر خسائر على أساس يومي منذ أكثر من شهرين. أما في وول ستريت فقد منح محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي الذي كشف عن نية المجلس السماح للتضخم بتجاوز 2% المستهدفة، مؤشرات الأسهم فرصة التغاضي عن المخاوف السياسية وتحقيق مكاسب بلغت 53 نقطة في مؤشر داو جونز و0.3% في مؤشر «إس أند بي 500».واستمر القلق الخميس حيث قادت أسهم شركات السيارات المؤشرات الآسيوية إلى مزيد من الخسائر وسط مكاسب جيدة للين مقابل الدولار بلغت 0.6% وأنهى مؤشر نيكاي تداولاته على خسارة 270 نقطة في حين ارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.8%. وفي الوقت الذي تراجعت فيه أسهم قطاع السيارات الأوروبية منحت أسهم التقنية المؤشرات القدرة على الصمود والإفلات من الخسائر، رغم تراجع أسهم السيارات بنسبة 1.5%. وتعمقت خسائر وول ستريت وسط الأجواء المشحونة بسبب إلغاء القمة. وجاء تقرير طلبات إعانات البطالة بأرقام فاقت التوقعات ما دفع المؤشرات نحو مزيد من الخسائر عكسها داو في التخلي عن 250 نقطة.وانتهى الأسبوع على تباينات في أداء المؤشرات، حيث تقدم قائمة الخاسرين مؤشر نيكاي الياباني متأثراً بارتفاع قيمة الين والأداء الضعيف لقطاع السيارات، لينهي على تراجع هو الأعلى على أساس أسبوعي من بداية 2018، حيث أغلق على 22450.78 نقطة فاقداً 2.09%. كما تراجع مؤشر شنغهاي بنسبة 1.61% منهياً على 3141.30 نقطة. أما في أوروبا فقد تقدم قائمة الخاسرين مؤشر داكس الألماني الذي فقد 1.7% منهياً على 12948.01 نقطة.ونجحت مؤشرات وول ستريت في الإفلات من الخسائر، لكن مكاسبها جاءت متناسقة مع حالة عدم الاستقرار التي نشرتها الأنباء المتضاربة حول القمة والنزاع التجاري. ونجح مؤشر ناسداك في تسجيل أعلى المكاسب، حيث ارتفع بنسبة 1.08% منهياً على 7433.85 نقطة، بينما لم تتجاوز مكاسب داو جونز 0.15% محتفظاً بصموده قريباً من حاجز 25 ألف نقطة الذي تخطاه خلال الأسبوع.واستمر تراجع العائد على السندات الأمريكية الذي تجاوز الأسبوع الماضي حاجز 3%، بتأثير محضر اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة لشهر إبريل/نيسان، حيث أشار إلى تسامح المجلس مع ارتفاع معدلات التضخم فوق 2%. وقد سجلت فئة السنوات العشر تراجعاً جديداً، حيث أنهت الأسبوع عند 2.93% بينما تراجع العائد على فئة الثلاثين عاماً إلى 3.09%.واستمرت مكاسب الدولار مقابل سلة العملات الرئيسية إلى أعلى مستوى له منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، مستفيداً من تراجع أسعار السلع الرئيسية، وفي مقدمتها النفط. وقد سجل مؤشر قياس الدولار زيادة بنسبة 0.48% لينهي عند 94.24 نقطة، وهو الارتفاع الأسبوعي السادس على التوالي. وقد انتهى اليورو إلى 1.16 دولار.وحقق الذهب مكاسب قوية محافظاً على صموده فوق حاجز 1300 دولار للأونصة، مستفيداً من الاضطرابات السياسية. ورغم تراجعه الطفيف يوم الجمعة إلا أنه احتفظ بمكسب بنسبة 1.1% خلال أيام التداول الخمسة، حيث أنهت الأونصة في عقود التداول الفورية عند 1304.23 دولار.وتراجعت أسعار النفط يوم الجمعة بنسبة 4% وسط أنباء عن عزم روسيا التخارج من اتفاقية الحصص التي أبرمتها مع منظمة أوبك، ما وضع حداً لمكاسبه المستمرة منذ أربعة أسابيع والتي أوصلته إلى ما فوق 80 دولاراً لبرميل برنت. وقد أنهى الخام الأمريكي الخفيف على سعر 67.88 دولار للبرميل، بينما أنهى برميل خام برنت على 76.37 دولار.
مشاركة :