جزيرتا بحر إيجه تحملان السياح في جولة بين الماضي والحاضر

  • 5/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثينا – تتمتع اليونان بشهرة سياحية كبيرة نظرا لموقعها الفريد وامتلاكها الكثير من الجزر الساحرة، مثل أندروس وتينوس (جزيرتان في مقاطعة كيكلاديس اليونانية في الجزء الجنوبي من بحر إيجه). وتبعد هذه الجزر مسافة بضع ساعات بالعبّارة عن العاصمة أثينا، وهي تمتاز بأجواء ساحرة وشواطئ بديعة وقرى ريفية هادئة. وفي ظل الأجواء الهادئة يظهر بيتروس مارمارينوس منحنيا على كتلة من الرخام الأبيض وهو يصب عليها كامل تركيزه، ويمسك بيده مطرقة وأزميلا للبدء في نحت خط رفيع؛ حيث يستغل هذه الكتلة الرخامية في نحت مركب شراعي. ويوجد بالإضافة إلى هذا الفنان الكثير من النحاتين من قرية بيرجوس، التي تقع في الشمال الغربي لجزيرة تينوس، وعلى مقربة من هذه القرية، التي يبلغ عدد سكانها 400 نسمة، توجد العديد من محاجر الرخام، التي يُستخرج منها الرخام الأبيض والرمادي، وبالتالي فإن هذه المحاجر قد شكلت طبيعة الحياة في هذه القرية لعقود طويلة، حتى أنه تم إنشاء مدرسة للنحت في بيرجوس منذ عام 1955. كنز سياحي لا تقتصر شهرة جزيرة تينوس السياحية على التماثيل والمنحوتات الرخامية، ولكنها توفر للسياح أيضا العديد من المزايا الأخرى؛ حيث إنها تتمتع بتاريخ عريق مثل جزيرة أندروس المجاورة، وقد سيطرت مدينة فينيسا على هذه الجزر لفترة طويلة، ولها باع طويل في زراعة الخضروات، وتنتشر القرى في أندروس وتينوس على الجبال، هربا من القراصنة في بحر إيجه، حيث تعرف تينوس بالقرى الرائعة المنتشرة عبر التلال والجبال المذهلة، والتي يمتاز كل منها بخصائص مميزة مع العديد من الكنوز السياحية التي تستحق الاكتشاف. ويمكن للسياح حاليا في تريبوتاموس مشاهدة كيف كان سكان جزيرة تينوس يحاولون خداع القراصنة من خلال كثرة الأزقة والشوارع الضيقة، والتي تتعرج حول المنازل المطلية باللون الأبيض، وهناك ممرات لا تؤدي إلى شيء. كما أن الجزيرة تتمتع بالأجواء المناخية الممتعة على مدار العام، ولكن ينصح الراغبون في الابتعاد عن الحشود السياحية، بالسفر في الفترة الممتدة من مارس إلى مايو، ومن سبتمبر إلى أكتوبر. وتفتخر تينوس بالكثير من الشواطئ الأكثر جمالا في اليونان، بما في ذلك شاطئ كوليبيثرا الذي يقع في منطقة هادئة جميلة بالجزيرة، والذي يتيح للزائرين الاستمتاع بركوب الأمواج، والتجديف، فضلا عن الاسترخاء واكتشاف الثقافة المحلية. وقالت صوفيا باسا، عالمة جيولوجيا، “لقد كان السكان يستغلون أسطح المنازل للتنقل من مكان إلى آخر”، مضيفة أنها تبعت والدتها إلى جزيرة تينوس، ووجدتها مكانا رائعا للغاية، وترغب في العيش والإقامة بها، بعيدا عن ضجيج وضغوط المدن الكبيرة. ولا تعتبر باسا الحالة الوحيدة هنا، بل إن هناك الكثير من الشباب الذين يعودون إلى الجزيرة ويقيمون بها، بل إن بعضهم يقوم بافتتاح مطعم ويطهو ما توفره الجزيرة، أو يقوم بإنتاج المواد الغذائية مثل الجبن والنبيذ والأطعمة التقليدية. نهج معماري واحد نهج معماري واحد في جزيرة أندروس أيضا تزخر قوائم الطعام في المطاعم والحانات بالعديد من المنتجات المحلية والأطباق التقليدية. وأوضحت كاترينا ريموندو، إحدى القاطنات بالجزيرة، أن الوضع لم يكن كذلك خلال السنوات الماضية، مضيفة “عندما ذهبت قبل سنوات إلى المزارعين لشراء القرع أخبرني المزارع ما الذي أغذي به حيواناتي؟”، وقد عملت ريموندو في السابق كناقدة للمطاعم في العاصمة اليونانية أثينا، وتقوم اليوم بطهي الطعام بنفسها من منتجات الحديقة الخاصة بها وما ينتجه المزارعون في الجزيرة. وهناك أشخاص آخرون لم يغادروا الجزيرة، ويعملون حاليا بنشاط لإحياء تقاليد أبائهم، مثل يانيس، الذي يعمل بمفرده وسط خلايا النحل الموزعة في العديد من مدرجات الحقول في بلانكا، بالإضافة إلى الجمعيات التعاونية الخاصة بالنساء في باتسي، والتي تقوم بإنتاج الكعك والحلويات، وتقوم إحدى الجمعيات التعاونية في كورا بإنتاج الصابون برائحة تشبه رائحة الجزيرة، من الليمون والبرتقال والورود واللافندر والأعشاب البرية، ولعقود طويلة قامت النساء بالأعمال التجارية في جزيرة أندروس، في حين ينطلق الرجال للصيد في البحر. كما تضم جزيرة أندروس مجموعة من أجمل الشواطئ اليونانية، والتي تشمل شاطئ أجيوس بيتروس وشاطئ أكلا، وفي هذه الجزيرة يمكن لزائريها زيارة بعض المتاحف المميزة، مثل متحف أندروس الأثري، ومتحف الفن المعاصر ومتحف كيكلاديس للزيتون، الذي هو في الواقع مطحنة زيتون مستعادة بشكل أصلي. وتعتبر تشورا القرية الرئيسية في الجزيرة، وتتميز بشكل خاص بالعمارة الرائعة والقصور الأنيقة في جميع أنحاء الجزيرة. كهف فوروس ويوجد في جزيرة أندروس كهف فوروس وخمس غرف تحت الأرض، والتي يرجع عمرها إلى 5 ملايين سنة، وتظهر بعض التكوينات الغريبة من الهوابط والصواعد والرخام والحجر الرملي، وعادة ما تستقر درجة الحرارة في الكهف على 18 مئوية. غير أن درجة الحرارة تكون أكثر دفئا على الكثير من الشواطئ والخلجان المنتشرة في الجزيرة، وأوضحت أريانا ماسلو، إحدى القاطنات بالجزيرة، قائلة “تمتاز بعض هذه الشواطئ بالروعة والجمال، غير أنه لا يمكن الوصول إليها إلا بواسطة القوارب”. وقد يحتاج الأمر إلى سيارات الدفع الرباعي أو أحذية التجول الجيدة، وهناك الكثير من الشواطئ التي يمكن الوصول إليها بواسطة السيارة، والتي يتم بها نصب المظلات والكراسي الشاطئية، وينعم السياح في مقاهي الشواطئ بالمشروبات اللذيذة والاستماع إلى الموسيقى.

مشاركة :