بنجلاديش - أ ف ب: يحاول وصي الرحمن الذي يعيش في كوخ من الخيزران مزروع على سفح تلة في أكبر مخيم للاجئين على الكرة الأرضية، أن يجري تقييماً لفرص البقاء على قيد الحياة إذا اجتاحت الأمطار الموسمية بنجلاديش وهذا المخيم. وقال هذا اللاجئ الروهينجي الذي يقيم في كوخ على منحدر حادّ مع تسعة من ذويه، إن عائلاتنا ستُقتل. الأطفال في كل مكان هنا. نعيش وسط الخوف المستمر من أن تؤدي الأمطار إلى انزلاق للتربة. وبعد الحرب والأمراض، باتت مخيمات اللاجئين الكبيرة في جنوب بنجلاديش تحت رحمة تهديد جديد ينطوي على احتمالات مدمرة للفيضانات الموسمية التي تبدأ في يونيو. ويعيش حوالي مليون من المسلمين الروهينجا الآتين من ميانمارالمجاورة، في خيم هشة مترامية على مدى النظر. وفي خلال أشهر، هرب 700 ألف شخص أمام حملة لجيش ميانمار اعتبرتها الأمم المتحدة تطهيراً عرقياً. وسارعت بنجلاديش التي اجتاحها اللاجئون، إلى إزالة الأشجار في مئات الهكتارات لإقامة مساكن فيها. إلا أن هذه التطورات، جعلت الأرض أكثر تعرضاً لعنف الطبيعة، في منطقة ستتلقى في الأشهر الثلاثة المقبلة أكثر من 2،5 متر من الأمطار، أي ثلاثة أضعاف ما يتساقط سنوياً على بريطانيا. وبينما تعمل الجرافات على تحصين المكان، يحاول اللاجئون تأمين أفضل حماية ممكنة لمساكنهم. وحُفرت قنوات تتيح تسهيل سيلان مياه الأمطار. والمراحيض محمية بأكياس من الرمل للحؤول دون تسرب المياه إليها وإغراقها.وقال كيفين جي.ألين، مدير العمليات في المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، «كلما أقام اللاجئون في أسفل التلال زادت احتمالات سقوط ضحايا في حال غمرت الأمطار الوديان». وبعد المجازر في ميانمار، «يمكن أن يواجه الروهينجا خطراً آخرَ يأتي هذه المرة من الطبيعة».
مشاركة :