كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن وجود مقاومة مضادة ومعارضة لمشروع وثيقة الحوار الوطني المتمثلة بوثيقة الدستور اليمني الجديد، فيما قتل زعيم قبلي وأصيب مسؤول محلي بارز برصاص مسلحين مجهولين في محافظة البيضاء وسط اليمن أمس الثلاثاء. ودعا الرئيس اليمني أعضاء الهيئة للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار، إلى العمل بمسؤولية الفريق الواحد مع الحكومة في إنجاز وثيقة الدستور الجديد، جاء ذلك في كلمة له خلال رئاسته اجتماع عقده أمس الثلاثاء، للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وأكد هادي أن هذه الوثيقة هي أفضل وأشمل ما يمكن أن يتوافق عليها اليمنيون في ظل كل هذه الاستقطابات، فهي ليست اسمًا للمزايدة بل برنامجًا فعليًا لإنقاذ اليمن عبر بناء دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية. وأردف قائلًا: «إنني على ثقة بأنكم تدركون خطورة المرحلة، ولذا يجب أن تطغى طبيعة هذه المهمة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد على أية حسابات حزبية أو مناطقية أو مذهبية ضيقة لا تضع الوطن والشعب نصب عينيها، كما أنكم تدركون جيدًا أن هناك مشروعات مقاومة ومضادة لهذا المشروع الذي تمثلونه ولكنني أثق أنكم على قدر كبير من المسؤولية والوعي للوقوف بحزم أمامها والانتصار لليمن الجديد وللإنسان اليمني من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة». ومضى بالقول: «لقد تجاوز الشعب اليمني وبكثير من الحكمة واليقظة العديد من المؤامرات التي استهدفته واستهدفت أحلامه المشروعة في دولة حقيقية تحفظ حقوقه وتحدد واجباته، فقد جسد هذا الشعب أعلى درجات الصبر والسلمية والحرص على البحث عن المتفق الذي يجمع بدلًا عن أي نقاط اختلاف، وعلينا أن نعمل بلا كلل لتحقيق طموحاته التي طال انتظاره لها». وكشف الرئيس اليمني أثناء استقباله أمس مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا الأدنى آن باترسون، عن صعوبات وتحديات تواجهها اليمن، جراء الأزمة في مختلف الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد، وقال هادي: «ما زال الوضع الاقتصادي صعب وبحاجة إلى مساعدات من أجل تخطي الصعاب والتحديات التي ما زالت ماثلة حتى الوصول إلى انجاز مسودة الدستور في الفترة القليلة المقبلة والاستفتاء عليه بعد شرح مضامينه وكافة بنوده ومن ثم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العاصمة والأقاليم». واستعرض هادي مع المسؤولة الأمريكية جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالمهام الوطنية التي أنجزت خلال المرحلة الانتقالية منذ نشوب الأزمة مطلع عام 2011م، وقال هادي: إن العلاقة اليمنية الأمريكية قوية ومتينة وكان للدعم الأمريكي أثر مهم وبالغ في إنجاح مسار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتجنيب اليمن ويلات الحرب والتشظي وذلك إلى جانب الجهود الدولية والإقليمية وفي مقدمة ذلك جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأشار هادي إلى أن أمام حكومة الكفاءات الجديدة الكثير من المهام العملية، خصوصًا وأن الشعب لم يعد يحتمل الكلام فقط دون العمل على أرض الواقع، معربًا عن ثقته بالوفاء بالالتزامات التي تعهد بها المانحون تجاه اليمن بأسرع وقت ممكن. بدورها، قالت المبعوثة الأمريكية: «نحن على اطلاع بالجهود التي بذلتموها بصورة كبيرة وأؤكد وقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب اليمن حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة»، وأشادت بجهود اليمن في مضمار مكافحة الإرهاب والتي كان آخرها مداهمة وكرٍ للإرهابيين وتحرير عدد من الرهائن من بينهم أجانب. إلى ذلك، أصيب مستشار محافظة البيضاء عبدالله احمد الجمالي، فيما قتل الزعيم القبلي الشيخ علي حميد السوري برصاص مسلحين مجهولين بمدينة البيضاء، وأوضح مصدر أمني أنه في تمام الساعة الحادية عشرة من ظهر أمس الثلاثاء، أطلق مسلحون مجهولون وابلًا من الرصاص على سيارة المستشار بالحي الثقافي بمدينة البيضاء ما أدى إلى استشهاد الشيخ علي حميد السوري وإصابة مستشار المحافظة عبدالله الجمالي بجروح بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى. ولفت المصدر إلا أن التحقيقات لا تزال جارية للتتبع الجناة ومعرفة هويتهم لينالوا جزاءهم الرادع، فيما تبنى تنظيم أنصار الشريعة، جناح القاعدة في اليمن أمس الثلاثاء، 5 عمليات نفذها مقاتلوه ضد جماعة الحوثي والجيش اليمني الاثنين، في صنعاء ومدن يمنية أخرى، وقال التنظيم في بيانات منفصلة نشرها حسابه على تويتر: إن مقاتليه في محافظة «إب» وسط اليمن، استهدفوا، الاثنين، القيادي في جماعة الحوثي «عبدالواحد الراعي»، أثناء وجوده أمام مبنى أمن المدينة، ما أدى لإصابته بجراح بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى.
مشاركة :