كتب يفغيني بودوفكين، تحت هذا العنوان في "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا حول محاولات الخارجية الأمريكية إجبار الاتحاد الأوروبي على تشديد العقوبات ضد روسيا. يشير الكاتب في مقاله، إلى أن الولايات المتحدة تزيد الضغوط على الاتحاد الأوروبي من أجل أن ينتهج سياسة متشددة أكثر تجاه روسيا. المقصود هنا فرض عقوبات جديدة واتخاذ تدابير إضافية لحماية الفضاء السيبراني، التي سيناقشها وفد الخارجية الأمريكية مع دبلوماسيين أوروبيين في لندن وبروكسل. وقد صرح مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه لفايننشال تايمز "علينا أن نعمل بصورة أوثق مع شركائنا الأوروبيين، من أجل مواجهة الأعمال الكارثية لروسيا وعدم السماح لها باستخدام الصدع المزعوم بين الولايات المتحدة وأوروبا". بحسب الصحيفة، تنتظر الولايات المتحدة من أوروبا تكثيف الجهود على اتجاهين رئيسيين، أولا، تحاول واشنطن حث بروكسل على اتخاذ تدابير إضافية لمكافحة "الجهات الحكومية وغير الحكومية" التي تقف وراء الهجمات السيبرانية على الدول الغربية. وقد أوضح ديفيد تيسلر النائب الأول لمدير إدارة تخطيط السياسات الخارجية الأمريكية لزملائه الأوروبيين التدابير التي يجب على الاتحاد الأوروبي اتخاذها. من جانبه صرح جيمس كليبر، المدير السابق لوكالة الأمن القومي لـ "بوليتيكو" "لا أشك بأنهم (الروس) يستمرون في التدخل ولكن بصورة مخفية أكثر" وإن بإمكان روسيا التدخل في نتائج الانتخابات الوسطية للكونغرس المقررة في نوفمبر 2018. وثانيا، تسعى واشنطن إلى حث الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة مشددة على روسيا بسبب أوكرانيا، حيث لم تعدد تتزامن إجراءات الولايات المتحدة وأوروبا في هذا المجال. فمثلا لم توافق بروكسل على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في إطار مشروع قانون "مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات". بيد أن مسؤولا دبلوماسيا أوروبيا رفض كشف هويته، أشار إلى أنه لا يرى حاليا أي إمكانية لفرض عقوبات إضافية ضد روسيا. وقد أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أنه بعد وصول ائتلاف حزب "الرابطة" و"حركة 5 نجوم" إلى السلطة في إيطاليا، أصبحت مسألة فرض عقوبات جديدة على روسيا بعيدة جدا. وفي هذا السياق تبقى الطريقة الوحيدة لفرض عقوبات على روسيا هي إقناع دول منفردة فقط لاتخاذ مثل هذه التدابير. استنادا إلى هذا تشير فايننشال تايمز إلى أن تيسلر بدأ فعلا الحوار مع دول "مجموعة السبع" بما فيها الدول الأوروبية من أجل سن قانون مماثل لـ "قانون ماغنيتسكي" في بلدانهم. من جانبه قال أرنو دوبين، مدير المركز الفرنسي-الروسي "مرصد" للتحليلات، في تصريح للصحيفة، إن واشنطن أصبحت فعلا في الفترة الأخيرة تكثف من ضغطها على الاتحاد الأوروبي وعلى بلدانه على انفراد. ولكن هذه المحاولات في النهاية ستكون دون جدوى، وقال "لا فرنسا ولا ألمانيا لن تتخذ مثل هذه التدابير. واستنادا إلى اللقاء مع رجال الأعمال الفرنسيين يمكن القول- الضغط الأمريكي يزداد، ولكن ليس في نية أحد رفض التعاون مع روسيا". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :