الفيصل يطلق “سوق عكاظ7” بكلمة افتتاحية ويكرّم جرابا بشهادة الأعشى وحسين سرحان

  • 9/10/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، مساء اليوم، حفل افتتاح فعاليات الدورة السابعة لسوق عكاظ بمحافظة الطائف بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء والمسؤولين والمثقفين وضيوف المهرجان من داخل المملكة وخارجها. وقال الأمير خالد الفيصل: إن رعاية الملك لهذا المناسبة تكسبها أهمية خاصة في الوقت الذي أصبح يحظى سوق عكاظ بمتابعة عربية واسعة كون السوق ليس مجرد تراث أو محض حديث عن الماضي فقد أصبح نافذة تستشرف المستقبل، كما أثمر عن فتح نافذة ثقافية على العالم تعكس الحراك الأدبي الذي تعيشه المملكة.. وأضاف: أن سوق عكاظ يستمد نهجه من رؤية القيادة الداعية لتبني التعايش بين الشعوب وغرس وتأصيل سبل المحبة فيما بينها، وذلك عبر تبّني السوق لتلك المفاهيم من خلال أنشطته وبرامجه الثقافية والعلمية والفنية والتراثية، إضافة إلى أن ما يتم تقديمه من برامج وأنشطة هو جزء من رسالة التسامح، التي تمثل نهج خادم الحرمين الشريفين الداعي للحوار، إذ إن تبادل الثقافات بين الشعوب يمثل أولى الخطوات على طريق تفاهمها وتقاربها وخير دليل على ذلك دعوة مفكرين من الصين لمناقشة الأدب والشعر العربي الفصيح، وسيكون ذلك برنامجا سنويا في الدورات المقبلة. وأكد الأمير الفيصل أن ما حظي به السوق من دعم من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين يعكس الحرص على دفع مسيرة الثقافة والأدب في المملكة على وجه العموم وسوق عكاظ على وجه الخصوص، نظرًا لما يمثله السوق من قيمة ريادية وثقافية عطفًا على التاريخ العريق، الذي يتمتع به، ما جعل منه منبرًا ثقافيًا يعيد تاريخ الأدب العربي الذي انطلق من قلب جزيرة العرب إلى الساحة من جديد، ولاشك أن دعم سوق عكاظ من لدن القيادة خلال الدورات الماضية أثمر عن صناعة مشروع ثقافي ملموس استطاع تجاوز جغرافية المكان وتحوّل إلى نافذة ثقافية تعكس الحراك الأدبي، الذي تعيشه المملكة، كما أصبح محط اهتمام المهتمين بالشأن الثقافي من الدول العربية الشقيقة ممن يحرصون على المشاركة في فعالياته ويتنافسون على نيل جوائزه، بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بالثقافة والفكر الأدب وتشجيع العلوم الحديثة واستقطاب المواهب لبناء حضارة إسلامية ووطنية تحمل على عاتقها إيصال رسالتنا إلى العالم ولكي يعلم الجميع أن الدين الإسلامي دين بناء وعلم وإعمار. وأشار أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن الخطة الإستراتيجية للسوق أخذت بعين الاعتبار محاكاة أنشطة سوق عكاظ للأجيال، لا سيما أنه لم يكن في سابق عهده مجرد تراث أو أحداث تدور في حقبة زمنية ولت، بل إنه يشكل منارة ثقافية واقتصادية واجتماعية تسعى لمد جسور التواصل بين الأجيال، وتستشرف الحاضر، الذي يمثل لبنة الغد، وصولا إلى الاهتمام بالتأسيس والمضي قدمًا في صناعة حضارة مستقبلية تعنى بالإبداع والتميز العملي وتهتم بنشر الثقافة والمعرفة. وتأتي عناية إمارة المنطقة واهتمامها بالسوق من منطلق سعيها الحثيث لإعادة الاعتبار إلى مكانة سوق عكاظ الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يُعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل، بالعناية بالإبداع والتميز العلمي، ونشر الثقافة والعلم والمعرفة، مبيّنًا أن ما يُقدم من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية يتسق مع أهداف الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة، وتحديدًا مع محور بناء الإنسان الموازي لتنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محليًا وإقليميًا وعالميًا. وأكد الأمير خالد الفيصل أهمية أن يكون للسوق هويته الرائدة التي تعكس الواقع الوطني، لاسيما أنه مبني على فكره الخاص المرتكز على الثوابت، والقيم والخصوصية الإسلامية، ومع فعالياته التي تتواءم وأهداف الخطة العشرية