شهدت العاصمة الالمانية اليوم (الاحد)، تظاهرة لليمين المتطرف ومسيرة اخرى مناهضة، وسط اجواء من التوتر الشديد كان يمكن ان يتحول الى مواجهات بين الطرفين، لولا الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة. وطوال بعد ظهر، سار حوالى خمسة آلاف متظاهر من أنصار حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف وسط برلين، وهم يحملون الاعلام الالمانية، في حين تجمع بالمقابل حوالى 25 الف شخص في تظاهرة مضادة، حسب تقديرات الشرطة. وظهراً، انطلق المتظاهرون من حزب «البديل لالمانيا» من محطة برلين المركزية الى بوابة براندبورغ، مرددين الشعارات المفضلة للحزب: المستشارة انغيلا «مركل يجب ان ترحل» و «نحن الشعب». وتفرقوا حوالى الساعة 16:00 (14:00 توقيت غرينيتش) بهدوء وسط انتشار امني مكثف، بسبب تخوف الشرطة من مواجهات مع المجموعات «المناهضة للفاشية»، التي توعدت بتخريب تظاهرة اليمين المتطرف. وفي النهاية، لم تسجل سوى حوادث محدودة بين الفريقين، والفضل للشرطة التي نشرت حوالى الفي عنصر على الارض، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لصد مجموعات من المتظاهرين المناهضين للفاشية. وسعى المتظاهرون المناهضون للفاشية الذين نزلوا الى الشارع تلبية لدعوة من نقابات واحزاب وجمعيات، كل فترة بعد الظهر الى عرقلة تظاهرة اليمين المتطرف، التي اجبرت على تغيير وجهتها بعدما اغلقوا احد الجسور بوجهها. واكد حزب اليمين المتطرف ان حافلة تنقل مناصرين تعرضت للرشق بالحجارة والطلاء صباح اليوم. وردد المتظاهرون المناهضون لليمين المتطرف هتافات، مثل «الدعاية النازية ليست حقا»، و«برلين كلها ضد حزب البديل لالمانيا». وفي نهاية التظاهرة، القى احد رئيسي حزب «البديل من اجل المانيا»، الكسندر غولان، كلمة امام بوابة براندبورغ قال فيها «نحن نحب بلادنا ونريد ان نسلمها الى اولادنا على غرار ما فعله اجدادنا معنا». واعلنت قيادة الحزب للشرطة قبلا انها تتوقع مشاركة عشرة آلاف شخص، لكنها خفضت توقعاتها هذا الاسبوع. وبرر الحزب هذا التراجع بخوف الكثيرين من التعبير علنا عن مواقفهم المؤيدة، خشية تعرضهم لاجراءات انتقامية في محيطهم او مكان عملهم. وتحرك المتظاهرون من الاحزاب المعارضة منذ ايام على شبكات التواصل الاجتماعي لـ «قطع الطريق امام مناصري حزب البديل لالمانيا وعدم ترك الشارع لهم». ويؤكد معظمهم انه يجب منع حزب اليمين المتطرف سلميا من ايصال رسالته. ويشغل هذا الحزب في الوقت الحالي أكثر من 90 مقعدا في البرلمان، وهو اول احزاب المعارضة، بفعل الائتلاف الحكومي الذي تم التوصل اليه بصعوبة بين محافظي ميركل والاشتراكيين الديموقراطيين.
مشاركة :