بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي وطرحها استراتيجية جديدة لتحجيم أنشطة إيران النووية والتوسعية في المنطقة، يرى محللون أن آلية واشنطن لتغيير سلوك إيران ليست كافية دون تغيير بنية نظام الملالي برمته. ووفقًا لمقال نشره موقع "راديو فردا" للكاتب الإيراني "رسول نفيسي"، يطرح إجابته عن سؤال وهو: هل من الممكن أن تُغير إيران من سلوكها دون تغيير النظام الإيراني نفسه؟ بدأ نفيسي مقاله- (الذي ترجمته عاجل)- بالتأكيد على أن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران والتي أعلنها وزير الخارجية "مايك بومبيو" في قالب 12 بندًا تُعتبر جميعها ضمن الخطوط الحمراء للنظام الإيراني. وأوضح نفيسي أن مطالبة واشنطن طهران على سبيل المثال بإخراج قواتها العسكرية من دول الجوار أمر لن تقبله حكومة الملالي، مستشهدًا بتصريح المرشد علي خامنئي الذي وصف فيه خروج إيران من الدول المجاورة بأنه "أمر لن يقبله أحد". وأكد نفيسي أن إيران أسست مشروعها التوسعي في المنطقة عن طريق الحرس الثوري، بعد تشكيلها لسواعد عسكرية كـ "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن. واعتبر نفيسي أن إيران لن تقبل هذا البند على وجه الخصوص، أي خروج قواتها من دول الجوار؛ إذ تعتبر طهران أن انسحاب قواتها بمثابة تنازل عن عُمق استراتيجي سعت لامتلاكه منذ سنوات. واختتم نفيسي مقاله مشيرًا إلى توجهات الخارجية الأمريكية في إدارة ترامب، والتي أكدت مرارًا أن ملف إيران هو أولى الملفات التي تحظى باهتمام الخارجية في عهد بومبيو، معتبرًا أن طرح بومبيو لتغيير سلوك إيران سواء في البرنامج النووي أو في أنشطتها بالمنطقة ليس كافيًا دون تغيير النظام ذاته. واستشهد نفيسي بالانتقادات التي وجهها أحد النواب الجمهوريين لبومبيو في مجلس الشيوخ، حيث اعتبر أن إيران أثبتت على مدار سنوات طوال عدم جديتها في تغيير سلوكها، مؤكدًا أن استراتيجية واشنطن يجب أن تكون قائمة على تغيير بنية النظام الإيراني وليس سلوكه. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" (الأسبوع الماضي) عن استراتيجية بلاده تجاه إيران والتي ضمت 12 بندًا تهدف لردع دور طهران المزعزع لأمن واستقرار المنطقة، كان أبرزها وقف الأنشطة النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية، وقطع الدعم المالي والعسكري للميليشيات المسلحة كـ "حزب الله" اللبناني والحوثيين في اليمن. وأكد بومبيو أن واشنطن ستفرض عقوبات اقتصادية على طهران هي "الأشد في التاريخ" على حد قوله.