واستراتيجية منطقة مكة المكرمة المبنية على بناء الإنسان وتنمية المكان لتصل المنطقة وإنسانتها للمكانة المستحقة محليًا وإقليميًا وعالميًا. كلمة افتتاحية للفيصل وتكريم الفائزين ويحفل برنامج افتتاح «سوق عكاظ7» مساء اليوم بعدد من الفقرات، إذ سيلقي الأمير خالد الفيصل كلمة عكاظ الافتتاحية، وذلك للمرة الأولى في دورات السوق، كما سيقوم بتسليم «بردة شاعر عكاظ» للفائز بها لهذا العام الشاعر عيسى علي محمد جرابا إضافة إلى جائزة مالية قدرها 300 ألف ريال، بالإضافة إلى تتويج الفائزين بجوائز عكاظ، وهم: الفائزون بجائزة التصوير الضوئي المركز الأول عبدالله بن سليمان الشثري من السعودية، والمركز الثاني ماجد بن عبيد العامري من عمان، والمركز الثالث علي بن حمد الغافري من سلطنة عمان، وجائزة الخط العربي: المركز الأول محمد نور أمجد من باكستان، والمركز الثاني مصطفى بارلدار من تركيا، والمركز الثالث فرهاد ياسين نادر من العراق، وجائزة «لوحة وقصيدة»: المركز الأول الفنان عبدالرحمن يحيى المغربي عن قصيدة «الرعاة» لأبو القاسم الشّابي، والمركز الثاني عبدالرحمن عبدالله السليمي عن كلمات الشاعر خالد المجاهد، والمركز الثالث الفنانة مليح بنت عبدالله بن لي بن وهق عن قصيدة «أراك طروبًا»، والفائزين بجائزة سوق عكاظ عن جائزة التميز والإبداع العلمي وموضوعها «الجينيوم وخدمة البشرية»، وقد حاز عليها الدكتور علي بن عبدالله الشتوي. الشاعر الأعشى أمام حسين سرحان يشهد حفل الافتتاح تقديم عرض مسرحي عن الشاعر الأعشى والشاعر المعاصر حسين سرحان في خطوة تعد الأولى من نوعها بدمج شاعرين. إطلاق «مركز عكاظ لدراسات الشعر العربي كما سيطلق الأمير خالد الفيصل اليوم «مركز عكاظ لدراسات الشعر العربي الفصيح»، الذي يتخذ من موقع السوق الحالي مقرًا له، كذلك سيدشن أعمال كرسي الشعر الذي تحتضنه جامعة الطائف.. وأكد أمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الدكتور سعد مارق أن إطلاق الأمير خالد الفيصل للمشروع، الذي سيكون إضافة مميزة لأنشطة السوق في العام الحالي، بمثابة دفعة حقيقية للتفرّد وإعادة حقيقية لأمجاد السوق، التي كان يتصف بها إبان ولادته.. وشدّد الدكتور مارق على أن المركز يُعتبر نواة لإنشاء «أكاديمية عكاظ للشعر العربي»، حيث سيشكل المشروع مرجعية عربية للشعر الفصيح يمكن وصفها بأنه الأقوى في المنطقة العربية، لافتًا إلى أن المركز والكرسي، الذي تمت الموافقة على إنشائهما خلال اجتماع اللجنة الإشرافية، يمثلان رؤية الأمير خالد الفيصل، التي تحرص دومًا على أن يكون للسوق هوية متميزة ومتفردة عما سواها من المناسبات. استلهام التاريخ الأصيل للسوق في مجال الأدب وأشار الدكتور سعد مارق إلى أن إطلاق المشروعين يستلهم الأهمية من التاريخ الأصيل للسوق في مجال الأدب العربي وتحديدًا الشعر الفصيح، وليكون «عكاظ» أيضًا المرجعية العربية الأقوى شعريًا، حيث يقع على عاتق لجان السوق الاحتفاء بالأصوات الشعرية العربية الأبرز، والعناية بالترجمات ذات العلاقة، منوّهًا بأن الكرسي والمركز سيعملان فورًا على البدء في تحقيق الأهداف، التي أُنشئ من أجلها والمتمثلة في النهوض بدراسات وأبحاث الشعر الفصيح، بدءًا بجمع وتدوين وتحقيق الموروث في المخطوطات المحفوظة محليًا ودوليًا، ووصولا إلى نشر مؤلفات وأبحاث شعرية عبر وسائل الإعلام المختلفة. وقال الدكتور مارق: تندرج ضمن أجندة المركز التنفيذية تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية، ومنها الندوات والمسابقات والمحاضرات والملتقيات الأدبية والمسرحيات، لافتًا إلى أن لجنة تضم اختصاصيين في الشعر تنبثق عن المركز ستعمل على دراسة الأسس الفنية الصحيحة للشعر العربي، التي يحويها هذا الفن الأدبي العريق، مبيّنًا أن من بين الخطط إبرام تعاون مع عدة أكاديميات وجامعات محلية وعالمية متخصّصة في الشعر وجمع وتحقيق المخطوطات الشعرية، والمشاركة في الأنشطة والمعارض ذات العلاقة بالشعر.

مشاركة :