فنانون ونقاد: الكوميديا الأردنية تهريج وسطحية

  • 5/28/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان: «الخليج» واجهت الكوميديا الأردنية المعروضة خلال رمضان على ثلاث قنوات رئيسية هجوماً واسعاً انسحب على موضوعاتها وطريقة تناولها وجوانب أدائية. وطالب فنانون ومتخصصون ومتفاعلون بوقفها فوراً أو عدم استمرارها على النحو ذاته في الأعوام المقبلة مع محاسبة القائمين عليها. وشملت الانتقادات الحادة الجزء الجديد من «العم غافل» بعنوان «دقة على وتر» ونظيره «هاشتاغ زعل وخضرة» اللذين يعرضان على شاشة التلفزيون الأردني إلى جانب مجموعة أعمال شبابية قصيرة تبنتها قناة «رؤيا» ضمن «ساعة كوميديا» وكذلك قناة «الأردن اليوم» تحت عنوان «كمشة كوميديا» أغلب المشاركين فيها من مشاهير «السوشيال ميديا» بينها «كليك» و«محسن ديلفيري» و«صد رد» و«تقلدوهمش» و«القهوة» وغيرها. ووصف الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي أغلب أفكار الأعمال بأنها مستهلكة وتعتمد على «نكات» سطحية واستخدام ألفاظ تنطوي على تهكم وابتذال وانتقاص من أشكال وحركات خارجية بقصد «الضحك» على المشاهدين. وأرجع الزعبي الإشكالية الأولى إلى افتقاد النص المُحكم الذي يقدم كوميديا سوداء تناقش بحرفية أوجاع وهموم الناس وتمس حياتهم عن قرب معتبراً تضاعف عدد الأعمال هذا العام دون تقديم نوعية لافتة دليل على استسهال انجازها وفق «خلطة» يتبعها الغالبة تعتمد على «سكتشات» خفيفة مرتجلة لا تخلو من الإسفاف. وقال: ما نشاهده لا يمت لأصول الكوميديا بصلة وحصول بعض الشباب على عدد من الإعجابات عبر مواقع إلكترونية واكتسابهم شهرة نابعة من العالم الافتراضي لا يعني بالضرورة نجاحهم في التمثيل وإطلاق برامج وأعمال تنتمي أكثر إلى التهريج. ورأى الناقد الفني رسمي محاسنة، وجوب التوقف عن إنتاج هذه الأعمال، ومحاسبة القائمين عليها لأنهم على حد قوله يسهمون في تشويه الفن الأردني، والإساءة للكوميديا ووصمها بالفشل المطلق، سواء اعتادوا التواجد ضمن «كاركترات» مكررة أو ظهروا على الساحة بصورة طارئة. وقال: تابعت بعض التجارب وكانت سيئة للغاية لا تخرج عن سطحية التناول، وتواضع الأداء وتسرّع التنفيد، مع ظاهرة لافتة لاستخدام مصطلحات خادشة للحياء وألفاظ نابية والاستخفاف بعقل وفكر المُشاهد. وأضاف: أغلب الذين يتصدّرون هذه الأعمال، لا علاقة لهم بالتمثيل والتأليف والإخراج ضمن المفهوم الكوميدي، وكل ما في الأمر أنهم وبحكم حصولهم على جماهيرية على مواقع وصفحات إلكترونية، أرادت جهات إنتاج استغلالهم فسقطوا في ورطة كشفت اضمحلال قدراتهم ومواهبهم وعليهم مغادرة شاشات التلفاز دون عودة. ووجد صلاح العجلوني مذيع الأخبار في التلفزيون الأردني أن الكوميديا الأردنية تميل إلى «الاستهبال» وما زالت تفتقد النص الهادف والموقف «المنسوج» والمعبر والأداء التلقائي. وقال: هناك ارتهان غير مبرر، لإظهار شخص يعاني اعوجاجاً في الجسم أو اللسان، وتحويله إلى ما يشبه «المُهّج» ومخاطبة المُشاهدين بأسلوب لا يرتقي حتى إلى تفكير الصغار. ورأى العجلوني أن البقاء على المنوال ذاته يعني السير في طريق مسدودة للكوميديا الأردنية، وعدم الارتقاء إلى أعمال عربية معروفة أصبح مجاراتها مستحيلاً في ظل المعطيات القائمة. وذكر المخرج والسيناريست رفقي عساف أنه واقع تجربة كوميدية عُرضت لموسمين سابقين كان يجد في ذلك محاولة لاستعادة الثقة في المنتج الفني الأردني، من خلال التواجد ثم اكتساب الثقة والبناء عليها للهروب من ثنائية الأعمال البدوية والتاريخية نحو المعاصرة. وقال: كنت أعتقد أن مرحلة الكوميديا تستوجب المرور منها للوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور، ثم الانطلاق لكن ما جرى هو أن هذه الأعمال الكوميدية الخفيفة يمكن صناعتها بميزانيات قليلة لا تريد القنوات والرعاة استثمار أكثر منها. وتابع عساف: الاهتمام ينصب على صنع أكبر عدد من الأعمال، وتغطية أكبر وقت للبث والباقي يخصص لأعمال عربية، وما كنت أظنها مرحلة للبناء عليها نحو الانتقال إلى دراما جادة استمرت في اجترار نفسها، لذلك انسحبت حتى إشعار آخر مرتبط بتغيّر الشروط. ورأى الممثل الكوميدي حيدر كفوف أن عدداً من المحسوبين بصورة مسيئة على هذا النوع يحاولون الصعود على أكتاف الموسم الفني في رمضان، مستخدمين حوارات رخيصة وإيحاءات وإيماءات مبتذلة. وأردف: هؤلاء حتى إذا استمروا سنوات متتالية على الشاشة لن يكسبوا «خفة الدم»، وهذا النوع من التمثيل صعب وليس سهلاً، اقتحمه للأسف من لا يملكون مقومات «أفيهات» الموقف وهذا العدد المضاعف من الأعمال «المسلوقة» والسخيفة يأخذ الغث مع السمين إذا لم نضع له حداً ونمنع تكراره.

مشاركة :