ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن العقوبات الجديدة التي ستفرضها الولايات المتحدة على إيران عقّدت أمور المستثمرين الأجانب هناك، وخاصة الشركات التي لها حضور عالمي؛ ما ترك كثيراً من رؤساء المؤسسات الأوروبية ساخطين وشاعرين بمرارة.ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء الرؤساء قوله بأن رسالة واشنطن واضحة ومفادها أن كل من سيرفض أوامر أميركا، ستُدمّر شركته وتُعرّض لعقوبات هي الأخرى، لكن يظل من غير الواضح حجم الأثر الكلي للعقوبات الأميركية. ولفتت الصحيفة إلى أن الاستثمار الأجنبي في إيران تضاعف منذ اتفاق عام 2015، من ملياري دولار إلى 4 مليارات، في اقتصاد تبلغ قيمته الكلية 428 مليوناً. وقال الاقتصادي الإيراني، سعيد لايلاز: إن معاقبة الشركات الأجنبية يبدو أنها تتعلق بفرض القوة أكثر من الإضرار باقتصاد إيران. وأوضحت الصحيفة أن تغلغل الشركات الغربية في إيران على مدار السنوات الثلاثة الماضية أمر بادٍ على جنبات طرق العاصمة طهران، عبر اللافتات الإعلانية التي تروّج للمنتجات التي تنتجها شركات ألمانية وسويدية وسويسرية، وحتى منتجات من السعودية، خصم إيران في الإقليم. وذكرت الصحيفة أنه وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات؛ فإن تلك المشروعات الغربية معرّضة للخطر، فقد أوقفت شركات نفطية كبرى مثل "توتال" و"إيني" مشروعات التطوير في إيران، بينما لن تزور شركة الشحن الدنماركية "مارسيك" الموانئ الإيرانية مجدداً. ولفتت الصحيفة إلى أن مغادرة الشركات الغربية والآسيوية لإيران بسبب العقوبات سيؤثر سلباً على قطاع الوظائف التي خُلقت خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال أحد المديرين التنفيذيين الأوروبيين في طهران: "لديّ طاقم من 11 امرأة، ومن الرائع كيفية تعلّم الموظفين وتكيّفهم مع الأوضاع الجديدة، لكن الآن مضطر لطردهم جميعاً، وهو أمر يؤلمني". واستطردت الصحيفة بالقول بأن أصحاب الأعمال الإيرانيين بدؤوا في الشعور بأثر العقوبات؛ إذ يشير أحد رؤساء وكالات الإعلانات في العاصمة الإيرانية أنه خسر 20 % من الزبائن الأسبوع الماضي، فيما أجّل 60 % أعمالهم مؤقتاً. وأشار المسوؤل، الذي تتخصّص شركته في بيع المنتجات الأجنبية، إلى أن معظم عملائه من الأجانب والمغتربين، والذين سيضطرون للرحيل الآن سبب رحيل شركاتهم. غير أن قليلين من المحللين والدبلوماسيين الأوروبيين يعتقدون أن العقوبات الجديدة سيكون لها أثر سلبي كما تصوّرته الإدارة الأميركية. وأشار أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إلى أن الأميركيين يريدون زعزعة استقرار إيران، لكنهم لن يستطيعوا التعامل مع العواقب، وأعرب عن اعتقاده بأن العقوبات لم تنجح. وقال الدبلوماسي الأوروبي إن السفارات الأوروبية تخبر شركات بلادها بأن تتأنى قبل الرحيل، وألا تتخذ قرارات متسرعة.;
مشاركة :