محلل: تريليون ريال فوائض مالية تحصن المملكة من هبوط "النفط"

  • 12/3/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال المحلل النفطي المهندس برجس بن حمود البرجس والمستشار السابق في التخطيط الاستراتيجي بشركة أرامكو السعودية: إن المملكة تتمتع باقتصاد قوي ولديها احتياطيات ضخمة تكونت من الوفورات، التي تحققت عبر السنوات الماضية، لافتاً إلى أن المملكة حققت نحو تريليون ريال فوائض مالية فعلية خلال الفترة من عام 2008 وحتى 2013، وكانت فوائض العام الماضي وحده 206 مليارات، ومن ثم فلا مشكلة من استخدام هذه الفوائض في تغطية العجز المتوقع في الموازنة القادمة. جاء ذلك خلال المحاضرة، التي نظمتها لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض بعنوان «مستقبل النفط وتأثيره على الاقتصاد الوطني والسوق المالية»، بحضور خالد بن عبدالعزيز المقيرن، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، ورئيس اللجنة، وأدارها تركي بن حسين فدعق مدير الأبحاث والمشورة بشركة البلاد المالية وعضو اللجنة. وقال المحاضر إنه لا يرى مبررًا منطقيًا لتأثر بعض قطاعات السوق المالية السعودية بشكل مباشر بانخفاض أسعار البترول مثل قطاعات الاتصالات والخدمات والتجزئة، وإن كان من المنطقي تأثر القطاعات المرتبطة بالنفط مثل قطاع البتروكيماويات، الذي قال إنه تأثر كثيرًا خلال العام الحالي، وخصوصًا خلال الربع الأخير من العام، نتيجة الانخفاض الكبير في أسعار النفط الناجم عن ركود الأسواق في اليابان، والتراجع الذي تشهده الأسواق الصينية والآسيوية، والتي تعد السوق الرئيسة للبتروكيماويات السعودية. وعن أكبر التحديات التي تواجه صناعة النفط في الوقت الراهن والمستقبل القريب قال البرجس: إنها تتمثل في دخول النفط والغاز الصخري حلبة المنافسة، وخصوصًا في أمريكا التي تمكنت من تطوير تكنولوجيا الحفر بمعدلات عالية خفضت من تكلفة الإنتاج، الأمر الذي جعل أمريكا أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، وهو ما انعكس على أسعار الغاز في الأسواق العالمية وتدنيها لأدنى مستوياتها، وأشار إلى أن المملكة تمتلك مكمنًا صخريًا نفطيًا واحدًا وصغيرًا غير مؤثر، بينما تمتلك غازًا صخريًا بكميات ضخمة ومؤثرة تقدر بأكثر من 600 مليار قدم مكعبة. كما لفت إلى التحدي الثاني، الذي يواجه النفط حاليًا وخلال العقدين القادمين والمتعلق بتطوير تكنولوجيا صناعة السيارات الهجين، التي تعتمد على طاقة الكهرباء، حيث قال إن التوقعات تشير لارتفاع عدد السيارات من هذا النوع إلى 70 مليون سيارة خلال العشرين سنة القادمة، فضلاً عن تطوير استهلاك السيارات للبنزين من 15 لترًا لكل مئة كيلومتر في السابق، وخفضها إلى 10 لترات حاليًا، وتوقع انخفاضها إلى 5 لترات في الـ 25 سنة المقبلة، وهو ما يخفض كثيرًا من الاستهلاك، مما يستلزم التخطيط الجدي للبحث عن بدائل ملائمة للنفط وعدم الاعتماد عليه كمصدر رئيس وحيد للدخل. من جانبه توقع تركي فدعق انخفاض أرباح شركات قطاع البتروكيماويات السعودية بمعدل 20 ـ 30% خلال الربع الأخير من العام الحالي، نتيجة استمرار تراجع حجم المبيعات ومعدلات الأسعار في الأسواق الخارجية.

مشاركة :